العدّ التنازليّ لزوال الكيان بدأ.. حملةٌ إسرائيليّةٌ شرسة: الجيش المصريّ قد يُشارك بـ “احتفال” الزوال..
زهير أندراوس
في سيناريو زوال الكيان خلال الحرب الإقليميّة الشاملة، شدّدّ اللواء الإسرائيليّ بالاحتياط، ولأوّل مرّةٍ، إسحاق بريك، على أنّ الأخطر من مُشاركة محور المقاومة والممانعة يكمن في أنّ مصر قد تنضّم لما أسماه بالاحتفال، بعدما توصلّت القاهرة إلى قناعةٍ بأنّ اتفاق السلام مع إسرائيل لا يتعدّى كونه ورقة لا تُسمِن ولا تُغني عن جوعٍ، كما قال في تحليل نشره هذا الأسبوع في صحيفة (معاريف) العبريّة.
والمُلاحظ أنّ حكومة بنيامين نتنياهو أطلقت العنان للإعلام العبريّ بشنّ هجمةٍ شرسةٍ على مصر، مدعيّةً أنّ دورها في الحرب الجارية ضدّ قطاع غزّة منذ 8 أشهر لم يكُن إيجابيًا، وأنّ القاهرة استخدمت سياسة الكيل بمكياليْن، وفق المصادر في تل أبيب.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، مقالاً تنتقد فيه موقف مصر من الحرب الدائرة حاليًا في غزة، وقالت إنّ القاهرة تنشر “رسائل معادية لإسرائيل” رغم معاهدة السلام بين البلدين.
وجاء في المقال الذي كتبته روث واسرمان لاند، نائبة سفير سابق في مصر وزميلة في معهد (مسغاف) للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية وعضوة سابقة في الكنيست، أنّ مصر تمارس سياسية ثنائية، من خلال التعاون مع إسرائيل ونشر رسائل معادية لها في نفس الوقت.
وأضافت أنّ مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل وتسعى جاهدة لإنشاء طرق تجارية والتعاون مع الولايات المتحدة، لكنّها من ناحية أخرى، تُغذي الجمهور المصريّ برسائل معادية لإسرائيل بشكلٍ خاصٍّ.
وأوضحت أنه من وجهة نظر مصر، فإنّ “إقامة الكيان الفلسطيني كان ركيزة أساسية لاتفاقية السلام، وعدم تحقيق هذا سمح للنظام المصري بقيادة مبارك بالامتناع عن تعزيز التعاون الثنائي مع إسرائيل في مجالات التجارة والثقافة والسياحة وغيرها، ومن ثم فإن أغلب الركائز الأخرى التي استند إليها اتفاق السلام لم تتحقق.”
وأضافت أنّ مصر “تتبنّى خطابًا معاديًا لإسرائيل”، كما أنّ القيادة المصرية سمحت بل وشجعت في بعض الأحيان، على تبني خطابٍ معادٍ لإسرائيل بشكل واضح، “كآلية لصرف انتباه الرأي العام عن المشاكل الداخلية”.
وبعيدًا عن الخطاب المعادي للصهيونية، فإنّ وسائل الإعلام تتضمن في كثير من الأحيان رسائل معادية للسامية بشكل واضح، مثل استخدام الرسوم الكاريكاتورية والرسوم التوضيحية، بحسب المقال.
كما انتقدت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة في القاهرة، عدم السماح للإسرائيليين بالظهور في وسائل الإعلام المصرية، ممّا يؤدي إلى إجراء جميع المناقشات حول موضوع الكيان دون أيّ تمثيلٍ إسرائيليٍّ.
وتحدثت الكاتبة أيضا عما أسمته “ازدواجية المعايير المصرية تجاه حركة حماس”، مشيرة إلى أنّ المسؤولين المصريين يعرفون طبيعة الحركة وانتمائها وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر كمنظمة إرهابية.
وتساءلت الكاتبة “ما الذي دفع مصر الرسمية إلى غضّ الطرف عن عشرات الأنفاق التي تعبر من غزة إلى مصر والتي اكتشفها جيش الاحتلال عند دخول رفح؟”
وأشارت إلى أنه منذ عام 2017، يبدو أنّ هناك تحسنًا في علاقات مصر مع حماس في غزة، بعد أنْ نشر قادتها نسخة محدثة من ميثاقها، تنأى بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وأكّدت بالختام أنّ الحجم الكبير للأنفاق التي تمّ اكتشافها يشير إلى قرارٍ استراتيجيٍّ على مستوى رفيع، أو على أقل تقدير، “غضّ الطرف” المتعمد على أعلى مستوى، حسب الصحيفة.
وجديرٌ بالذكر أنّ صحيفة (هآرتس) العبريّة حذّرت أمس بافتتاحيتها من أنّه “إذا لم يعمل الوسط الإسرائيليّ كي يعيد المتطرفين إلى هوامش المجتمع، ويقضي على الكاهانية ويمحو وباء الاحتلال الخبيث من جسم الدولة، فإنّها ليست سوى مسألة وقت حتى الانهيار التام لإسرائيل. العد التنازلي بدأ”، وفق تعبيرها.
وأضافت الكاتبة أن مصر “تتبنى خطاباً معادياً لإسرائيل”، كما أن القيادة المصرية سمحت بل وشجعت في بعض الأحيان، على تبني خطاب معادٍ لإسرائيل بشكل واضح، “كآلية لصرف انتباه الرأي العام عن المشاكل الداخلية”.
وبعيدا عن الخطاب المعادي للصهيونية، فإن وسائل الإعلام تتضمن في كثير من الأحيان رسائل معادية للسامية بشكل واضح، مثل استخدام الرسوم الكاريكاتورية والرسوم التوضيحية، بحسب المقال.
كما انتقدت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة في القاهرة، عدم السماح للإسرائيليين بالظهور في وسائل الإعلام المصرية، مما يؤدي إلى إجراء جميع المناقشات حول موضوع إسرائيل دون أي تمثيل إسرائيلي.
وتحدثت الكاتبة أيضا عما أسمته “ازدواجية المعايير المصرية تجاه حركة حماس”، مشيرة إلى أن المسؤولين المصريين يعرفون طبيعة الحركة وانتمائها وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر كمنظمة إرهابية.
كما أن مصر قلقة من تدفق اللاجئين الفلسطينيين من غزة وإمكانية تسلل نشطاء حماس بينهم، كما أنها لا ترغب في أن تتحول الإقامة “المؤقتة” للفلسطينيين إلى إقامة دائمة، كما حدث مع العديد من السكان الفلسطينيين في الدول العربية.
وتتساءل الكاتبة “ما الذي دفع مصر الرسمية إلى غض الطرف عن عشرات الأنفاق التي تعبر من غزة إلى مصر والتي اكتشفها جيش الدفاع الإسرائيلي عند دخول رفح؟”
وأشارت إلى أنه منذ عام 2017، يبدو أن هناك تحسنا في علاقات مصر مع حماس في غزة، بعد أن نشر قادتها نسخة محدثة من ميثاقها، تنأى بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
إن الحجم الكبير للأنفاق التي تم اكتشافها يشير إلى قرار استراتيجي على مستوى رفيع، أو على أقل تقدير، “غض الطرف” المتعمد على أعلى مستوى، حسب الصحيفة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية