العراق يرفض خفض إنتاج النفط مع إطلاق مشاريع جديدة
العراق ضخ ما يتجاوز حصته بواقع 602 ألف برميل يوميا إجمالا في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024.
العراق يرفض خفض إنتاج النفط مع إطلاق مشاريع جديدة
أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني. أن بلاده لن توافق على أي تخفيضات جديدة لإنتاج النفط الخام، قد يعلن عنها تحالف “أوبك+” في اجتماعه المقبل. بالتوازي مع إطلاق مشاريع للنفط والغاز في محاولة لتطوير مخزونات الغاز الضخمة للمساعدة في توفير الكهرباء للبلاد وجذب استثمارات بمليارات الدولارات.
وقال عبد الغني. السبت على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر للنفط والغاز المنعقد في بلاده، “قمنا بما يكفي من تخفيضات طوعية في إنتاج النفط الخام خلال الفترة الماضية.. لا أعتقد أننا سنوافق على أي مقترحات جديدة للخفض في اجتماع التحالف المزمع عقده مطلع يونيو/حزيران المقبل”.
ومنذ يوليو/تموز 2023، دخل العراق في خفض طوعي بمقدار 220 ألف برميل يوميا تم تمديده مرارا، ليكون أحدث موعد لانتهائه يونيو/حزيران المقبل.
كذلك، يشارك العراق في خفض إلزامي من جانب التحالف بدأه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ويستمر حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل. بإجمالي خفض لدول التحالف الـ23 يبلغ قرابة 3.6 ملايين برميل يوميا.
ولم يشر الوزير صراحة إلى نوع الخفض الذي لن توافق بلاده عليه في حال تم اقتراح تمديده أو تعميقه.
الإنتاج النفطي
ويبلغ إنتاج العراق النفطي حاليا قرابة 4 ملايين برميل يوميا، بحسب بيانات لوزارة النفط ولمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”. وواجه العراق في أكثر من مناسبة انتقادات من تحالف “أوبك+” لعدم التزامه بكميات النفط المنتجة.
وذكرت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، في بيان الجمعة أن العراق قال مرارا إنه ملتزم بالتخفيضات الطوعية التي أعلنتها المجموعة في البداية في 2023 لكنه ضخ ما يتجاوز حصته بواقع 602 ألف برميل يوميا إجمالا في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024.
وأضافت المجموعة أن بغداد وافقت على تعويض ذلك بتخفيضات إضافية في الإنتاج خلال بقية العام.
وبالتوازي مع قرار عدم تخفيض انتاج النفط، أطلق العراق جولة تراخيص تضم 29 مشروعا للنفط والغاز في محاولة لتطوير مخزونات الغاز الضخمة للمساعدة في توفير الكهرباء للبلاد وجذب استثمارات بمليارات الدولارات.
التنقيب عن النفط واستثماره
ومناطق التنقيب موزعة على 12 محافظة في وسط وجنوب وغرب العراق، وتشمل لأول مرة منطقة استكشاف بحرية في مياه الخليج.
وفازت شركات صينية بخمسة حقول. وقالت وزارة النفط إن مجموعة تشونغمان للنفط والغاز الطبيعي فازت بتطوير (حقل شرقي بغداد – الامتدادات الشمالية) إلى جانب حقل الفرات الأوسط الذي يمتد بين محافظتي النجف وكربلاء الجنوبيتين.
وفازت مجموعة يونايتد إنرجي الصينية باستثمار حقل الفاو في البصرة بجنوب البلاد، بينما فازت شركة تشنهوا بتطوير حقل القرنين على الحدود بين العراق والسعودية. كما فازت شركة جيو-جيد الصينية بتطوير حقل زرباطية للنفط والغاز في محافظة واسط بشرق البلاد.
وأضافت الوزارة أن مجموعة خالد عبد الرحيم العراقية فازت باستثمار حقلين للنفط والغاز، هما حقل الديمة في محافظة ميسان بشرق البلاد، وحقلي ساسان وعلان في محافظة نينوى شمال غرب العراق.
وكانت آخر مرة يعقد فيها العراق جولة تراخيص في 2018 وهي الجولة الخامسة. والعراق ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية.
وقال وزير النفط. إن الجولة “الخامسة التكميلية” تشمل العديد من المشاريع المتبقية من الجولة الخامسة، وبالإضافة إلى جولة سادسة جديدة تشمل 14 مشروعا.
وتأهلت أكثر من 20 شركة لجولة السبت. بما يشمل مجموعات أوروبية وصينية وعربية وعراقية، ولكن لم تكن من بينها شركات نفط أميركية كبرى.
ونمت الطاقة الإنتاجية للنفط في العراق من ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى نحو خمسة ملايين في السنوات القليلة الماضية. لكن تخارج شركات عملاقة مثل إكسون موبيل ورويال داتش شل من عدد من المشاريع بسبب ضعف العوائد جعل الضبابية تكتنف وضع النمو في المستقبل.
وتباطأت عمليات التطوير أيضا بسبب تزايد تركيز المستثمرين على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وكان العراق يستهدف ذات يوم أن يصبح منافسا للسعودية. أكبر منتج عالمي بواقع 12 مليون برميل يوميا أو أكثر من عشرة بالمئة من الطلب العالمي.
ميدل إيست أونلاين