العمل الفريقي… كيف ندفع طفلنا إليه؟
يستحوذ مفهوم “أنا أولاً أو من بعدي الطوفان” على فئات كبيرة من المجتمع. يبدأ ذلك فعلياً في سنوات التربية الأولى إذ ينشأ الطفل على حب الذات وعدم تقبل الآخر والخوف من الخسارة فيهرب من المنافسة والمشاركة في الأعمال والألعاب ضمن فريق وينزوي أكثر في المنزل. لذلك نقدّم إليكم وموقع “Parents” نصائح هامة لتحثّوا طفلكم على الانضمام إلى العمل الفريقي.
لا تراهنوا في كل شيء على الفردية
تريد لطفلك أن ينمي شخصيته، ويعرب عن إبداعه، ويشعر بالرضا عن نفسه… تريده أن ينجح في حياته فتحاول أن تقدم له مجموعة متنوعة من الأنشطة لتطوير أدائه ومهاراته. لكن المحللة النفسية ديان دروري تشير إلى أن “التنمية الفردية لا تكفي، لأن الإنسان هو كائن اجتماعي وعليه أن يطور مهاراته في التواصل مع الآخرين. لكي يكون سعيداً، يحتاج الطفل إلى أصدقاء لتبادل القيم وتعلم الاعتماد على الذات والتعاون”.
دعوه يلعب مع الآخرين
أمّن لطفلك فرصاً عديدة للعب مع الآخرين. دعوة الأصدقاء إلى المنزل حيث يكون عددهم متناسباً مع سن طفلك: سنتان/ صديقان، 3 سنوات/ 3 أصدقاء، 4 سنوات/ 4 أصدقاء حتى يتمكن من التأقلم معهم. خذه إلى الحديقة والملاعب وشجّعه على تكوين صداقات خلال وجودكم على الشاطئ أو في الساحة. إذا أذاه أحد الأولاد فلا تعامله كالضحية ولا تجعله يشعر أن الآخرين كلهم خطرون وانهم لا يريدون له الخير.
علّموه تقبّل الخسارة
ثمة أشكال من التربية تجعل الطفل يشعر بأنه مضطر لأن يكون مثالياً في عيون الآخرين وخصوصاً والديه. ينشأ الطفل على عدم تقبل الخسارة ويعيش ضغوطا هائلة ما يجعله في نهاية المطاف يرفض مواجهة الآخرين ضمن الفرق وعدم المخاطرة في تحديات قد تكون مخيّبة للآمال. نحاول دوماً تحفيزه على الربح والفوز بالمراكز الأولى تجنباً للإحباط غير أن ذلك غير نافع على صعيد تنمية شخصيته وقدرته على التأقلم مع المجتمع. إذ علينا، بدلاً من ذلك، السماح له بمواجهة حقيقة أن الخسارة تعطي نكهة للنجاح. عليكم مساعدته على فهم الحياة من منطلق أنها تحوي الربح والخسارة. أخبروه أن لا عيب في المشاركة في الألعاب والأعمال المختلفة ضمن فريق وإن خسر، فإنه في المرة القادمة سينجح إذ لا يفوز دوماً الأشخاص نفسهم.
صحيفة النهار اللبنانية