العوامل المؤثرة في الاختيار الزواجي.. تعرفي إليها.. إن اختيار شريك الحياة المناسب، من أهم الخطوات التي يقوم بها الفرد في حياته، وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية السليمة، وهذا الاختيار هو الخطوة الأولى المؤثرة في كفاءة تكوين الأسرة، والتي تؤثر بدورها في كفاءة المجتمع، وهو ليس أبداً بالأمر البسيط أو السهل، إذ يحتاج إلى قدر كبير من التفهم والحكمة، والاستخارة ومشاورة الأهل.
يقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية سمير توفيق لـ”سيدتي”: إن مسألة اختيار شريك الحياة من أهم وأخطر القرارات التي يتخذها الفرد في حياته، وذلك لما تنطوي عليه من صعوبات، جعلت البعض يرى أن الاختيار هو أساس للحياة الزوجية السعيدة أو غير السعيدة، وتعكس معايير اختيار شريك الحياة، التأثر بالظروف المحيطة على اختلافها، سواء الاجتماعية، أو الاقتصادية، أوما يرتبط بالجوانب النفسية، أو بالرغبات الشخصية، أو بالمعايير المجتمعية.
– عدة عوامل تؤثر في الاختيار الزواجي
يقول سمير توفيق إن لكل مجتمع نظمه وأوضاعه التي تحكم عملية اختيار شريك الحياة، وهذه النظم وفق النسق الثقافي السائد به، كما أن تلك النظم المجتمعية التي تتحكم في عملية هذا الاختيار الزواجي قابلة للتغير نتيجة التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع، فقد يتنازل بعض الأفراد عن بعض المعايير التي يفضلون وجودها في شريك الحياة نتيجة لبعض الظروف الاقتصادية التي يشهدها مجتمعهم بوجه عام أو أسرتهم بوجه خاص، ولذلك نجد أن منظومة الزواج تتأثر بمجموعة من العوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية، وفي كثير من البلدان نجد أن:
الشباب يركز في اختياره على الشكل والمظهر والجمال أو الجمال الظاهري، بينما تهتم الفتيات بالمركز الاجتماعي والمادي.
- صورة الوالدين أي أن الشريكين قد يختاران أو يحبان بعض الصفات المتشابهة للوالدين بصورة لا شعورية.
- الحاجة الشخصية وإشباعها، فاختيار الشريك يرتكز على الرغبة في الحصول على الضمان العاطفي، والتفاهم والتقدير.
- الاختيار المفضل، فهناك صراع شعوري، فنجد جزءاً من الاختيار المفضل يكون لا شعورياً، وهناك مصادر متعددة تلعب دوراً أساسياً وهي غير ملحوظة ظاهرياً، كالتشابه الاقتصادي والاجتماعي والطبائعي والانتمائي فكلها تلعب أدواراً هامة، ويكون ذلك أساسياً لمجال التعارف بين أفراد الطبقة الواحد.
– أساليب الاختيار الزواجي
وأساليب اختيار شريك الحياة تتمثل في الأساليب التالية:
-
أسلوب الزواج العائلي (المدبر)
ويكون فيه الاختيار الزواجي من اختصاص الوالدين فقط ولا يعطي للعروسين فرصة التدخل في الموضوع ، حيث تكون فيها الأسرة متمثلة في الوالدين هي المسئولة في المقام الأول عن عملية الاختيار الزواجي لأبنائها وبناتها، دون الرجوع إليهم، وهذا الأسلوب يعرف بالأسلوب العائلي في الاختيار أو الزواج المدبر
-
الأسلوب الحر
وهذا الذي يعطي للفرد حرية الاختيار، حيث يتخذ الشاب أو الفتاة فيها قرار الاختيار الزواجي بمفرده من دون الرجوع لأسرته، ويعرف هذا الأسلوب بالأسلوب الشخصي في الاختيار أو الزواج الحر.
-
الأسلوب الذاتي
وهنا يمكن للوالدين أن يتدخلا في عملية الاختيار للزواج، مع أخذ رأي الشاب المقبل على الزواج، وأن يختار هو شريك حياته على أن يأخذ رأي الوالدين في عملية الاختيار.
– طرق لاختيار شريك الحياة
يؤكد سمير توفيق أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها اختيار شريك الحياة الصحيح عند اتخاذ قرار الزواج
- اختيار الشخص الذي يمكن الاستثمار معه في العلاقة الزوجية مستقبلًا، أيّ أن يصمم على النهوض في العلاقة الزوجية، ويمتلك الوقت معك ويخصصه لاحتياجات كل منكما والاهتمام بها.
- أن يكون الشريك قادراً على التعايش مع أسرتك، لأن الأسرة هي الداعم الرئيسي للإنسان، لذلك من الضروري أن يستطيع الشريك التعامل معهم، وأن يتقبلهم ويتقبلوه.
- أن يمتلك الشريك مهارات الثبات الانفعالي والتحكم في نفسه عند الغضب، لأن للغضب ردة فعل قد تكون مؤذية للغاية في المواقف المستقبلية، والتي قد تخرج عن السيطرة.
- أن يكون الشريك سهلًا عنده مرونة في التعامل، قادر على التسامح والنسيان، ولا يكون حقوداً صعباً فيؤثر علي العلاقة الأسرية مستقبلًا.
– معايير لاختيار زوج المستقبل
من أبرز هذه المعايير: المعيار الشكلي، والمعيار المادي، والمعيار النفسي، والمعيار الاجتماعي، والمعيار الديني، والمعيار الفكري الثقافي، على أن هناك تصنيفاً آخر لمعايير عامة يجب وضعها بالاعتبار عند اختيار شريك الحياة:
-
الصدق
من الضروري أن تُبنى العلاقة الزوجية على الثقة، والصراحة والصدق، فهما من أهم مقومات وأساس الزواج، وإن لم يتحققا، ستكون نهاية العلاقة الفشل، ومن المهم أن يكون شريك الحياة صريحاً وواضحاً وحقيقياً، يفهمك وتفهمينه، يعرف نقاط قوتك وضعفك، وكذلك الأمر بالنسبة له.
-
قيم وعادات مشتركة
وهذا المعيار يُساهم بقوة في نجاح الحياة الزوجية، ويوثق علاقة الأزواج ببعض، فهذا التشارك في القيم والعادات والمعتقدات قد ينهي أو يقلل من الخلاف بينكما فيما يتعلق بهذه الأمور، بل إن هذه القيم المشتركة ستعزز أساس علاقتك.
-
الأخلاق
ولا يُقصد بالأخلاق أن يكون بشوشاً ولطيفاً فقط، بل يُقصد التزامه بالآداب والسلوكيات المحترمة، والعادات الحسنة، والفضائل التي تقوم على الفكر الناهض والاحترام المتبادل.
-
التواصل والحوار
يجب أن تختاري شخصاً يمكنك التواصل معه بسهولة دون تعقيد، بل والتحدث والحوار معه في كل الأمور الحياتية، وأن يتقبل وجهة نظرك ويضعها في عين الاعتبار .
-
يتمتع بشخصية ناجحة وجذابة
أن يكون ذا شخصية جذابة ومميّزة، لكن يُحافظ كل منهما على هويته الخاصة واستقلاليّته، ويتمتع باهتمامات مميّزة، يُشاركه الآخر تجربتها بالودّ والألفة، ويهتم بشكله الخارجي ورشاقته ونظافته الشخصية، وأن يكون ذا مظهر حسن ومواصفات شكلية تقبلين بها، وأن يكون رجلاً حنوناً ذا قلب مرهف وإجتماعياً بحيث تتشاركان معاً الحياة الزوجيّة بتناغم وسعادة.