الفنان بسام كوسا يوجز انتقاداته الصادمة!
انتقد الفنان السوري بسام كوسا المؤسسات الثقافية والفنية السورية في إطار تصريحات نشرتها له الصحافة السورية تتعلق بالفن والثقافة والحرب.. وشمل انتقاده نقابة الفنانين التي قال عنها : ” إنها ليست نقابة.. هي مزرعة!.
كما وصف المعهد العالي للفنون المسرحية بأنه في حالة يرثى لها، فالأشياء كما أوضح في حديثه ليست في الأبنية إنما في الكوادر التي تديرها فالوضع في المعهد يدعو إلى الشفقة..
وعندما سئل : متى ستعود إلى السينما؟. قال حرفيا: السينما أبعدت الكثيرين منا، وأنا واحد من المبعدين، وهذا كان مصدر سعادة للقيمين على السينما ونحن نشكرهم على الإنجازات التي قدموها فهم هرّبوا العديد من المخرجين والممثلين… والآن هناك مخرجان أو ثلاثة يتبادلون الأدوار في كل عام!..
ويعتبر الفنان الفنان بسام كوسا من أبرز نجوم السينما والدراما في سورية، كان قد فرض وجوده في الوسط الفني في أواخر السبعينات وأوائل الثمانيات كفنان مسرحي خطف الأضواء سريعا، وخاصة عندما قام ببطولة مسرحية الحفارة للمخرج العراقي جواد الأسد الذي جاء إلى دمشق فالتف حوله الوسط اليساري السوري ، وراح يبحث عن نجاحه فإذا به يقدم فنانين سوريين ناجحين..
وبسام كوسا الذي أحبه الجمهور السوري والعربي في كل أدواره هو قليل التصريحات حازم المواقف، وكان مهما جدا التعرف على آرائه في الآونة الأخيرة حيث تعكس وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الفنية العربية مفارقات الفن السوري والتي شققت الحرب جدرانه التي بنيت في أغلبها على المسرح والتلفزيون . وفي الحديث الجديد الذي نشرته صحيفة تشرين خرج الفنان كوسا عن صمته إزاء بعض الحالات وقدم مواقف مهمة تتعلق بموضوعات خارج الفن وتتضمن مواقف سياسية وثقافية هامة ، ففي حديثه عن النخب الثقافية وصف الحالة الثقافية في البلد ما قبل الأزمة، بأنها حالة إشكالية، ولم تكن حالة سوية، وقال : في دولنا ولنسمي أنفسنا دول العالم الثالث بنسب متفاوتة، لا تؤخذ الثقافة بعين الاعتبار، وظروف الحرب التي حدثت أثبتت أن المعركة في معظمها ثقافية..
ودعا الفنان السوري بسام كوسا إلى تحديث مؤسستي الثقافة والتعليم حيث رأى أن كل شعوب الأرض تتطور استناداً إلى مؤسستين هامتين هما (التعليم والقضاء)، وأثناء مسيرة التطور تحافظ على هاتين المؤسستين، لأنهما تشكلان ضمانة لوجهة المجتمع ككل في النهاية، من الضروري أن نقدم للطالب في جميع المراحل الدراسية، مفهوم الثقافة ونشرح أهميتها وأبعادها وضرورات التركيز عليها..
وعن الأزمة والحرب في سورية قال الفنان بسام كوسا : من الأمور الإيجابية لهذه الأزمة، أنها وضعتنا أمام مسؤولياتنا الحقيقية الكبرى، فجميعنا وقفنا أمام المرآة وشاهدنا أنفسنا كما نحن بدون تجميل، وهذا ليس معيباً بل هو شرف كبير لنا أن نشاهد أنفسنا على حقيقتها، ومازلنا داخل الأزمة أي في منتصفها ربما، وهذا يتطلب من الناس الوقوف على أرجلهم ليشعروا أن هناك أفقاً ايجابياً للحل.