الفيتامين C أفضل معزّز للإشراق في استقبال الخريف
يزيد ظهور علامات التعب على البشرة مع انتهاء فصل الصيف، نتيجة ما تعرّضت له من عوامل داخليّة وخارجيّة في موسم العطلة. وهي تحتاج في استقبال الخريف إلى مكوّنات تجدّد حيويتها وإشراقها مثل الفيتامين C، فكيف يمكن الاستفادة من الخصائص التجميليّة لهذا الفيتامين إلى أقصى درجة؟
– لماذا تعاني البشرة من نقص كبير بهذا الفيتامين؟
تبلغ كميّة الفيتامين التي تكون عادةً متواجدة في الجسم حوالي 3500 ملليغرام، أي أكثر بنسبة 5مرات من باقي الفيتامينات. وتوصي السلطات الصحيّة العالميّة بضرورة استهلاك 200 ملليغرام من الفيتامينC يومياً خاصةً أن الجسم غير قادر على تصنيع هذا الفيتامين، وهو يحصل عليه بشكل حصري من الطعام والمكمّلات الغذائيّة.
يساعد الفيتامين C في محاربة أي تسمّم ممكن أن يتعرّض له الجسم. وهو يخفّض نسبة الكوليستيرول والالتهابات، كما ينشّط الخصوبة ويخفّف من مظاهر التحسّس. أما بالنسبة للبشرة، فهي تحصل فقط على ثلث كميّة هذا الفيتامين عندما تصل إلى الجسم وذلك نتيجة التلوّث وتبنّي نظام حياتي غير متوازن، بالإضافة إلى التعرّض للأشعة ما فوق البنفسجيّة دون حماية. وهي تحتاج في هذه الحالة إلى أن نؤمّن لها مزيداً من هذا الفيتامين على شكل جزيئات مركّبة من الغلوكوز تدخل في تركيبة مستحضرات العناية التي نستعملها.
– ما هي حقيقة دوره المنشّط والحامي؟
تستفيد البشرة من الفيتامين C لدى تطبيقه مباشرةً عليها بنسبة 30 مرة أكثر من لدى استهلاكه عبر الغذاء. وهو يشكّل، لدى دخوله في تركيبة مستحضرات العناية، درعاً يحمي تماسك الحمض النووي الذي يكوّن الخلايا. كما أنه يساهم بالتعاون مع الفيتامينE في محاربة الجذيرات الحرة مما يعزّز آليّة تجدد الخلايا.
يؤمّن الفيتامين C وقاية من تصلّب الألياف التي تكوّن البشرة، وهو يلعب دوراً حامياً للخلايا الجذعيّة. وهذا يعني أن هذا الفيتامين قادر، في بضعة أسابيع فقط، على تمليس التجاعيد، بالإضافة إلى تنشيط خلايا الكولاجين والإلستين المعزّزة لشباب البشرة.
يتمتع الفيتامينC أيضاً بقدرة على تفتيح البشرة من خلال تنظيم إفراز الميلانين في الجلد. وهو يخفّف من كثافة البقع الداكنة كما يعزّز الإشراق من خلال تنشيط الدورة الدمويّة. وهو يساهم في حصول الجلد على كفايته من الأكسيجين والتغذية في تسريع آليّة ترميمه لنفسه.
– خصائص غير مستقرّة ونتائج سريعة:
يعرف الفيتامينC بعدم استقراره وعدم قدرته على تحمّل الماء، والحرارة، والأشعة ما فوق البنفسجيّة. ولكن بعض المختبرات التجميليّة استطاعت أن تجعله يستقرّ في مستحضراتها بفضل تركيبة تتميّز بنسبة حموضة مرتفعة. ولكن هذه الحموضة تحوّل الفيتامينC إلى أحد حوامض الفاكهة التي يمكن أن تكون مهيّجة خاصةً للبشرة الحسّاسة. ولذلك ينصح باستعمال المستحضرات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الفيتامينC تحت إشراف طبيب الجلد.
النتائج الإيجابيّة تبدأ بالظهور منذ الأسبوع الأول لاستعمال المستحضرات الغنيّة بالفيتامينC. وهذا ما ينعكس إشراقاً على البشرة، وانقباضاً في المسام المتوسّعة، واختفاءً للتجاعيد الصغيرة. تتخلص البشرة أيضاً من علامات التعب وفقدان الحيوية التي كانت ظاهرة عليها وتزداد قدرتها على تحمّل أشعة الشمس.
بعد مرور مدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر على استعمال المستحضرات الغنيّة بالفيتامينC، تصبح البشرة موحّدة وتستعيد متانتها، وملمسها المخمليّ، واكتنازها. كما يمكن استعمال المستحضرات الغنيّة بهذا الفيتامين طوال العام كونه يتمتع بمفعول مضاد للشيخوخة فعّال جداً على المدى الطويل.
– الفيتامينC بين الصح والخطأ:
- إن ارتفاع نسبة الفيتامينC في مستحضرات العناية لا يعني بالضرورة أن هذه الأخيرة قاسية على البشرة. فبعض المكوّنات التي ترافق هذا الفيتامين ممكن أن تخفّف من قساوته على الجلد. والجدير ذكره أن نسبة هذا الفيتامين في مستحضرات العناية تكون 5 بالمئة في معظم الأحيان.
- من الممكن استعمال كريم غنيّ بالفيتامينC قبل التعرض المباشر للشمس. كون هذا الفيتامين يؤمّن حماية الخلايا من الأكسدة التي تسببها الأشعة ما فوق البنفسجيّة. ولكن في هذه الحالة، يجب عدم إهمال تطبيق كريم الحماية من الشمس على البشرة بعد الكريم أو المصل الغنيّ بالفيتامينC.
- لا يتعارض الفيتامينC مع معظم المكوّنات المستعملة في كريمات العناية بالبشرة ما عدا المقشّرات التي تحتوي على حوامض الغليكوليك والساليسيليك، والمستحضرات التي تحتوي على الفيتامينB3.
- تطبيق محلول قرص الفيتامينC المذوّب بالماء على البشرة ليس بالفكرة الجيّدة. إذ لن يستفيد الجلد في هذه الحالة من فوائد هذا الفيتامين كونه لا يعمل بمفرده ويحتاج إلى مكوّنات أخرى تساهم في نفاذه إلى عمق البشرة للاستفادة من خصائصه المضادة للتجاعيد.