القتال في ليبيا ينتقل الى القواعد الخلفية بعد فشل الطرفين في إنهاء معركة طرابلس
مع عجز طرفي النزاع عن تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة في معركة طرابلس، انتقلت المواجهة العسكرية بين قوات حكومة الوفاق وقوات المشير خليفة حفتر الى تبادل ضرب القواعد الخلفية بهدف عرقلة خطوط التموين والإمداد.
وتدل الوقائع العسكرية على الأرض أن قوات حفتر لا تزال تحافظ على مواقعها جنوب العاصمة لكنها تفشل في إحراز تقدم ملموس، في حين فشلت قوات حكومة الوفاق في استعادة ما خسرته لصالح قوات حفتر، لكنها منعت سقوط العاصمة.
وأمام هذه المعطيات انتقل الطرفان من حشد القوات على مقربة من العاصمة الى تبادل ضرب القواعد الخلفية ومراكز الامداد لكل طرف وقال الموفد الدولي الى ليببا غسان سلامة، الاثنين، في كلمة أمام مجلس الأمن: “أدعو إلى إعلان هدنة لمناسبة عيد الأضحى، وأن تكون مصحوبة بتدابير لبناء الثقة بين الطرفين لتشمل تبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين تعسفاً أو المختطفين عنوة، وتبادل رفات القتلى”.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية خالد المنتصر، أن “عجز الطرفين عن تحقيق تقدم عسكري يقربهما من حسم معركة طرابلس، جعلهما يفكران مليا في أهمية تطبيق تكتيك عسكري من نوع آخر يتمثل في مهاجمة القواعد الخلفية التي تمثل مراكز إمداد وتموين ونقاط رئيسة تنطلق منها التعزيزات”.
وأضاف المنتصر: “ملامح التكتيك ظهرت جلية الأسبوع الماضي عند بدء قوات الوفاق بمهاجمة الجفرة بشكل مكثف لكون حفتر يعتمد عليها في شكل كلي لتعزيز وجوده غربا وكثف الطرفان منذ أيام الغارات الجوية عبر المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة لقصف الجفرة وسط ليبيا، ومصراتة (200 كلم) شرق طرابلس.
وهذا ما عبر عنه سلامة عندما اعتبر في كلمته أن “النطاق الجغرافي للعنف اتسع بعد قيام قوات حكومة الوفاق للمرة الأولى منذ 26 تموز (يوليو)، بشن هجوم جوي على القاعدة الخلفية الرئيسة للجيش في الجفرة، في حين شنت قوات حفتر في 27 تموز (يوليو) غارات جوية على قاعدة جوية لحكومة الوفاق في مصراتة”.
وتقع الجفرة الصحراوية على بعد 650 كلم جنوب شرق طرابلس، وتتخذها قوات حفتر قاعدة عمليات وإمداد رئيسة، خصوصاً وإنها تعد بوابة تربط بين مدن شرق وجنوب وغرب ليبيا وكشف طرفا النزاع أسباب التصعيد العسكري الأخير في مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن طرابلس وقال في هذا الإطار الناطق باسم قوات حكومة الوفاق مصطفى المجعي، إن “الأوامر صدرت في شأن تحرير الجفرة من قوات حفتر”.
وأضاف: “كون الجفرة قاعدة إمداد رئيسة لقواته يجب التحرك نحوها، ويتم الآن التمهيد لذلك عبر ضربات جوية تستهدف الطائرات المسيرة ومخازن الذخائر في هذه القاعدة الجوية، قبل تحديد ساعة الصفر للتقدم النهائي باتجاهها”.
وفي الإطار نفسه اعتبر اللواء أسامة جويلي، آمر غرفة العمليات الرئيسة لقوات الوفاق، أن “الجفرة موقع هام واستراتيجي لحفتر وأضاف اللواء جويلي في تصريح نشرته عملية “بركان الغضب” عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك، أن “قاعدة الجفرة مركز تحشيد رئيس وينطلق منها الطيران المقاتل والمسّير واوضح اللواء أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر، في مؤتمر صحافي عقده الاثنين أسباب مهاجمة مصراتة للمرة الأولى منذ بداية المعارك جنوب طرابلس قائلاً: “خطة القيادة العامة لم تتضمن استهدافها، لكن مع استمرار تهديد ميليشياتها لقواتنا، تم توجيه ضربات محددة داخل الكلية الجوية بالمدينة”.
وأضاف: “أي مدينة تهدد قواتنا في ضواحي طرابلس أو أي مكان اخر، سيتم إدراجها في خطط الاستهداف“.
صحيفة الحياة