إسرائيل مستمرة في تعميق جريمتها المتفاقمه في غزة ويبدو أن بلادة رد فعل الحكام العرب و المسلمين في القمة العربية المنعقدة قبل أيام قد أراح إسرائيل وطمأنها بعدم وجود أي رد عملي وفعلي يوقفها أو يرجعها أو يدافع عن غزة وأطفالها وشيوخها ونساءها بغير الشعارات والعبارات والأدانات والمطالبات، وبذلك فقد خذلت القمة العربية والإسلامية شعب غزة وفلسطين وخذلت العروبة والإسلام .
رغم (عظمة) اجتماع أكثر من 55 دولة في قمة واحدة، ورغم قوة العاطفة الموحدة لكل هذه الدول. في تأييدها لغزة و تبنيها للقضية الفلسطينية، ورغم البيان الختامي الصادر عن القمة، والذي وصف بأنه (بيان هام وقوي) ، رغم كل ذلك فلم تكترث إسرائيل. بالعكس صعدت تل أبيب أثناء القمة و عقبها من عدوانيتها ووسعت همجيتها وبربريتها في قصف المشافي و الكنائس والمساجد والنازحين والهاربين بعدما دمرت معظم البيوت..
(الحكماء) من المتعاطين بالتحليل السياسي وجدوا أن ما تحقق في القمة كبير جداً ومؤثر جداً وفاعل جداً وجداً وجداً. وإذا سئلوا عن الجدوى المتحققة بينما اسرائيل توسع وتعمق من جرائمها ؟؟ ردوا بأن النتائج ليست فورية، ولابد من الحكمة والصبر لتأتي نتائج القمة أكلها، هذا أولا اما القاعدة المتكررة أن نتجاهل الحروب لابد من العقلانيه والرأس الباردة والحكمة المتبصرة قبل الإقدام على أي شيء.. والنتيجة استمرار الجنون الإسرائيلي وتتابع العمل الإجرامي الصهيوني، وتفاقم و تعاظم المحرقة في غزة دون أن يعبأ المجرمون الصهاينة لا بالقمة ولا ببيانها المهم، ولا البصيرة والحكمة والعقلانية التي تجعل العرب متخلفين عن الرد و متأخرين في صد العدوان و وقف الجريمة .
ما يجري في غزة فلسطين نموذج واضح فاضح لما تنوي إسرائيل وأمريكا تجاه العرب والعروبة والإسلام. إنه نموذج (الإبادة الجماعية المتمادية)، ولا يمكن رد هذه السياسة الهمجية المتوحشة إلا بـ (قوة شاملة) حضارية وتكنولوجيا اقتصادية وسياسية متمحورة ومحمية من (قوة عسكرية) قادرة على الفعل والتأثير والصد والرد على أي عدوان مثل العدوان الإسرائيلي المستمر على العرب.. والسؤال برسم القمة العربية : هل عمل الحكام العرب عبر العقود الماضية على توفير الظروف اللازمة لتستطيع شعوبهم تحقيق مثل هذه القوة الضروريه والحامية و الضامنة ؟؟؟!!!
البعض يرى أن القمة العربية كانت ( لزوم ما لا يلزم)، والبعض يعتبرها انضوت تحت شعار (العين بصيرة واليد قصيرة )، ولكن ضعف العرب وعدم قدرتهم وقف مجازر الإبادة الجماعية بحقهم لا يقصر عن نجدة غزة وفلسطين بل سيترك كل الدول العربية في مهب المطامع الصهيونية المجرمة القادمة بإتجاه الجميع.. جميع الدول العربية.
(الإبادة الجماعية) ليست لأهل غزة وفلسطين فقط بل هي إبادة (جماعية للعرب والعروبة) خاصة إذا أخذنا بالحسبان مسارها وسياقها وتطورها و توجهها، لذلك فهي (قضية العرب والعروبة) وليست (قضية غزة وفلسطين فقط )..وهذا ما يجعل القمة العربية الإسلامية كأنها جاءت استشرافا لما بعد غزة واعترافا بالعجز والقصور والبقاء ما قبل العروبة والإسلام.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة