الكتابة الفاضحة ليست فضيحة
كنت أقرأ في عدد قديم مقالة في المجلة الفرنسية Matche de Paris. يحمل عنوان هذه المقالة ” الكتابة الفاضحة ليست فضيحة ” لكاتب فرنسي لم يعلن اسمه ومع ذلك فقد وافقت إدارة المجلة المذكورة على نشر المقالة هذه، وحين أنجزت قراءتها أدركت فعلاً أهمية الموضوع الذي كانت تعالجه بأسلوب صريح وجريء ، جدير بأن أنقله لكم كي نتعاون على معالجة موضوعه الذي يختلف عليه الكثيرون ، وهو موضوع يتصل بالغريزة الجنسية :
هل نمنعه أم نعالجه بأسلوب موضوعي حذر؟ و هذا مقطع كاف من هذه المقالة غير المطولة أصلاً:
(( ما هي الرواية الجيدة ؟ ما من أحد إستطاع حتى الآن أن يجد التعريف السحري لها . وكما يقال : ثمة شيء مؤكد أن الرواية ليست هي أبداً الكتاب الذي نبقى إزاءه غير مبالين به . فإذا صدمنا فهو الأفضل .
لماذا يكون الروائيون وحدهم المدانين بالسير على أطراف الكلمات ؟! الصحافة المكتوبة تستولي على جميع ” الموضوعات الإجتماعية ” ، والتلفزيون يدعو الملهمين والفاسدين أن يعبروا عن أنفسهم ، غير أن المنشور فإن عليه أن يعيش على العشب فحسب وسط الحيوانات الكبيرة و المتوحشة .
ما من سؤال نطرحه حول ذلك
إن ألف عمل كتابي إرتكبت الفضائح و لا أحد يحلم بمنع رواية ( العلاقات الخطر ) مثلاً حيث يقضي فيها على بكارة الصغار و تجري السخرية بالحب . و هكذا يبقى ” المركيز ده ساد” مثلاً من المشاهير.
أتركوا للكلمات الكلمة الأخيرة و ليس لهؤلاء الذين يطالبون بالقضاء على حرية الإبداع إن حرية التعبير مقدسة و مبادئها الكبرى تشكو كثيراً من التواء القدم أو إنفكاك المفاصل . يجب أن نقول ذلك بصوت عال كي نغطي صرخات الكتابة لهؤلاء الذين يريدون أن يكموا الأدب عندنا يصف الحقيقة كما هي فعلاً..))
واضح أن كاتب هذه المقالة يدافع عن حرية الإبداع في كل الموضوعات و أن لا تمنع الكتابة في هذا الموضوع أو ذلك إلا إذا انتصر النقاش حول الموضوع لا أن تمنع الكتابة فيه قبل مناقشته .
فرواية ( العلاقات الخطرة ) للكاتب الفرنسي ” شورلو دو لاكلو” التي نشرت عام 1782 ..أما الترجمة العربية لهذه الرواية فقد ظهرت في الأسواق و لكن الترجمة لم تكن كاملة الأوصاف إذ حذفت الرقابة العربية عددا لا بأس به من أحداثها ، في حين صدرت كاملة في اللغة الفرنسية التي صدرت بها كما كتبها كاتبها دونما أي حذف.
السؤال المطروح إذن للنقاش بعد هذه المقالة هو : هل أنت مع حرية الإبداع و أن لا يتم قانون المنع حول المؤلفات إلا بعد مناقشة موضوعاتها علنا … فما رأيكم …دام فضلكم ؟…
بوابة الشرق الأوسط الجديدة