الكلمات المطبوعة أسرع رسوخا في الذهن من نظيراتها الرقمية

لا شيء يضاهي متعة تحسس صفحات كتاب اثناء قراءته، لكن الفرق بين قراءة كتاب ورقي واخر رقمي لا يتوقف عند هذا الحد بل يطال ايضا القدرة على الاستيعاب.

ووجد باحثون في كلية دارتموث الاميركية ان القراءة عن شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية تجعل القارئ غير قادر على فهم كامل لما يقرأ وتدفعه للتركيز على التفاصيل بدلا من المعاني. وتشكل نتائج البحث انتصارا طال انظاره للورق على التكنولوجيا بعد موجة انتكاسات بدأت من انتشار واسع للكتب الالكترونية وصولا للتواتر اغلاق مؤسسات صحفية تعتمد على الطباعة.

ووفقا للعلماء غالبا ما يفشل قارئو القصص او مطالعو الدروس على الشاشات في إدراك المعنى الحقيقي لما يقرؤونه. ويفسر معدو الدراسة الامر بكون المشتتات التي تسببها شاشات أجهزة الكمبيوتر تدفع القراء إلى عدم تحدي قدراتهم العقلية على استيعاب تفاصيل محددة في النص عند القراءة.

وترفع النتائج من منسوب المخاوف بشأن تأثير التكنولوجيا على تركيز الإنسان وتشتيت ذهنه عن التأمل في الأشياء. وكانت دراسة اخرى حديثة في نفس الاتجاه وجدت أن الأشخاص الذين يقرأون من كمبيوتر لوحي مثل الآيباد لمدة 30 دقيقة قبل أن يخلدوا للنوم يشعرون بنعاس أقل مقارنة بمن يقرأون من كتاب كما يتباين نشاط المخ بين الفريقين أثناء النوم. لكن الوقت الذي يستغرقه الفريقان إلى أن يناما وفترات نومهما لم تتغير.

وقالت جان غرونلي كبيرة الباحثين في الدراسة وهي من جامعة في النرويج “الضوء يحدث تغييرا لذا توقعنا شعورا أقل بالنعاس في حالة القراءة من الآيباد قبل النوم مقارنة بالكتاب”. وتابعت “اكتشفنا تأخيرا لمدة 30 دقيقة في توليد الموجات البطيئة أثناء النوم في حالة الآيباد”.

ويسبب اصطحاب جهاز الكمبيوتر اللوحي الى الفراش الارق وقلة النوم، هذا ما خلصت اليه مجموعة من الابحاث والدراسات السابقة لمركز اضاءة التابع لمعهد البوليتكنيك رينسيلار في نيويورك. وينظر البعض بعين القلق إلى الكمبيوتر اللوحي الذي تسلل ليقيم إلى جانب الفراش وصار ملجأ للذين يعانون من الأرق.

ويرى هؤلاء أن الخواص المتعددة التي يمتلكها الكمبيوتر اللوحي، مثل قدرات التصفح والمطالعة وعرض الفيديو والتواصل، تؤثر على قدرة الانسان على الاسترخاء استعدادا للنوم.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى