(الكندوش) تحايل على الدراما : إخراج جيد وتمثيل لافت ونص رديء !
بعد متابعة نصف حلقات مسلسل الكندوش، لم يعرف المشاهد ما الذي يريده الكاتب، وهو فنان معروف، من العمل. الذي انشغل فيه المتابعون فترة طويلة تتعلق بإنجازه وإخراجه إلى حيز النور.
والغريب في هذا العمل أن مخرجاً تميز في أكثر من عمل وأن مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية على رأسهم الفنان الكبير أيمن زيدان لعبوا أدوارهم بتميز ، وانهم يشتغلون على ملحمة جلجامش، فالإخراج كان لافتاً، والتمثيل يليق بأصحاب الأدوار، لكن وبعد أن تتبعنا خمس عشرة حلقة منذ بداية شهر رمضان وجدنا أنفسنا أمام اجترار مجاني لتفاصيل باهتة لا يربط بينها سوى رغبة كاتب النص بأن يكتب عملاً يلبي حاجة السوق إلى الدراما السورية (الشامية).
والنص هو للفنان حسام الدين تحسين بك، الذي قدم أعمالاً ناجحة كممثل، وكتب أو لحن أغنيات مهمة، وساهم في أغلب أعمال الصف الأول ، لكنه في (الكندوش) بدا وكأنه تلميذ لمدرسة النصوص المتشابهة التي تعتمد على ثيمة درامية مكررة ، ثم ترمى في وجه المشاهد دون أن تحترم ذاكرته، في تلك الصور صور للشام أيام زمان وقد أحب الناس التفرج عليها في كل الأنحاء العربية .
من المبكر، تقديم دراسة نقدية عن مسلسل (الكندوش)
ورغم أن من المبكر، تقديم دراسة نقدية عن مسلسل (الكندوش) . فإن مرور كل هذه الحلقات كان يفترض، أن يقدم رؤيا ما جديدة حتى لو كانت تتعلق بهوية الحارة الدمشقية، لأن هذه الحارة هي مشوهة أصلاً في النماذج التي قدمتها دراما البيئة الشامية (الموجة التالية لباب الحارة) . وقد وقع الكاتب في البناء عليها وهو يكتب نصه، فدائما الحارة في تلك الأعمال هي شرير ومخفر ومختار ووجيه .
تصلح هذه التركيبة النصية لأن تكون في العصر الأموي، والأيوبي. وفي الخمسينات من القرن العشرين، فهي بلا هوية زمنية سوى دلالات الملابس التي تشير إلى مرحلة قريبة .
من المهم أن لانظلم الكاتب حسام الدين تحسين بك، ولكن الأهم أن لانظلم الحارة الشامية. أو على نحو أدق أن نكف عن ظلم هذه الحارة ، لأن الحارة كمكان هي وعاء اجتماعي يحمل بعده الدلالي والوطني كرمز لبلد كامل في مرحلة معينة. فهل نتردد قليلا قبل الجزم بالقول : إن نص الكندوش هو نص رديء الهدف منه تلبية حاجة السوق دون إثارة مشاكل ؟!
نرجو أن لا تكون الحلقات التالية تؤكد هذه الرؤية .