تحليلات سياسيةسلايد

الكيان: “الجهاد” نجح بربط الساحات بردّه بقصفٍ صاروخيٍّ على استشهاد الأسير خضر …

قال كوبي ميخائيل وعوديد عيران، وهما باحثان في معهد دراسات الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب، إنّ “انتهاء عملية (درع وسهم) كشف الفجوة الكبيرة بين الإنجازات على الصعيد التكتيكيّ وبين الميزان الاستراتيجيّ في مواجهة قطاع غزة”، وأضافا: “لم تحاول إسرائيل بلورة إستراتيجيّة متماسكة إزاء القطاع منذ سنة 2006، عندما فازت (حماس) في آخر انتخابات، والذي يتدحرج من جولة إلى جولة”، ولفتا إلى أنّ “الفصل الأخير من هذه السيمفونية التي لا تنتهي يبشّر بالفصل القادم، ويقصّر المدة الزمنية التي تفصل بينهما”، طبقًا لما أكّداه في مقالٍ مُشتركٍ نشراه بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.

وأوضحا أنّه “في هذه الأثناء، تزيد (حماس) قوتها وتُحسِّن مكانتها في تنافسها مع (فتح) والسلطة الفلسطينيّة، وتُعزِّز سيطرتها على ساحاتٍ أُخرى، وتنجح في إعطاء مضمون وأهمية لإستراتيجية تعدُّد الساحات التي تجلّت بصورةٍ واضحةٍ في عملية (حارس الأسوار)”، طبقًا لأقوالهما.

وبرأيهما “تلتحم إستراتيجية (حماس) مع إستراتيجية إيران بشأن تعدُّد الساحات، في وقت تتوطد العلاقات بينهما ويزداد التأييد الإيراني لـ “حماس”، سواءً بالتمويل أو بواسطة العتاد العسكري، أوْ من خلال تزويدها بالمعرفة التكنولوجية، أوْ الحصول على موافقة حزب الله لتأسيس جبهةٍ في جنوب لبنان”.

وبحسبهما فإنّه “قبل كلّ شيءٍ، تُرسِّخ “حماس” مكانتها، بصفتها السيّد في قطاع غزة، والتي في إمكانها السماح للجهاد الإسلامي بالتحرك من هناك، كما يمكنها فرض قيود عليه، علمًا منها بأنّ إسرائيل ستبذل كلّ جهدها للحؤول دون حدوث معركةٍ عسكريّةٍ”.

ولفتا أيضًا إلى أنّه “في الوقت عينه، نجح الجهاد الإسلامي في أنْ يثبت قدرته على التعافي السريع بعد عملية (بزوغ الفجر)، وربط بين الساحات عندما اختار الردّ بقصفٍ صاروخيٍّ من غزة على وفاة الأسير الأمني عدنان خضر في السجن الإسرائيليّ، وإجبار إسرائيل على الدخول في معركةٍ عندما يريد، وتعطيل حياة عددٍ كبيرٍ من السكان خارج غلاف غزة، وهو يعمل بتوجيهاتٍ من إيران التي تعتبر أنّ استمرار المعركة ضدّ إسرائيل يُقدِّم مساهمةً مهمةً لمصلحتها الواسعة”.

نتائج العملية تُضعف السلطة الفلسطينية أكثر إزاء “حماس” والجهاد الإسلامي، وتبدو عودتها الفعلية إلى الحكم في القطاع أمرًا خياليًا، فلا مصر، ولا أي دولة عربية أُخرى ترغب في أنْ تكون السيدة على القطاع، وليس في إمكان المجتمع الدولي أنْ يقدم جوابًا على صورة نظام موثوق به، وقوة حفظ سلام، وبناء دولة، أوْ أي جهاز مشابه آخر.

ومعنى ذلك أنّ إسرائيل بقيت وحدها في مواجهة تحدّي غزة، وأمامها 4 خيارات أساسية: استمرار الوضع القائم؛ معركة عسكرية واسعة النطاق، هدفها القضاء على البنية التحتية لـ “حماس”؛ بلورة عملية سياسية بالتعاون مع دول عربية مهمة، وبدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، من أجل إعداد البنية التحتية لبناء دولة فلسطينية قادرة على العمل كأساس لحلّ الدولتين؛ توسيع نطاق التسوية مع “حماس” بواسطة الدخول في عملية حوار سريع وواسع، تشارك فيه مصر وقطر ودول اتفاقات أبراهام، وبدعم سعوديّ وأمريكيّ ودوليّ. الهدف الاستراتيجي من هذا الخيار هو هدنة طويلة الأمد مقابل إعادة إعمار واسعة للقطاع، وانفتاحه على العالم من خلال مطار ومرفأ، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى والمفقودين، والاتفاق على عدم تعاظُم القوة العسكرية برقابة قوة عربية.

وتابعا أنّه “من منظور الواقع الناشئ، يتبوأ الخيار الرابع المرتبة الأولى بين الاحتمالات الأقل سوءًا، لأنّ إسرائيل بالأساس تُجري حوارًا دائمًا مع “حماس” بشأن كل ما له علاقة بالحياة اليومية في القطاع، وتعتبرها العنوان المسؤول عن إدارة الأرض والسكان، ولأنّ “حماس”، التي مرّت بفترة مأسسة قامت خلالها بتطبيق ممارسات سياسية مطلوبة لإدارة الأرض والسكان، ولأنّها تتحمّل المسؤولية، وتفرض على نفسها كوابح وقيودًا، ويبدو أنّه على إسرائيل البدء بالتفكير في هذه الإمكانية”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى