الكيان: بايدن يبغض نتنياهو وعدم دعوته للزيارة قد تستمِّر حتى انتهاء ولايته..
طغى الخلاف بين واشنطن وتل أبيب على الأجندة السياسيّة، الأمنيّة والإعلاميّة في دولة الاحتلال، حيثُ رأى المُحلِّل روغِل ألفِر في مقالٍ بصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، لم يتريث عندما سُئِل عن توجيه دعوةٍ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، وردّ بسرعةٍ بالنفي، لافِتًا إلى أنّه بدا للجميع أنّ بايدن كان ينتظِر هذا السؤال، مُشدّدًا على أنّ حركات جسم الرئيس الأمريكيّ خلال الإدلاء بأقواله أكّدت بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّه يبغض نتنياهو، لا بلْ يقرف ويشمئز منه، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، أكّد المُحلِّل السياسيّ الإسرائيليّ، آري شافيط، ليلة أمس السبت في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، أنّ عدم توجيه الدعوة الأمريكيّة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض هي بمثابة ضربةٍ أمريكيّةٍ قويّةٍ جدًا لنتنياهو ولحكومته، لافِتًا إلى أنّ التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب تُشير إلى أنّ عدم دعوة نتنياهو إلى اللقاء التقليديّ مع الرئيس الأمريكيّ قد تستمِّر فترةً طويلةً، الأمر الذي يزيد من تعقيدات العلاقات بين الدولتيْن الحليفتيْن، وفق ما قاله.
في السياق عينه، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، إنّ “الدولة العبريّة لا تملك اليوم مكانةً كالسعوديّة أوْ تركيّا تستطيع من خلالها التأثير على القرار السياسيّ في واشنطن، فهي موجودةٌ اليوم في مسارٍ صداميٍّ مع واشنطن بسبب النوويّ الإيرانيّ، كما أنّ دولة الاحتلال لا تستطيع تهديد حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، وهي متعلقة كليًا بنيّات روسيا الحسنة كي تستطيع الاستمرار في ضرب أهداف في سورية، ولا تملك أيّ موارد ماديّةٍ كالسعودية لتستطيع استعمالها للتأثير السياسيّ، والآن يتفكك أهّم رصيد لديها حيال العلاقات مع أمريكا”، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُستشرِق أنّ “الحديث هنا يدور عن أساسيْن اثنيْن بُنيت العلاقات الأمريكيّة-الإسرائيليّة استنادًا إليهما: كونها دولةً ديمقراطيّةً تشارك أمريكا في القيم ذاتها، وقدرتها على الحصول على امتيازاتٍ من الإدارة الأمريكيّة لمصلحة دول وقيادات تريد إقامة علاقات معها، أوْ لديها نزاعات مشتركة معها”.
وأضاف، نقلاً عن مصادر وازنةٍ في تل أبيب، أنّ “ما كان موجودًا يوم توقيع (اتفاقيات أبراهام) يتفكّك، ولو كانت هذه الاتفاقيات الآن في قيد التوقيع، فمن المشكوك في أنْ تكون إسرائيل قادرةً على أنْ تعِد السودان بمساعداتٍ أمريكيّةٍ وإزالته من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، أوْ أنْ تعِد المغرب باعترافٍ أمريكيٍّ بسيادته على الصحراء الغربيّة في مقابل اتفاقٍ مع إسرائيل، أوْ تتمتّع بمكانة الوسيط لتحصل أبو ظبي على طائرات F-35 في مقابل السلام مع إسرائيل (فشلت الصفقة في نهاية المطاف)”.
المُستشرِق جزم في تحليله بصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه “بالأساس، من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستستطيع تجنيد الولايات المتحدة لوضع تهديدٍ عسكريٍّ جديٍّ في مقابل إيران لوقف مشروعها النوويّ”، طبقًا لأقواله.
عُلاوةً على ما ذُكِر تناول المُستشرِق المناوشات بين الولايات المُتحدّة والمقاومة التابِعة لإيران في كلٍّ من سوريّة والعراق، وقال في هذا السياق: “سارع الرئيس بايدن إلى التوضيح أنّ الولايات المتحدة سترُدّ على كلّ ضربةٍ تستهدف جنودها، لكنّه أضاف أنّه لا ينوي خوض حربٍ ضدّ إيران”، مُضيفًا في ذات الوقت أنّ “الولايات المتحدة تمسكّت بموقفها الذي بحسبه، إنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن أمنها، لذلك، فهي لا تدين، ولا تنتقد الضربات الإسرائيليّة في سوريّة، وعلى الرغم من ذلك، فإنّها لا تريد الانجرار إلى مناوشاتٍ إضافيّةٍ يمكن أنْ تضرّ بقواتها وتحوّلها إلى هدفٍ للردّ الإيرانيّ”، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ على أنّه “الآن، وخلال الظروف الصعبة التي نشأت بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض، يمكن أنْ تتحوّل الضربات الإسرائيليّة في سورية، والتي كانت “شرعيةً” في نظر الأمريكيين، إلى أداة ضغطٍ سياسيّةٍ أمريكيّةٍ في العلاقة بين البلديْن.
بقي أنْ نذكر في الخُلاصة أنّ التحالف الإستراتيجيّ بين واشنطن وتل أبيب أقوى من بايدن ونتنياهو سويةً، وأنّ الخلاف الحاليّ قد يتبيّن في قادِم الأيّام أنّه لا يتعدى كونه زوبعةً في فنجان، مع العلم أنّ كيان الاحتلال يحصل على دعمٍ ماليٍّ سنويٍّ بقيمة أربعة مليارات دولارات، بالإضافة لدفاع واشنطن المُستميت عن تل أبيب في المحافل الدوليّة، واستخدامها حقّ النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن الدوليّ من اتخاذ قراراتٍ تُدين دولة الاحتلال.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية