تحليلات سياسيةسلايد

الكيان يستبِق الأحداث

يواصِل إعلام كيان الاحتلال التحريض على روسيا، دولةً، شعبًا وقيادةً، وفي الأيّام الأخيرة رفع هذا الإعلام المُتطوِّع لصالح الأجندة الإسرائيليّة، رفع من وتيرة عملية غسل الدماغ وكيّ الوعيْ، وبات ينقُلْ عن مصادره الرفيعة من المؤسستيْن السياسيّة والأمنيّة، تصريحات وأقوال “تنعي” روسيا، وتؤكِّد في ذات الوقت أنّ مصيرًا صعبًا قد يُواجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يرجح أنّه سيُعاني طويلاً من مخاطر العقوبات التي فرضت على بلاده إضافة إلى تصدي المقاومة الأوكرانية لقواته، وفق ما قاله كبير المحللين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ناحوم بارنيع، الذي اعتمد في “نبوءاته” على محافل واسعة الاطلاع في محيط ديوان رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

بارنبيع نقل عن مصادره في واشنطن وتل أبيب أنّ العدد الإجماليّ للعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بلغ حتى أمس 5532، نصفها الخطير فرض بعد غزو أوكرانيا، وتابع قائلاً:”إذا صدَّقنا الإدارة الأمريكيّة فهذه ليست النهاية، فقد عشق الرئيس الأمريكي جو بايدن المقاطعة، فهي لا تحتاج إلى إرسال جنود إلى الجبهة، وهي شعبية في الاستطلاعات، وتخدم المصلحة الأمريكية للمدى البعيد وثمنها الاقتصادي محتمل تمامًا”، وفق مصادره.

المّحلِّل الإسرائيليّ أشار إلى أنّ  “التناقض الأسوأ الذي يمكن أنْ يحصل اليوم لبوتين هو انهيار المقاومة الأوكرانية، وماذا سيحصل عندها؟ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومعه الوزراء سيفرون إلى الغرب، الدبابات الروسية ستدخل إلى كييف وستقيم فيها نظام احتلال، الحرب ستنتهي، ولكن لن يكون هناك اتفاق، والغرب لن يلغي العقوبات، وبوتين سيضطر لأنْ يُواجِه ضائقة اقتصادية حادة في الداخل، نبذ في الخارج وسكان معادون، يتطلعون إلى الثأر في أوكرانيا، علمًا بأنّ بذور الهزيمة تكمن في النصر أحيانًا”.

ورأى الخبير الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر، رأى أنّ “اتفاقًا برعاية الغرب فقط هو من سيعيد روسيا إلى الساحة العالمية، فهل لبايدن مصلحة في مثل هذا الاتفاق؟ ليس مؤكّدًا، الاتفاق سيستوجب حلاً وسطا، والحل الوسط سيكشف بايدن وإدارته أمام ادعاء بأنهم أجبروا حكومة ديمقراطية على الخضوع لإملاءات مجرم حرب، تمامًا مثل تشمبرلين في ميونخ، وبقدر ما يبدو هذا وحشيًا، مريح لبايدن أنْ يدع الروس يواصلون الغرق في الوحل الأوكراني، وهو سيزود الجيش الأوكراني بسلاح يطيل الحرب لكن ليس بسلاح يحسمها”، كما قال.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أكّد بارنيع أنّه: “توجد حروب يخسر فيها الطرفان، وبوتين اعتقد أنّ الغزو سيعيد لروسيا مكانتها كقوة عظمى، لكن آماله خابت، وزيلينسكي اعتقد أنّ طريقه مفتوح نحو الغرب، وإن لم يكن للناتو، فعلى الأقل للاتحاد الأوروبي، وهو لم يصدق التحذيرات من غزو روسي، والثمن الهائل دفعه شعبه”.

وخلُص المُحلِّل الإسرائيليّ إلى القول: “لا توجد في هذه اللحظة للطرفين إستراتيجية خروج، بوتين لا يمكنه أنْ يعيد جيشه للديار دون إنجازات، وزيلينسكي لا يمكنه أنْ يعطيه ما يريد من إنجازات، وفي هذه الأثناء لم يطلّ وسيط قوي، أمريكي أوْ صيني ومثلما في النزاع الإسرائيليّ-الفلسطيني، الكلّ يعرف ماذا سيكتب في الاتفاق لكن لا يبدي أي طرف الاستعداد للتوقيع عليه”، على حدّ تعبيره.

يُشار إلى أنّ السواد الأعظم من الخبراء والمحللين والمُختّصين في كيان الاحتلال يتعاملون بنوعٍ من التنّدر والسخرية من “وساطة” رئيس الوزراء بينيت بين الروس والأوكرانيين، ويؤكِّدون أنّ مقاسات إسرائيل أصغر من أنْ تدخل في عمليّةٍ من هذا القبيل.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى