الله… والأوهام

 

الأوهام

كانت كل أنواع الدبابات، الأجنبية والعربية، جاهزة لحمل “زعماء”، الثورة السورية من إسطنبول إلى دمشق ـ مروراً بحلب.

ولكن ذلك لم يحدث لأسباب عديدة من بينها أن الثورات “المغدورة” هي التي تبدأ بنداء الحرية والكرامة… وتنتهي برثاء الوطن.

ولأن الزمن الذي مرّ بنا… كان كافياً لإنجاح ثورة، أو لفشل ثورة… هو زمن مستحق للمراجعة، لدراسة ما جرى، وفحص أخطاء وخطايا ما جرى. وقد تطوع عدد من النخب السورية بهذه المراجعة تحت عنوان “الأوهام”. وإليكم ملخصاً لهذه الأوهام، التي تراوحت، في العدد، بين السبعة والدزينة:

1 ـ وهم إسقاط لنظام لا يتم إلا بالسلاح وحده.

2 ـ وهم المراهنة على جبهة النصرة وأخواتها.

3 ـ وهم المناطق المحررة من دون القدرة على حماية سكانها، دون التمكن من إدارتها.

4 ـ وهم المراهنة على الخطاب الديني والإيديولوجي والطائفي.

5 ـ وهم المراهنة على التدخل الدولي والتعويل على الخارج بإسقاط النظام.

6 ـ وهم تمثيل الشعب السوري، من خلال المجلس الوطني، والائتلاف، ثم الحكومة المؤقتة، ثم الهيئة العليا للمفاوضات.

7 ـ طغيان العفوية والتجريبية والمزاجية والقدرية، في كل شيء، الأمر الذي أدى إلى “تبديد تضحيات شعبنا”.

8 ـ عدم توفر قيادة عقلانية واقعية للثورة، بل أنه لم يتوفر لها أي شكل من أشكال القيادة، لا في السياسة ولا في العسكرة.

9 ـ اشتغال المعارضة بمعزل عن حواضنها.

10 ـ بقاء المعارضة مجرد هياكل تنضبط في الدور المرسوم لها من الفاعلين الإقليميين والدوليين.

11 ـ التمويل ومنوعاته التي أدت إلى فساد التفرغ “للعمل الثوري”.

12 ـ الله… لم ينزل جنده إلى مسرح العمليات.

أما التعليقات على الأوهام… فقد انقسمت بين شامت بهذا النوع من الانهيار الأخلاقي الذي تسبب بهذا النوع من الخسائر الكارثية… وبين من يناقشها بوصفها نقداً ذاتياً من أجل السجل الذهبي لتاريخ الدمار في سورية.

وأعتقد أن هناك إجماعاً على أن هذه ليست أخطاء… بل جرائم سياسية ليس بحق الناس فقط، بل بحق البلاد أيضاً.

أوهام؟!

هذه جرأة منقطعة النظير في تسمية الأشياء وتعريفها.

رسالة إلى الله

هذا جزء من رسالة وجهها إلى الله الكاتب المصري توفيق الحكيم في سبعينات القرن العشرين:

عزيزي الله… عارف أنك موجود وأقرب من حبل الوريد ليّا… ومؤمن بعظمتك وبعبقريتك ورحمتك… بس عاتب عليك يا سيدي أنك سايب شوية صيّع يتكلموا باسمك ويشوهوا صورتك، ويسرقوا فلوسنا ويصرفوها عليك، مع أنك غني، وفي إيدك خزاين الكون، وأحنا الفقراء إليك وأنت الغني عنا.

يرضي حضرتك يارب…أن يأخد مننا الأزهر(اللي مالوش لازمة غير نشر الخراب والشر) 14 مليار جنيه كل سنة عشان يبني أكشاك للفتوى تقول لنا نطرطر إزاي، ونخش المرحاض بالرجل الشمال ولا اليمين؟

(الرسالة طويلة)

درويش يقول: أسباب الوفاة عديدةٌ من بينها وجع الحياة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى