تحليلات سياسيةسلايد

المبعوث الأممي لسوريا يدعو السلطة الجديدة لتجنب الأعمال الانتقامية

المبعوث الأممي لسوريا  غير بيدرسن يصل إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد ويطالب بمزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري.

دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الأحد إلى “مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري” وإلى تجنّب “أي انتقام”، وذلك بعيد وصوله إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد.

المبعوث الأممي لسوريا يدعو السلطة الجديدة لتجنب الأعمال الانتقامية

وقال المبعوث الأممي  بيدرسن “نحن بحاجة للتأكد من أن سوريا تتلقى المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة”، داعيا إلى “تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم”. وتابع “علينا أن نتأكد من أن ذلك يتم عبر نظام قضائي ذي مصداقية، ولا نرى أي انتقام”.

ولم يتّضح على الفور ما إذا سيلتقي أبومحمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام التي قادت فصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت حكم بشار الأسد.

وبعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوما، تمكّنت الفصائل من دخول دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن والذي عُرف بالقمع الوحشي.

وفكّت هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني الذي صار يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع، ارتباطها بتنظيم القاعدة في العام 2016، لكن دولا غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها “منظمة إرهابية”.

وتسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي حيالها، حيث أكد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أن تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعيا ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.

ورحبت دول ومنظمات عدة بسقوط الأسد، لكنها تتريث في تعاطيها مع السلطات الجديدة بانتظار رؤية نهجها في إدارة البلاد وطريقة تعاملها مع الأقليات والمرأة.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام، موضحا أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي خطِف في سوريا في العام 2012 بعد اندلاع الحرب.

وبعد أسبوع من الاحتفال بسقوط الأسد، بدأ السوريون يستعيدون حياتهم الطبيعية في العاصمة دمشق. والأحد عاد عشرات من التلاميذ في العاصمة إلى المدارس.

وقال موظف في المدرسة الوطنية إن نسبة الحضور “لم تتجاوز ثلاثين في المئة” مشددا على أن ذلك “أمر طبيعي، ومن المتوقع أن تزداد الأعداد تدريجيا”.

كذلك، فتحت الجامعات أبوابها وحضر بعض الموظفين الإداريين والأستاذة إلى مكاتبهم.

وانتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة السبت في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق. وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة. وتم إحياء قداس الأحد في كاتدرائية سيدة النياح، بحضور عدد من المصلين.

وأطلقت الفصائل المسلحة سراح الآلاف من المعتقلين مع تقدّمها نحو دمشق، لكن يُقدر أنه ما زال هناك عشرات الآلاف من المفقودين الذين بدأت عائلاتهم البحث عنهم في السجون ومراكز الاحتجاز. ويسعى آلاف الأشخاص منذ سقوط حكم الأسد لحصول على معلومات عن أقارب لهم.

وفي مشرحة مستشفى المجتهد في العاصمة السورية بدأ سكان بالتقاطر بعدما أحضر عناصر في هيئة تحرير الشام جثامين 35 شخصا، بينهم 21 تعرفت عليهم عائلاتهم. ويحمل أفراد العائلات صور أحبائهم وهم يتفقدون ما تبقى من جثث.

وقالت فاطمة مركباوي وهي في الأربعينيات “أبحث عن ابني”، مضيفة “أخذوه قبل 11 أو 12 عاما. قبل تسعة سنوات كان في صيدنايا، وهو لم يعد هناك وقلبي مفطور”.

وبعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش (34 عاما) إلى “فرع فلسطين” أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق، حيث أوقف قيد التحقيق لأكثر من 120 يوما قبل سنوات، متحدثا عن “اليأس” الذي راوده خلف القضبان.

وفي الزنزانة رقم تسعة، تحدّث درويش عن البقعة الضيقة التي حجر فيها مع خمسين آخرين لإصابتهم بالسلّ. وتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفا معهم وأصيب بـ”الجنون” على حدّ قوله من كثرة الضرب.

محمد أرترك قضى أيضا جزءا من فترة اعتقاله التي استمرّت 21 عاما في سوريا في “فرع فلسطين”.

وقال الرجل التركي البالغ 53 عاما “كانت عظامنا تظهر من شدة الضرب بالمطرقة على المعصمين”، مضيفا “لقد صبوا المياه المغلية في عنق معتقل آخر. وقد ذاب جلد عنقه ونزل إلى أسفل” مشيرا إلى وركيه.

وعلى المستوى الدبلوماسي، رحبّت الكثير من الدول بسقوط الأسد الذي كان قد نبذه جزء كبير من المجتمع الدولي بعد اندلاع الحرب في العام 2011.

وفي تركيا، أعلن وزير الدفاع يشار غولر الأحد أنّ أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، مؤكدا أنّه يجب منحها الفرصة للعمل.

وقال غولر إن الإدارة الجديدة تعهدت بـ”احترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى” ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيميائية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.

وفيما تستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين سوري غادروا بلدهم جراء النزاع، أعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا في منشور على منصة إكس الأحد، أنّ 7621 سوريا “عادوا بشكل طوعي من تركيا” بين 9 و13 ديسمبر/كانون الأول.

ميدل إيست أونلاين

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى