المخاطر الأمنية تهدد إنتاج النفط الليبي
هددت “المؤسسة الوطنية للنفط” في ليبيا الأحد بتعليق العمل في مصفاة الزاوية، أكبر مصافي البلاد، بسبب التدهور الأمني الذي يهدد العاملين فيها والمنشآت التابعة لها وأعلنت المؤسسة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أن “مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط قام بإرسال تنبيه لحرس المنشآت النفطية والهيئات الأمنية المختصة بشأن تدهور الحالة الأمنية في مصفاة الزاوية في الآونة الأخيرة”.
وحذّر مجلس الإدارة من أن “تواصل غياب الأمن وعدم معالجة الوضع، بما يضمن سلامة الموظفين وحماية المواقع، سيؤثر على العمليات وقد يؤدي إلى تعليقها وتقع مصفاة الزاوية على بعد نحو 45 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، ويضخ إليها حقل الشرارة أكثر من 250 ألف برميل يومياً، أي ربع إنتاج ليبيا اليومي الذي يتجاوز عتبة المليون برميل. وتزود المصفاة العاصمة طرابلس التي تشهد نقصا حادا في الوقود.
وتعم الفوضى ليبيا منذ عام 2011 بعد الاطاحة بنظام معمّر القذافي، وتتنازع السلطة فيها حكومتان متخاصمتان ينتشر فيها عدد كبير من الفصائل المسلحة تسعى للسيطرة على المناطق الليبية ومواردها النفطية.
وفي تموز/يوليو أعلنت “المؤسسة الوطنية للنفط” حالة “القوة القاهرة” على صادرات ميناء الزاوية النفطي في غرب البلاد. وقالت حينها إنّ الإجراء “أتى بعد تراجع مستوى الإنتاج في حقل الشرارة” بسبب هجوم واختطاف أربعة موظفين ونقل البيان عن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله قوله إن “الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو لا من ناحية أمن الأفراد أو استمرار الإنتاج”، ودعوته “السلطات المختصة لوضع حل لهذا القصور الأمني بصورة عاجلة.
والنفط قطاع حيوي في ليبيا يؤمن نحو 95 بالمئة من مداخيل البلاد، وتقدّر منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) احتياطي النفط الليبي بنحو 48 مليار برميل، وهو الأكبر في إفريقيا.
وادت احتجاجات وعمليات إغلاق قامت بها مجموعات مسلحة وعاملون واندلاع أعمال عنف إلى توقف إنتاج النفط مرارا في البلاد ولا تزال مستويات الإنتاج الحالية التي تبلغ نحو 1.6 مليون برميل يوميا أقل مما كانت تنتجه ليبيا، عضو منظمة أوبك، قبل اندلاع الحرب الأهلية لكنها تعد أعلى مستوى وصلت إليه منذ منتصف 2013.
ميدل إيست أون لاين