المدارس الأهلية والأجنبية في ولاية الموصل
تكمن أهمية هذا الكتاب – الصادر عن دار ورد للنشر والتوزيع الأردنية – في إبراز دور الموصل الحضاري في تطور المدارس الأهلية والأجنبية في ولاية الموصل منذ أواخر العهد العثماني وحتى نهاية العهد الملكي في العراق، وما كان لهذه المدارس من دور كبير في تطور الحياة التعليمية والثقافية بين أبناء المجتمع الموصلي آنذاك.
قسم هذا الكتاب إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة :
تناول الفصل الأول (الأوضاع التعليمية في ولاية الموصل منذ آواخر العهد العثماني حتى عهد الانتداب البريطاني) وما كان يعانيه التعليم من تردي وإهمال من الناحية الصحية والعلمية مع وجود بعض المحاولات الجادة لإصلاح التعليم في أواخر القرن التاسع عشر، وظهر ذلك جلياً في عهد الاتحاديين، وعهد الاحتلال البريطاني للموصل .
اما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان (المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى عام 1921) اذ تناول العديد من المدارس الإسلامية الأهلية والمدارس المسيحية الاهلية فضلاً عن مدارس اليهود الأهلية والأجنبية (الاليانس) والمدارس الأجنبية للآباء الدومنيكان والمدرسة الألمانية .
في حين تطرق الفصل الثالث (المدارس الأهلية والأجنبية 1921-1932) حيث لاحظ الباحث فيه قلة عدد المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل خلال هذه الحقبة، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه عندما تأسست الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 أصبحت العديد من المدارس الأهلية والأجنبية مدارس رسمية وانضوت تحت لواء وزارة المعارف العراقية .
بينما كرس الفصل الرابع (المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل 1932-1958) حيث شهدت هذه الحقبة التاريخية افتتاح بعض المدارس الاهلية والاجنبية وما أبدته وزارة المعارف من مساعدات مالية لتلك المدارس .
نظرة في المصادر:
اعتمد هذا الكتاب على جملة من المصادر يأتي في مقدمتها السالنامات العثمانية مثل سالنامة وزارة المعارف العمومية وسالنامة ولاية الموصل وسالنامة ولاية بغداد إضافة إلى الوثائق غير المنشورة، ومنها ملفات البلاط الملكي (الديوان) التي حصل الباحث على البعض منها من الاستاذ الدكتور إبراهيم خليل أحمد العلاف. وقد أفاد الباحث الدكتور ماهر حامد جاسم النورة من هذه الوثائق في عمل جداول عن المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل.
كما اعتمد الباحث أيضاً على وثائق محافظة نينوى (الموصل) التي زودت الباحث ببعض المعلومات عن مدرسة القديس عبدالأحد، فضلاً عن بحوث مركز دراسات الموصل (الموصل) التي أفادت الباحث في تتبع تطور أوضاع الموصل التعليمية منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
حيث اعتمد الباحث أيضاً على ديوان إسماعيل الكبير اللأديب والمؤرخ (1892-1948) الذي جمعه وحققه قصي حسين آل فرج والذي زود الباحث بمعلومات قيمة عن دور إسماعيل آل فرج في مدرسة دار النجاح الأهلية الإبتدائية.
استخدم الباحث أيضاً الوثائق المنشورة في كتاب “العراق في الوثائق البريطانية 1905-1930” لفؤاد قزانجي والذي أفاد الباحث في الحصول على معلومات عن المدرسة الألمانية في الموصل.
كما كانت المطبوعات الحكومية من الوثائق المهمة التي اعتمدها الباحث في كتابه هذا حيث امدته بمعلومات قيمة عن المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل وما كانت تخصصه وزارة المعارف من مساعدات مالية سنوية لهذه المدارس وكانت هذه المطبوعات على شكل تقارير سنوية تصدرها وزارة المعارف في العراق وقد استخدم الباحث التقارير منذ عام 1927 وحتى عام 1958.
كما تعد المذكرات الشخصية من المصادر المهمة لما تضمنته من مادة تاريخية تمثل في الغالب وجهة نظر أصحابها، وقد اطلع الباحث على قسم منها، وهي مذكرات غير منشورة مثل مذكرات خير الدين حسن العمري المعنونة (من المهد إلى اللحد) وقسم آخر من هذه المذكرات منشور منها الجزء الأول فقط من مذكرات ابو خلدون ساطع الحصري المعنونة (مذكراتي في العراق 1921-1928) ومذكرات طالب مشتاق المعنونة (أوراق أيامي 1900-1958) الجزء الثاني.
كما اعتمد الباحث أيضاً على الرسائل الجامعية بوصفها مصدراً آخر للمعلومات.
كما اعتمد الباحث على عدد من الكتب العربية والمعربة، أهمها: كتاب (تطور التعليم الوطني في العراق 1869-1932) لمؤلفه إبراهيم خليل أحمد، وكتاب (نظام التعليم في العراق) لمؤلفه جمال اسد مزعل، وكتاب (أسرار الكفاح الوطني في الموصل 1908-1925) لمؤلفه عبدالمنعم الغلامي، وكتاب (التعليم الأهلي في العراق بمرحلتيه الأبتدائية والثانوية – تطوره – مشكلاته) لمؤلفه غانم سعيد العبيدي، وكتاب (مشكلات ادارة المدارس الثانوية في العراق) لمؤلفته حنان عيسى الجبوري.
اما الكتب المعربة فمنها: كتاب (فصول من تاريخ العراق القريب) لمؤلفته المس غير ترودبيل.
اعتمد الباحث أيضاً على عدد من الكتب الاجنبية. كما استفاد من آراء عدد من الشخصيات الموصلية من خلال المقابلات الشخصية لهم. وقد أغنت هذه المقابلات هذا الكتاب بمعلومات قيمة أسهمت في الكشف عن جوانب مهمة لدور المدارس الأهلية والأجنبية في الموصل في تخريج العديد من النخب والكوادر المتخصصة، ومن هذه المقابلات للباحث مع بهنام سليم حبابه وكريكور ارتين نرسيس ومتي كوركيس والبير ابونا وغيرهم .
كانت البحوث والمقالات العربية مصادر معلومات الباحث المعتمدة في هذا الكتاب نظراً لما ضمته من معلومات تاريخية قيمة على المدارس الأهلية والأجنبية وخصوصاً ما نشر منها في موسوعة الموصل الحضارية ومجلة بين النهرين ومجلة نجم المشرق.
كما كانت المقالات أيضاً مصدراً لمعلوماته وخصوصاً ما نشر منها في جريدة الحدباء الموصلية والمتعلقة بدراسته هذه، كما شكلت الصحف الموصلية المعاصرة للأحداث مرجعاً أساسيا آخر لهذه الدراسة، ولا يمكن لأي باحث في التاريخ المعاصر الاستغناء عنها منها جريدة الموصل وفتى العراق ونصير الحق وصدى الأحرار.
ولا يخلو كل عمل اكاديمي من صعوبات وأبرز تلك الصعوبات التي واجهها الباحث هو إتلاف واختفاء العديد من المصادر والوثائق الخاصة بموضوع الدراسة، كنتيجة لأعمال السلب والنهب والحرق التي تعرضت لها معظم المؤسسات الأكاديمية والمكتبات الوطنية التي أعقبت الغزو الامريكي للعراق في مارس/آذار من عام 2003 وكذلك ما حدث بعد عام 2014 للموصل، فضلاً عن تضارب المعلومات التي حصل عليها الباحث من بعض الشخصيات التي قابلها إذ شكلت تلك المعلومات عائقاً كبيراً في سيبل الوصول إلى الحقيقة التي كان ينشدها الباحث من خلال تلك اللقاءات. إضافة إلى أن المعلومات المتوفرة عن الموضوع وردت متناثرة بين صفحات الكتب والمجلات والصحف المعاصرة للأحداث بإشارات عابرة فكان لزاماً علينا أن نستخرجها من بطون مصادرها بعد تصفحها بدقة كبيرة من أجل إكمال الصورة عن موضوع معين من الموضوعات التي وردت في هذا الكتاب.
ميدل إيست أونلاين