فن و ثقافة

المدقق التاريخي لمسلسل معاوية يكشف ماحصل: لماذا تجاهل الإعلام العربي تصريح الباحث التاريخي أحمد المفتي؟

متابعة : عماد نداف

خاص 

 

 

 

 

 

 

غاب تصريح الباحث التاريخي والفنان في الخط العربي أحمد المفتي حول مسلسل معاوية عن الإعلام العربي، رغم أن المسلسل أثار ردود أفعال كبيرة حول مضمونه وزمان عرضه والتغييرات التي طرأت عليه .

ورغم أن الإعلام اهتم بغياب اسم  المخرج طارق العريان عن شارة المسلسل لم يهتم بأنه لم يكن هو المخرج الأصلي ولا المخرج أحمد مدحت، الذي تابع إخراج المسلسل، ونقل أحد المواقع عن أحمد مدحت أن صناع العمل كانوا على دراية تامة بأن المسلسل سيثير الجدل بسبب “حساسية الفترة التاريخية التي يتناولها” بالإضافة إلى تعدد الروايات والآراء حول الشخصيات التي يقدمها

لكن ماذا عن المخرج رامي حنا والمدقق التاريخي أحمد المفتي ، فقد كتب المدقق التاريخي للمسلسل أحمد المفتي وهو من كبار المهتمين بالتاريخ والفنون العربية الإسلامية حول خفايا مسلسل معاوية قائلا :

أطلَّ علينا مسلسل ( معاوية ) رضي الله عنه من إنتاج mbc  بعد مخاض عسير دام أربع سنوات ، أُسقط فيه المولود أكثر من مرة ، ثم جاء مشوّهاً وقد عبثت به أيدي الجهالة .

ويحتج أحمد المفتي على القائمين على هذا العمل زعمهم ” أنّي ضمن المستشارين تاريخيا ، ونحلوا عليّ فِرية فصدّروا اسمي على الشارة ، وأنا بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب يوسف عليه السّلام  .”

فماذ جاء أيضا في رد المفتي على صفحته الشخصية ؟

ننقل الرد حرفيا :

ألا    لايجهلن   أحد   علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ولقد زعم القائمون على هذا العمل أنّي ضمن المستشارين تاريخيا ، ونحلوا عليّ فِرية فصدّروا اسمي على الشارة ، وأنا بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب يوسف عليه السّلام  ….

التاريخ لايكون تحويرا لخدمة الدراما ، ولايكون بالظن ، والظنّ لايغني من الحقّ شيّا  .. وفي السيناريو نتف من كثير ، ووشلٌ من بحر … وفي كلّ صناعة ماهو انتحال ودعوى وتلفيق ….

تبدأ الحكاية من سنة ( ٢٠٢١ ) ألفين وإحدى وعشرين ، حين اتصل بي مدير الإنتاج وسألني أن أكون مستشارا على العمل تاريخيا وفنيا ولغويا ..فأجبت …. فأرسل لي النص والسيناريو وهو من عمل ( غسان زكريا ) وإخراج ( رامي حنّا ).

وقرأت النص وكان فيه بعض الأخطاء التاريخية ، كما أن لغة الحوار لا ترقى لذاك الزمن الذي كانت فيه العربية في أسمى ألفاظها ومعانيها .. فصوبت الحوار واللغة والتاريخ .. وحذفت مشاهد قيل إنها تخدم الدراما كقصة خطوبة نائلة .. كما وصفت شخصيات العمل خَلقا وخُلقا لانتقاء الممثلين وأرشدت إلى ذلك بملفات مع وصف وصور لأزياء العصر والأسلحة  وطرز العمارة ووووووو وتحدثت والمخرج لحذف بعض المشاهد الخيالية التي قيل إنها تخدم الدراما إلى غير ذلك مما تقتضيه الحقيقة لا الخيال …..

ومرّت أيام ، وجمع ، وشهور .. ..  وإذا بي أفاجأ بإقصائي وإقصاء النص وكاتبه والمخرج وإلقاء خمس عشرة حلقة في سلة المهملات ….

وأسند العمل للمخرج طارق العريان ، وإعادة كتابة السيناريو والنص  لخالد صلاح ومحمد اليساري وبشار عباس من مصر … وانتقل التصوير لتونس وتغيير الجغرافيا بعد دراسة المكان الذي يوائم الحدث مابين الأردن وجورجيا ….

واستبدل فيما بعد المخرج العريان بأحمد مدحت  وكان ماكان وجاء المولود … ركاكة حوار ، وضعف إخراج  ، وأغلاط تاريخ … وتحوير أزياء وعمارة وأسلحة .. ولا أدري عن طبيعة السفن التي جهدت في مصادرها وكيف كانت شيّا ….

تلك هي الجهالة في سفاسف صورها .. وليس بجديد مانرى …

فقد كان أبو خالد النُّميري في القرن الثالث للهجرة ينتحل الأعرابية ويتجافى في ألفاظه ويتبادى في كلامه ، ويذهب المذاهب المنكرة في مضغ الكلام والتشدد به ، ليتحقق أنه أعرابيّ وماهو به ، وإنما ولد ونشأ بالبصرة ، قالوا فخرج إلى البادية فأقام بها  أيّاما يسيرة ثم رجع إلى البصرة فرأى الميازيب على سطوح الدُّور فأنكرها وقال : ماهذه الخراطيم التي لانعرفها في بلادنا ….

هذا طرف من العربية يقابله شيء من التاريخ في زماننا بطرف آخر من جماعة قد رزقوا اتساعاً في التأليف والإخراج والتّاريخ …

إن هي إلا ترهات

فتأمل يارعاك الله

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى