تحليلات سياسيةسلايد

المستفيدون والمتضررون من مقتل الظواهري

بإعلان الولايات المتحدة الأميركية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شرفة منزله في كابول بأفغانستان، تلقّت أطراف إقليمية أبرزها طالبان وإيران، وأخرى أميركية رسائل مختلفة، يحدد موقع كل طرف مضمون الرسالة التي تلقاها.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الإثنين، إن الظواهري قُتل السبت في ضربة أميركية بأفغانستان.

وذكر مسؤول كبير في إدارة بايدن أن العملية جاءت بعد عمل “دقيق ودؤوب” قام به مجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات المركزية.

ويعتقد بعض خبراء مكافحة الإرهاب أن الظواهري يتحمل المسؤولية الأكبر عن هجمات الـ11 من أيلول/ سبتمبر 2001. ويعتبرونه أشد خطرا من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية في أيار/ مايو 2011 في إسلام أباد الباكستانية.

وقال بايدن إن الظواهري “كان العقل المدبر أو لعب دورا رئيسيا في الهجمات على المدمرة الأمريكية كول في اليمن عام 2000 وسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998”.

وترى بعض الأطراف أن عملية مقتل الظواهري التي تابعها بايدن عن قرب تخدم الرئيس الأميركي في عدة جوانب. فكون العملية تم تنفيذها بطائرة مسيّرة يعزز موقف بايدن ويبرر قراره الانسحاب من أفغانستان بداعي أن “أميركا ليست بحاجة لآلاف الجنود على الأرض لمحاربة أعدائها”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أميركي أنه “على مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود القاعدة في البلاد”.

وأضاف أن “المسؤولين حددوا أن عائلة الظواهري (زوجته وابنته وأطفالها) انتقلوا إلى منزل آمن في كابول قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه”.

وبيّن المسؤول أن بايدن كان يتابع عن كثب مراحل التخطيط للعملية، مشيرا إلى أنه في بداية يوليو/ تموز، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بايدن على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.

وقال المسؤول الأميركي إن بايدن دعا في 25 يوليو أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة أميركا بطالبان، ثم أذن “بضربة جوية دقيقة” بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وقد تزيد العملية في شعبية بايدن المتقهقرة حسب استطلاعات الرأي الأخيرة خاصة وأنه يستعد لخوض انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

بيد أن ملاحظين يقولون إن العملية لن تغير كثيرا في حجم شعبية بايدن لدى الأميركيين كما حصل مع سلفه دونالد ترامب إثر مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، ولا مع باراك أوباما بعد الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن.

ولا تبدو طالبان في وضعية مريحة بعد ثبوت تمتيعها الظواهري بإقامة مريحة داخل أفغانستان رغم التزامها حسب اتفاق الدوحة للسلام بعدم توفير ملاذ آمن للقاعدة لشن هجمات ضد الأميركيين مقابل انسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان.

وتبدو الضربة الأميركية محرجة لطالبان التي زعمت أنه لا يوجد مقاتلون أجانب ولا للقاعدة في أفغانستان.

ونقلت شبكة سي أن أن عن محلل رفيع المستوى بمكافحة الإرهاب، أنه “كان من المستحيل أن يتواجد الظواهري في كابول دون دعوة وموافقة عدد صغير على الأقل من قادة طالبان، سواء كان ذلك من شبكة حقاني أو جزء آخر من المجموعة”.

وينظر محللون إلى أن قتل الأميركيين للظواهري في أفغانستان يسجل أيضا إخلالا من الجانب الأميركي ببنود اتفاق الدوحة الذي يحظر الضربات الأميركية.

ورغم ترجيح البعض لفقدان اتفاق الدوحة أي قيمة قانونية وسياسية مع تبادل الطرفين التهم بالإخلال ببنودها، فإن مسؤولا أميركيا كبيرا قال الثلاثاء إن “واشنطن تأمل في مواصلة الحوار مع طالبان وأن تلتزم الحركة باتفاق الدوحة”.

واستنكر المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان الثلاثاء، الضربة بشدة، معتبرا إياها انتهاكا “للمبادئ الدولية”.

وقال مصدر أمريكي مسؤول، في تصريحات لسي أن أن، إن مقتل الظواهري يثير “قضية مُلحّة” لإيران وعليها أن تختار بين إيواء خليفة الظواهري أو طرده.

ومع تزايد التساؤلات حول خليفة الظواهري، ترجح تقارير استخباراتية أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المُلقب بـ”سيف العدل” هو من سيخلف الظواهري.

وتفيد تقارير للأمم المتحدة أن سيف العدل كان مؤخرا في إيران.

بينما قال مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية وصفته سي أن أن بأنه يتمتع بإلمام وثيق بمكافحة الإرهاب، إنه “سمع أن سيف العدل قد غادر إيران بالفعل إلى أفغانستان”.

ويتساءل متابعون عن مدى تأثير مقتل الظواهري في تنظيم القاعدة في حد ذاته خاصة وأن العديد يصفونه بالتنظيم المتهالك الساعي لاسترداد أنفاسه بصعوبة.

وتقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الظواهري لا يعدو إلا أن يكون “زعيما صوريا” بعد مقتل بن لادن خاصة أن أتباع بن لادن لم يصطفوا وراءه.

وتضيف الصحيفة أن “الجماعات الإرهابية النائية التابعة للتنظيم لا تمتثل كثيرا لأوامر الظواهري ولا تعمل بنصائحه.

وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن “القاعدة لا تمثل من ملاذها الآمن في أفغانستان تهديدا دوليا لافتقارها للقدرة العملياتية الخارجية”.

وأشار التقرير إلى أن الخطر الإرهابي المحتمل يتمثل في الفروع التابعة لها في إفريقيا والشرق الأوسط.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى