المشهد السوري.. تحركات عسكرية مفاجئة واجتماع ثلاثي اليوم في عمّان

يستضيف الأردن، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا مشتركًا مع سوريا والولايات المتحدة للبحث في سبل دعم “عملية إعادة بناء سوريا”، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية اليوم الأحد، وذلك في الوقت الذي يتصاعد التوتر بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وجاء في بيان للخارجية الأردنية أن الاجتماع الذي يشارك فيه الوزير أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي الخاص توم برّاك “سيبحث الأوضاع في سوريا وسبل دعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات شعبها الشقيق وتحفظ حقوق كل السوريين”، وأنه يأتي استكمالًا لمباحثات عقدها المسؤولون الثلاثة في عمّان في 19 يوليو/ تموز.
وقالت الخارجية إنّ الاجتماع يأتي “لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سوريا وحل الأزمة هناك”.
تحركات عسكرية سورية
وجاء الحديث عن هذا الاجتماع الثلاثي في وقت رصدت فيه كاميرا التلفزيون العربي تحرك قطع عسكرية تابعة للجيش السوري باتجاه نقطة التماس مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد“، بعد التصعيد الذي أحدثه مؤتمر الحسكة.
وأفاد موفد التلفزيون العربي إلى حلب عمر الشيخ نقلًا عن مصدر حكومي بأن القطع العسكرية ليست بأعداد كبيرة ولا تهدف لمواجهة عسكرية مع “قسد”.
وأوضح موفدنا أن القوات التي تحركت ليست فرقة عسكرية كاملة وإنما هي مجموعة فصائل من الفرقة 60.
وأضاف أن الهدف من التحرك هو التأهب لأي طارئ، وأن قوات الجيش السوري تلتزم بالخيار الاستراتيجي للحكومة السورية المتمثل في التوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات مع الإبقاء على أي أدوات أخرى تؤدي إلى تسريع الاتفاق بحسب المصدر ذاته.
وتصاعدت حدة السجال السياسي في سوريا، فبعد يوم واحد من انعقاد مؤتمر مكونات شمال وشرق سوريا في الحسكة الجمعة، والذي دعا في بيانه الختامي إلى إنشاء دولة لا مركزية ودستور يكرس التعددية العرقية والدينية والثقافية جاء الرد من دمشق حادًا.
تصاعد التوتر بسبب مؤتمر الحسكة
ووصفت الحكومة السورية المؤتمر بأنه تصعيد خطير يضرب مسار التفاوض القائم، في حين أكد مصدر رسمي لوكالة الأنباء السورية “سانا” أن استضافة شخصيات انفصالية متورطة في أعمال عدائية، تمثل تهربًا من استحقاقات وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات، وتشكل ضربة لجهود الحوار.
وفي رد فعل للحكومة السورية، قال مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية قتيبة إدلبي، في مقابلة مع التلفزيون العربي، إن بلاده ترحب بالجهود الدولية التي أسهمت في الوصول إلى المرحلة الراهنة، لكنها تتمسك بأن تبقى المحددات الرئيسية بيد الدولة السورية وبإرادة وطنية خالصة.
وشدد على رفض ما ورد في المؤتمر من حديث عن خيار السلاح، داعيًا إلى الحوار مع جميع الأطراف بما يحقق مصلحة السوريين كافة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه أطراف إقليمية ودولية على أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات، وكان آخرها الموقف المشترك لوزيري خارجية مصر وتركيا من مدينة العلمين، بالتشديد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والسعي لتسوية شاملة لا تقصي أحدًا.
الرأي.نت