المعارضة الداخلية السورية : إرهاصات غير واضحة المعالم !

خاص

بعد أن لجأت مجموعة من أحزاب وهيئات وقوى وشخصيات وطنية معارضة إلى إطلاق “التكتل الوطني المعارض” قبل أيام بهدف تكوين (( نواة لجسد حقيقي معارض نبنى على رؤية وبرنامج حقيقي للتغيير السلمي”.)) كما قال عبد اللطيف البنى المنسق العام للكتلة الوطنية الديمقراطية، فقد تصاعدت حدة الخلافات في هيئة العمل الوطني السوري التي يترأسها الوزير المعارض علي حيدر، وسريعا أسفرت الخلافات عن مواقف كان محصلتها شبه حل لهذه الهيئة !

ولم يكن هذا التواقت بين الخطوتين منسقا ومتواقتا إلا من جهة تجربة المشاركة في مفاوضات جنيف التي عاد بعدها الجميع بتصورات أكثر جدية فيما يتعلق بآليات المشاركة وطبيعة المشاركين وتاريخيتهم ..

وجاء في بيان الانسحاب الجماعي من هيئة العمل الوطني المذكورة أنه وبعد تعذّر الاجتماع والعمل ضمن “هيئة العمل الوطني السوري” بسبب التغيّب المتكرر و المتعمَّد من بعض أعضاء الهيئة ودون عذر مقبول مما تسبب في تعطيل اجتماعات الهيئة وأعمالها لأسباب نترك ذكرها لحين اللزوم، في الوقت الذي يجدون فيه الزمن الكافي لحضور اجتماعات أخرى بعيداً عن الهيئة وعملها فقد قررنا الإعلان عن الانسحاب من هيئة العمل الوطني السوري)) .

وذكر البيان أسماء الموقعين عليه وهم :

-الحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض/ المفوض المركزي للحزب : عبد القادر العبيد.
-حزب التغيير والنهضة السوري/ الأمين العام للحزب : مصطفى قلعه جي.
-التيار الثالث من أجل سوريا / يمثله عقبة الناعم.
-تيار مجد سوريا / حسان المنيّر تمثله ميساء اللجمي.
-حركة التجديد الكردستاني/ رئيس الحركة ريزكار قاسم.
-حزب الإصلاح الوحدودي الديمقراطي / الأمين العام محمد صوّان.
-حزب السوريين المردة / سابا قوبا.
-التيار الوطني لإنقاذ سوريا / حسان عرنوق.
-الكاتب والصحفي مازن بلال

وكان رئيس «هيئة العمل الوطني السوري» وزير المصالحة الوطنية علي حيدر قد أعلن قبل ساعات اعتذاره «عن الاستمرار في القيام بمسؤولية رئيس الهيئة» بسبب تعذر عقد اجتماع لها لمرات متتالية من دون أسباب مقبولة. وقال بيان أصدره بهذا الخصوص: «بعد تعذر عقد اجتماع لهيئة العمل الوطني السوري ولثلاث مرات متتالية بعد عودة أعضائها من جنيف3 وذلك من دون أعذار مقبولة للغائبين، وقد فشلت الهيئة نتيجة هذا الغياب في مناقشة مواضيع ذات أهمية وطنية تستحق العناء لعقد الاجتماع واتخاذ القرارات اللازمة لتكون الهيئة مشاركة بالفعل وليس بالشكل فقط، فقد قرر رئيس الهيئة «د. علي حيدر» تبليغكم اعتذاره عن الاستمرار في القيام بمسؤولية «رئيس هيئة» لا يجد عدد من أعضائها الوقت اللازم للاجتماع»، ودعا «إلى التداعي لعقد اجتماع استثنائي طارئ لانتخاب بديل عنه ».

وكان عدد ممن شاركوا في الجولة الثالثة لمؤتمر جنيف قد أشاروا إلى نشوء خلافات تتعلق بأداء البعض أثناء التواجد هناك، وهذا يعني أن هناك مؤشرات فعلية تبحث عن مبررات لاطلاق نشاط سياسي بديل يتجاوز الإرباكات القديمة، ويتعامل مع منطق الحوار الوطني بطريقة أخرى تشتمل على مساحة أكبر للتعبير والحركة.

فما هو شكل وطبيعة النشاط الجديد ؟ ذلك مالم يتبلور بعد . فقد وقالت بعض المصادر القريبة من هذه التجمعات الوطنية إن نشاطا سريعا شرع فيه بعض الأعضاء خلال الساعات الماضية لإعادة اللحمة للشكل الذي يطمحون إليه، ولايعني ذلك بالضرورة الإعلان عن حزب جديد بقدر ما يعني آلية عمل جديدة عنصرها الأساسي الحفاظ على سورية كخط جامع ومرتكز للقاء مع أي طيف كان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى