المفاوضات حول مصير دوما في الربع ساعة الأخيرة

مع بقاء مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية آخر ما تبقى للمجموعات المسلحة، بعد خسرتها الحرب في كامل مساحة الغوطة الشرقية التي كانت تسيطر عليها، فإن المفاوضات التي انتقلت من المستوى السياسي لجيش الإسلام المتمثل في مندوبه في الخارج محمد علوش إلى القادة العسكريين على الأرض، دخلت مرحلتها النهائية . والآن تجري المفاوضات مباشرة بين مركز المصالحة الروسي في سوريا وبين قيادة جيش الإسلام عبر وجهاء المدينة.

“جيش الإسلام” سلم ورقة اتفاق إلى الروس مضمونها قائم على البنود التالية: بقاء جيش الإسلام في الغوطة الشرقية مع دخول نقاط عسكرية روسية إلى مدينة دوما والتمركز فيها . إدخال كافة مؤسسات الدولة السورية إلى المدينة لتمارس عملها، الإفراج عن كافة المعتقلين والمختطفين فيما يعرف بسجن التوبة، نقل الحالات الحرجة من المصابين والجرحى إلى مشافي العاصمة ، خروج من لا يرغب في البقاء إلى القلمون الشرقي .

ينتظر جيش الإسلام الرد على ورقته التي قال الروس انهم سوف يردون عليها غدا اليوم الاثنين ويصعب تصور اتفاق كهذا دون أن يسلم جيش الإسلام كافة الأسلحة الثقيلة إلى الجيش السوري والتي يمتلك إعداد كبيرة منها حسب عرض عسكري قام به جيش الإسلام قبل عام ونصف إستعرض فيه صنوف الأسلحة التي يملكها.

العمليات العسكرية من ناحيته لم تتوقف وبدأ القتال على أطراف دوما وتحديدا على محور مزارع الريحان شرقا، لجعل المفاوضات تحت النار، وإيصال رسالة جادة إلى جيش الإسلام بأن الحسم العسكري هو الخيار في حال فشل المفاوضات. بينما استمر اليوم خروج المدنيين من مدينة دوما عبر معبر الوافدين وقدرت أعدادهم بالمئات.

وكان قائد “جيش الإسلام” عصام بويضاني أكّد أول من أمس بقاء الفصيل في دوما. وقال عبر تسجيل صوتي بُثّ عبر الإنترنت ، إن المقاتلين لن يخرجوا من مدينة دوما مؤكداً أن وجودهم قرب دمشق هو “نصر للثورة السورية” حسب تعبيره، ويجب “الحفاظ على هذه القوة”. واعتبر أن الحملة العسكرية على الغوطة مؤقتة وسيعقبها نصر عظيم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى