(المكركب) محمد قنوع !|آخر أعماله التي تفاءلنا بها!
خاص
أسئلة كثيرة طرحها بعض الزملاء عن العمل الأخير الذي كان يشتغل عليه الفنان الراحل محمد قنوع، وحملت هذه الأسئلة نوعاً من الفضول لأن التصوير أجل لما بعد الموسم الرمضاني الفائت بسبب تعقيدات إنتاجية وقعت عشية الشروع بالتصوير بيوم واحد، لكن الموت لم يمهل محمد ليقدم أعقد شخصية يمكن أن يقدمها منفردا أمام الشاشة!
فقد أعدت كل متطلبات الشروع في التصوير من قبل المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، بعد تولي المخرج مهيب بهلول إدارتها العامة، لتكون سلسلة (المكركب) باكورة إنتاج المؤسسة التي تبناها.
وكان العمل عبارة عن ثلاثين حلقة (مونودراما تلفزيونية) بعنوان (المكركب) للكاتب الروائي والتلفزيوني عماد ندّاف، وتحمس الفنان الراحل لتقديم هذه الشخصية رغم تعقيداتها، وتم التأسيس على أن تصور وتعرض خلال شهر رمضان المبارك، وجرى التفاهم على كل النقاط المتعلقة بالنص الذي وافق المخرج الشاب المهند كلثوم على القيام بإخراجه، وأعد تصوراته حول لغة الإخراج وأمكنة التصوير والتصاميم المطلوبة.
كان حماسة الفنان محمد قنوع كبيرة جدا للمشروع، وقد وافق على الحلقات حتى بالأسعار الاعتيادية التي يحجم الفنانون الآخرون عن قبولها في ظروف سورية الحالية، لأن الشخصية كما قال في الجلسات المشتركة تقدم له الجديد في إشكاليتها وأدائها وحاجتها الكبيرة لحركة الجسد وتعبيرية الخطاب الذي تقدمه.
وشخصية المكركب نوع من الشخصيات الفصامية تحاكي نفسها في ظروف الواقع السياسي والمعاشي والاجتماعي في ظروف الحرب على السوريين ، وتبحث عن حلول للمشاكل، من دون أن تتمكن من حل مشاكلها !
باتت أسرة (المكركب) يتيمة بعد رحيل محمد قنوع ، ووفاء له لابد أن نتذكر تضحيته من أجلها وحركته الدؤوبة ساعياً لإنتاجها بأسرع وقت ممكن .
سوف نظل نذكر الفنان الراحل محمد قنوع زمنا طويلاً ، لا لأنه كان مبدعا يحمل أخلاق الفنان الأصيل الذي يحترم مجتمعه وفنه ، ولا لأنه كريم طيب شهم تمكن من اكتساب أكبر قدر ممكن من الاحترام في الوسط الفني، بل لأنه أيضاً كان جريئاً إلى درجة التحدي، كما فعل في شخصيته الأخيرة التي قدمها في مسلسل (العربجي) .