الملف السوري يسبب انشقاقات ضمن صفوف حزب العدالة والتنمية (ترجمة: محمد سلطان)

 

 ترجمة: محمد سلطان

 

كتب الكاتب ’محمد علي كولير‘ في قناة ’أولوصال‘: ‹‹شهدنا تصدعات في صفوف السياسيين في الحكومة التركية بما يخص الملف السوري، فقبل سنة ونصف من الآن كان رئيس الوزراء التركي ’رجب طيب أردوغان‘ يقول: "سوريا هي قضيتنا الداخلية"، وكان رئيس الأركان التركي ’نجدت أوزيل‘ يقول: "سوريا ليست قضيتنا الداخلية "››.
لكن الطرفان تغلبا على نقاطهما الخلافية، وشكلا نوعاً من "التحالف الخلبي" لإدارة الأزمة السورية. ومن جهة أخرى نرى تقارباً في وجهات نظر رئيس الجمهورية ’عبد الله كول‘ ووزير الخارجية ’أحمد داوود أوغو‘ اللذان كانا أول من دعا لتشكيل مؤتمرات ومجالس للمعارضة السورية بهدف توحيدها.
أورد الكاتب ’كولير‘ خمسة نقاط تبين هذه الفروقات في وجهة النظر ما بين (أردوغان – أوزيل) وبين (كول – داوود أوغلو). واستعرضها بالنقاط التالية:
1-    الباتريوت: عنونت صحيفة ’يني شفق‘ المقربة من الحكومة عدة عناوين بما يخص موضوع تزويد تركيا بسلاح الباتريوت: ‹‹’داوود أوغلو‘: "الناتو جاهز لتزويدنا بأنظمة الصواريخ باتريوت الدفاعية". ’أردوغان‘ يكذب خبر تزويد تركيا بسلاح الباتريوت. ’كول‘ يهدد سوريا بضربها بالباتريوت››.

2-    اللاجئين: عندما كان عدد اللاجئيين السورين في المخيمات التركية 50 ألفا كان ’داوود أوغلو‘ يزعم أن الرقم وصل إلى حاجز الـ100 ألف ليقدمها للعالم "كبداية نفسية". ولكن الرقم تجاوز حتى "البداية النفسية" له. كما عُلم أن الشرطة التركية قامت بزيارة اللاجئين السورين ممن يسكنون في بيوت سكنية في المدن والبلدات التركية ليخيروهم بين العودة إلى المخيمات أو إلى سوريا. وهناك معلومة آخرى تتحدث عن أن الحكومة التركية أغلقت "بشكل فعلي" حدودها مع سوريا عدة مرات بحجج مختلفة بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 200 ألف بحسب مصدر المعلومة.

3-    الكلام الصحافي: حاول ’كول‘ في لقاءٍ أجراه مع صحيفة Financial times أن يجر المجتمع الدولي لاتخاذ قرارات ضد القيادة السورية، عندما قال: ‹‹من الممكن أن تستخدم سوريا ضدنا أسلحة كيماوية››. وفي الطرف الآخر نرى ’أردوغان‘ يدلي بتصريح صحافي يقول فيه: ‹‹تركيا أكبر من أن تحسب لحسابات صغيرة. أحدهم يحاول جر تركيا إلى الفخ, لكننا لن نقع فيه، وسنتحرك ببرودة أعصاب››.

4-    قواعد الاشتباك: قبل مدة من الزمن أعلن ’داوود أوغلو‘ أن "قواعد الاشتباك" تغيرت, كما جدد تأكيده على عدم تجاوز الطائرات السورية مسافة أقرب من خمسة كيلومترات من الحدود (بمقتضى الاتفاقيات الأمنية بين البلدين) ولكن في حادثة ’رأس العين‘ تجاوزت الطائرات السورية المدى المعين بخمسة كيلومترات، واقتربت من الحدود، ولم يقم الجيش التركي بالاشتباك معها رغم تحليق طائرات F-16 التركية على الحدود في تلك اللحظة. وذلك بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع التركي ’عصمت يلماز‘ استلام هيئة الأركان التركية صلاحية إسقاط أي طائرة سورية إلى هيئة الأركان التركية من قبل ’أردوغان‘.

5-    جهات حل الأزمة: جلس ’أردوغان‘ مع الروس في ’بالي‘ لمناقشة سبل حل الأزمة السورية وصرح بأن ‹‹القرن الـ21 هو قرن آسيا››. كما اتفق مع روسيا على عقد قمة تضم تركيا وروسيا وإيران ومصر والسعودية كدول عظمى قادرة على حل الأزمة في سوريا. وفي الجهة الأخرى لجأ ’كول‘ إلى الناتو واتجه ’داوود أوغلو‘ إلى الولايات المتحدة في الدوحة.
في النتيجة يمكن أن نستنتج أن سياسة (أردوغان–أوزيل) أكثر واقعية من سياسة (كول–داوود أوغلو).

قناة ’أولوصال‘ التركية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى