المناورة الدبلوماسية الأميركية مستمرّة: حماس ترفض مقترحاً إسرائيلياً كُتب في واشنطن
المناورة الدبلوماسية الأميركية مستمرّة: كشفت جولة المحادثات في القاهرة، عن استمرار المناورة الدبلوماسية الأميركية – الإسرائيلية بشأن مشروع اتفاق على هدنة طويلة وتبادل للأسرى والمعتقلين. وأعلنت حركة حماس رفضها مقترحاً قدّمه مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز واصفة إياه بالمقترح الإسرائيلي. وقال مسؤولون كبار في الحركة إن المقترح الجديد لا يعالج المشكلات الرئيسية المتمثّلة بالوقف التام لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي ورفع الحصار عن المساعدات.
وعلمت «الأخبار» أن المناخ السلبي ظهر قبل ساعات من توجه الوفود إلى القاهرة، عندما أبلغ الوسطاء حركة حماس بأن التعديلات الأميركية تراعي مطالب إسرائيل. وأن واشنطن تطلب من مصر وقطر إقناع حماس بالموافقة على الصيغة المقترحة من أجل الوصول إلى اتفاق سريع. وحسب مصدر معنيّ فإن الجانب المصري عاد إلى نغمة سابقة تقول بأنه في حال وافقت حماس على المقترح الجديد فهذا سيفتح الباب أمام حلول كبرى في الأسابيع المقبلة.
وبحسب ما صار متداولاً، فإن المقترح المنسوب إلى الولايات المتحدة الأميركية التزم طلب إسرائيل بعدم الحديث عن وقف نهائي للحرب. بل أشار إلى هدنة تليها مفاوضات من أجل هدوء مستدام. كما أن واشنطن لا تلزم إسرائيل بالخروج من القطاع. بل بإعادة انتشار تجعل قواتها خارج التجمعات السكانية. مع بقاء قوات الاحتلال في وسط القطاع. كذلك يشير المقترح إلى أفكار بشأن المساعدات وتبادل الأسرى لكنها تبقى عامة جداً، وتحتاج بحد ذاتها إلى مفاوضات كبيرة.
المناورة الدبلوماسية الأميركية – الإسرائيلية
بالإضافة إلى أن الأميركيين وافقوا على «هواجس» إسرائيل بشأن مستقبل الوضع في شمال القطاع. من خلال الحديث عن عودة نازحين غير مسلحين. ويقصد بذلك السماح للأطفال والنساء وكبار السن بالعودة إلى الشمال بعد التدقيق في أوراقهم. وترك الرجال بين عمر 17 و60 سنة في تجمعات النازحين في الجنوب. ما يسهّل قتلهم جميعاً بعد تصنيفهم كعسكريين.
وبعد نهار طويل من التسريبات الصادرة عن جهات أميركية وإسرائيلية، أعلن القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي أن «المقترح الأخير المقدّم لنا، نعتبره عرضاً إسرائيلياً مرفوضاً. وهو لا يتطرق بأي حال من الأحوال إلى المطالب الفلسطينية المتمثّلة بالانسحاب الشامل ووقف إطلاق النار وإعادة النازحين دون قيد أو شرط والإغاثة والإعمار بما يلبّي مطالبنا مطلقاً».
حركة حماس ترفض المقنرح الإسرائيلي الجديد
وأوضح المرداوي أن الحركة «ترفض المقترح الجديد لأنه لا يختلف في جوهره عن العروض السابقة. فهناك تغيير في الديباجة في ما يتعلق بالنازحين وبعض الإزاحة للجيش في قاطع «نتساريم» دون تخلي الجيش عن الانسحاب المطلق». مشيرا إلى أن المقترح السابق «تضمّن الإشارة إلى عودة النازحين دون حدّ معين من الإعمار يمنع عودتهم. وفي المقترح الحالي تمّ الحديث عن المدنيين والعسكريين الرجال بشكل فضفاض يسمح للاحتلال بتفصيل إطار التنفيذ بما يتوافق مع مزاجه».
وقال إن العرض «لا يتضمن الانسحاب ويضمن الحرية لبقاء العدو والسيطرة على أماكن يتحدث عن نوايا له فيها سواء بإقامة حزام أمني أو القاطع الذي يفصل الشمال عن الجنوب، يصبح منطقة عازلة بشكل دائم». كما «أن العرض لم يذكر الحديث عن وقف إطلاق نار بل تحدّث عن الهدوء المستدام وهو ما يسمح للعدو بالقيام باعتداءات عسكرية ضمن وتيرة محددة».
وفي كيان الاحتلال، نقلت «القناة 13» عن مصدر إسرائيلي كبير منخرط في المفاوضات أن «المحادثات مهمّة للغاية، وأخذت واشنطن زمام المبادرة وتمارس الضغط على الجميع». وأشار المصدر إلى أن «إسرائيل ستتسلّم قائمة بأسماء المختطفين الأحياء مقدّماً»، وفي المقابل «ستظهر مرونةً كبيرة تتعلّق بعودة السكان إلى الشمال، من دون أن تكون هناك نقاط تفتيش».
واشنطن ترغب في عودة السكان إلى شمال قطاع غزة وإسرائيل ترفض
وفي الاتجاه نفسه، نقلت «CNN» عن مصدر مطّلع على المفاوضات، قوله إن «واشنطن ترغب أيضاً في عودة السكان إلى شمال قطاع غزة من دون قيود، لكنّ إسرائيل ترفض». وأكّد المصدر أن «ما قدّمته إسرائيل في المحادثات الأخيرة، لا يجيب عن أسئلة حماس ومطالبها».
من جهته. أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، تلقّيه تقريراً مفصّلاً عن المحادثات في القاهرة. وقال «(إننا) نعمل طوال الوقت لتحقيق أهدافنا، وفي مقدّمتها إطلاق سراح جميع الأسرى وتحقيق النصر الكامل على حماس». وأعاد التأكيد أن «النصر يتطلّب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب القسام هناك»، زاعماً تحديده موعداً لذلك. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «نتنياهو غير موافق على المقترح الأميركي، في حين أيّده معظم أعضاء حكومة الحرب». وأشارت المصادر إلى أن «نتنياهو وجّه فريق التفاوض بعدم موافقة إسرائيل على المقترح الأميركي». مضيفة أن «نتنياهو جدّد عزمه على دخول رفح، على خلفية ضغوط اليمين وتصريحات (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش».
وكان الوزيران الأخيران قد هدّدا بحلّ الحكومة والإطاحة بنتنياهو، في حال أنهى الحرب الإسرائيلية، ولم يشنّ عملية عسكرية على رفح. في حين علّقت الخارجية الأميركية على هذه الأنباء. بالقول: «لم نطّلع على موعد لاجتياح إسرائيلي لرفح، ولا نريد أن نرى أبداً غزواً واسع النطاق للمدينة».
صحيفة الأخبار اللبنانية