المهرجانات السينمائية العربية لا تهتم بالنقاد
المهرجانات السينمائية العربية لا تهتم بالنقاد….يعد الناقد حلقة مهمة في العمل السينمائي، إذ كثيرا ما تطرح قضية النقد السينمائي وتأثيره على الأفلام، فإنتاجات السينما في العالم ترافقها حركة نقدية، تواكبها وتحلل أفلامها، لتلقي الضوء على مكامن القوة والضعف فيها.
وينظر إلى هذا التفاعل النقدي على أنه حراك مفيد يساهم في فهم الحالة السينمائية بشكل أفضل ويعرف الجمهور العادي بالمتميز والرديء فيها.
وتقول الناقدة المصرية فايزة هنداوي على هامش الدورة الـ23 للمهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة، الناقد يبقى حلقة مهمة في العمل السينمائي “فهو همزة الوصل بين المبدع السينمائي وجمهوره وله دور مهم في تطور الصناعة السينمائية”، داعية إلى إيلائه الاهتمام المفروض.
وترى عضوة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل ضمن هذه الدورة من المهرجان أن النقد السينمائي لا يحظى بالاهتمام اللازم في المهرجانات السينمائية على المستوى العربي، فجل المهرجانات لا تهتم بالنقاد ودور النقد، مشددة على المهرجانات أن تهتم أكثر بالنقاد.
وتضيف “تجب الإشارة إلى أن النقد السينمائي له أخلاقياته الأساسية وهي الموضوعية والحياد في ذكر سلبيات وإيجابيات العمل السينمائي”، متابعة “النقد السينمائي مجال فني أحبه وأرتاح فيه، فمنذ صغري كنت أشاهد الأعمال السينمائية بنظرة نقدية، وأمعن النظر في الأمور الإيجابية والسلبية في الفيلم، وذلك بشكل تلقائي، وبعد ذلك قررت أن أتابع دراستي في هذا المجال واتخاذه مهنة”.
وأشارت هنداوي في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن العمل السينمائي “الجيد” هو ذاك الذي يكون متكاملا من حيث عناصره بدءا من فكرة الفيلم، إلى محطات التمثيل والتصوير والإخراج، معتبرة أن “العمل السينمائي الجيد” يتطلب من المخرج الجرأة في اختيار أفكار مبتكرة، وتناول مواضيع جديدة، بعيدا عن الأفكار التقليدية”.
وتكشف أن هناك اختلافا في النقد السينمائي بين الأمس واليوم، فالمواقع الاجتماعية “سهلت كثيرا مسألة التواصل بين النقاد والسينمائيين والجمهور، والانفتاح على عدد كبير من رواد هذه المواقع”، منبهة في المقابل إلى أن هناك جانبا سلبيا في هذا المجال يتمثل في عدم القدرة على التمييز بين النقد الجيد والرديء، فبإمكان كل شخص له صفحة على فيسبوك أن يتعاطى للنقد ويسمي نفسه ناقدا سينمائيا دون أن يكون ملما بالمجال.
وحول واقع الصناعة السينمائية في أفريقيا، قالت الناقدة المصرية إن هذه الصناعة “توجد في المسار الصحيح وتخطو خطوات جيدة”، حيث “يتم اختيار مواضيع تنبع من الظواهر والإشكاليات التي يعاني منها المجتمع المحلي لكل بلد”، مبرزة في هذا السياق أن “السينما مرآة للمجتمع وعاداته وتقاليده، وكذا القضايا التي تؤرق بال المجتمع المدني في كل بلد”.
وفايزة هنداوي ناقدة سينمائية حاصلة على دبلوم من معهد النقد الفني من أكاديمية الفنون بالقاهرة بمصر، وكاتبة صحفية في العديد من جرائد ومجلات مصرية وعربية، كما أنها شاركت في العديد من المهرجانات كعضوة في لجنة التحكيم، على غرار مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف سنة 2022، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أو مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وغيرها من التظاهرات السينمائية العربية الأفريقية.