المواطن السوري في رمضان : حالي حال..!

خاص

ينشغل المواطن السوري في أحاديث جانبية يومية تقريبا تتعلق بسعر الدولار والذهب، لكنك وعندما تسأله إذا ماكان يملك شيئا من هذين ((الكنزين)) تفاجأ بأنه لايملك شيئا، ولايعرف جوابا محددا عن الأثر المباشر لهما على حياته. ففي شهر رمضان المبارك تغيرت ألوان الوجوه، سيطر عليها اللون الرمادي والأسود ، وهناك نادل في أحد المطاعم يردد، وهو يقدم الفاتورة : الغلاء يخجل.. لاتؤاخذونا !

شهر رمضان المبارك عند السوريين هو شهر مكلف مهما كانت الظروف، واحتياجاته اليومية تزداد عنها في الأيام العادية ، فكيف تسير الأحوال هذه الأيام ؟..
واقعيا، ليس من السهل تحقيق الحد الأدنى من العيش، فالحياة صعبة جدا، مأساتها الأساسية الأسواق،
ففي الأسواق يقف المواطن مندهشا أمام كل رقم يقرأه فوق سلعة يهم بشرائها ، فالليمون وصل سعره إلى ألف ومائة ليرة سورية، وهو رقم معروف عند الدمشقيين يتلازم مع أغنية عن مهر العروس البالغ ((ألف ومية)) كما كانت تقول الأغنيات الشعبية.

في الاحصائيات المنشورة يحتاج المواطن السوري إلى أكثر من 600 ليرة سورية لتحقيق حاجته الغذائية ، ويعادل هذا الرقم في سلم الرواتب والأجور، المعمول به الآن، الدخل اليومي لمهندس في الدولة تخرج حديثا ..

أحد الصحف المحلية نقلت عن دراسة لباحث اقتصادي قوله إن متوسط إنفاق الأسرة السـورية شهرياً حسب المكتب المركزي للإحصاء في عام 2010 كان قد بلغ حوالى 30.900 ألف ليرة سورية، وبالمقارنة مع أسعار اليوم نجد أن الأسرة السورية المكونة من خمسة أشخاص تحتاج ما يزيد على /100/ ألف ليرة سورية للإنفاق على الغذاء فقط حسب الأسس التي حسبت عليه أرقام 2010 .

ورغم أن الاجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة، قبل أن تتحول إلى حكومة تسيير أعمال بحكم انتخاب مجلس شعب جديد، فإن الأسعار لم تنخفض رغم التراجع الكبير لسعر الدولار ، وقد غطت الصحف حال الأسواق في شهر رمضان، فتحدثت صحيفة الثورة عن أعباء المواطن الاقتصادية مشيرة إلى أنه يتعرض أيضا إلى الاستغلال في رمضان، فبينما كان المواطن ينتظر هبوطاً ملحوظاً في أسعار مختلف السلع والمواد المطروحة في أسواقنا المحلية، فإذا بأسعار الخضار والفواكه وعلى غير المتوقع تواصل ارتفاعاتها وبنسبة تجاوزت 70% في عدد من الأسواق وذلك اعتباراً من أول أيام شهر رمضان الحالي.‏

وقالت الصحيفة : ((في يوم وليلة وبعد أن اطمأن المستهلك إلى جدوى الإجراءات الحكومية التي أدت إلى تراجع ملحوظ بسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، قفزت أسعار الخضار والفواكه تحديداً ولسان حال الباعة وأصحاب المحال يردد لكل زبون يبدي استغرابه من هذا الارتفاع المفاجئ : رمضان كريم))‏. صحيفة تشرين من جانبها قالت إنه من حق المواطن اليوم أن يسأل القائمين على وزارة التجارة الداخلية عن مئات الملايين من الليرات التي جناها التجار خلال الفترة القصيرة التي ارتفع فيها سعر الصرف نتيجة رفع الأسعار والغياب الكامل لتداول الفواتير، وعن مشهد الانخفاض «السلحفاتي» في الأسعار بعد نجاح المركزي في إعادة سعر الصرف إلى مستوياته الطبيعية، وعن الغياب الفاضح للوزارة وأذرعها الرقابية والأهم عن سبب فشل الآلية الجديدة للتسعير في تحصين الأسواق من هذه «الخضات» التي لن تكون الأولى ولا الأخيرة..؟))

وفي تقرير مضحك مبكي نشرته صحيفة الوطن عن الحلويات الشعبية انتبهت فيه إلى أن وجود الحلويات الشعبية الرمضانية الجاهزة التي تلي وجبات إفطار الحوارنة في الشهر المبارك قلت على الموائد نظراً لارتفاع أسعارها الباهظ في الظروف الراهنة، وبجولة بسيطة على الأسواق تجد أن المعروض في محال الحلويات قليل جداً والإقبال عليها أقل، إذ يصل سعر الكيلو الواحد من الهريسة وعقال الشايب والنمورة من الأنواع الشعبية لمكوناتها المتواضعة بعيداً عن السمنة الحيوانية والمكسرات إلى نحو ألف ليرة سورية، كما أن القطايف التي كانت تعد الحلو شبه اليومي لعامة الناس في رمضان أصبحت مكلفة إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من عجينتها 350 ليرة وطبعا ليست المشكلة هنا بل بالحشوة من جوز وقشطة وبالزيت اللازم لقليها ناهيك عن السكر.

وأضافت ((الوطن)) إنه أمام هذا الواقع كان لا بد من بدائل منزلية أقل كلفة وهنا كان عماد حلويات ربات المنازل السميد الذي ينتج من طحن معكرونة المعونات إذ يمكن بإضافة مواد قليلة أخرى إليه من بيض ولبن وخميرة ومنكهات أن تتم صناعة الهريسة أو الإسفنجية، كما يتم باستخدام الطحين صناعة الزلابيا والمبروشة مع قليل من مربى المشمش أو غيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى