
صدم الوسط الفني المصري صباح الأربعاء بوفاة الفنانة نيفين مندور، التي رحلت متأثرة بالاختناق إثر حريق داخل شقتها السكنية في الإسكندرية. بينما أثارت مساعدتها جدلا واسعا بعدما كشفت أن وفاتها قد تحمل شبهة جنائية، وهو ما نفته الأسرة بشكل قاطع.
وذكرت المساعدة في تصريحات لموقع “القاهرة 24” المحلي، أن زوجها رجل الأعمال كان الشخص الوحيد الموجود معها لحظة الحادث وقد يكون وراء الواقعة، قائلة “الشقة ولعت في الإسكندرية وجوزها السبب علشان ياخد فلوسها، ومفيش حد غيره هو اللي معاها في البيت”.
وطالبت المساعدة بفتح تحقيق عاجل، مؤكدة أن الوفاة “ليست طبيعية”، وأضافت “أنا كلمت نقابة الممثلين وأبلغتهم بالواقعة”.
في المقابل، كشف أحد جيران نيفين مندور تفاصيل أخرى، موضحًا أن “نيفين مندور توفيت الصبح بعد حريق في شقتها، وكان معها زوجها والخادمة، ولكن هي الوحيدة التي توفيت، وصباحا بقي زوجها يصرخ ومنهار حتى يأتي أحد لإنقاذها لكن لم يستطيعوا بسبب الدخان الناتج عن الحريق”.
لكن أسرة الفنانة الراحلة نفت ما تردد من شائعات بشأن وجود خلافات أسرية أو شبهة جنائية وراء الواقعة. وأكدت أنها كانت تمر بظروف صحية دقيقة خلال الفترة الأخيرة، إذ خضعت مؤخرًا لعملية جراحية لتغيير مفصل الركبة، وهو ما تسبب في صعوبة حركتها بشكل ملحوظ، الأمر الذي حال دون تمكنها من النجاة أو الخروج السريع من الشقة وقت اندلاع الحريق.
وأوضح أحد أقارب الزوج، وهو يعمل معه بإحدى الورش بمنطقة الحضرة، أن زوج الفنانة رجل أعمال ميسور الحال ومعروف بحسن سيرته وارتباطه الشديد بزوجته، مشيرًا إلى أنه عقب نجاح العملية الجراحية التي أجرتها الراحلة، أقام الزوج وليمة كبيرة داخل إحدى الورش التابعة له، وفتح أبوابها للجميع دون تفرقة، في مشهد يعكس بحسب وصفه طبيعة الأسرة المعروفة بالكرم وحسن المعاملة.
وقد ارتبطت الفنانة نيفين في أذهان المشاهدين بدور ترك بصمة قوية في ذاكرتهم في فيلم “الي بالي بالك” مع النجم محمد سعد. وأثار الحادث موجة من الحزن على مواقع التواصل، حيث نعاها زملاؤها وجيرانها مشيدين بمسيرتها الفنية.
واشتهرت نيفين مندور بتجسيد شخصية “فيحاء” في فيلم “اللي بالي بالك” عام 2003، أمام الفنان محمد سعد، وهو الدور الذي منحها شهرة واسعة وجعلها واحدة من الوجوه المعروفة في السينما المصرية مطلع الألفية. حيث جسدت خلاله شخصية فيحاء، زوجة الضابط الذي تتبدل هويته مع شخصية “اللمبي”، التي قدمها الفنان محمد سعد.
حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وأصبحت شخصية فيحاء واحدة من العلامات المميزة في العمل، ما وضع نيفين تحت دائرة الضوء سريعًا.
وكانت آخر مشاركة فنية لها من خلال مسلسل “مطعم تشي توتو” عام 2006، قبل أن تبتعد لاحقًا عن الساحة الفنية. في وقت مبكر، لتعود سيرتها إلى الواجهة مجددًا بعد إعلان وفاتها في حادث مأساوي.
وتداولت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي سيرة حياتها.
وكشفت التحريات الأولية لضباط البحث الجنائي في الإسكندرية، عن أن وفاة الفنانة نڤين مندور، جاء بسبب التهام النيران لمحتويات غرفتها، حيث أصيبت باختناق وحروق في أماكن مختلفة بجسدها، فيما كان زوجها متواجدًا في الصالة الخارجية للشقة وقت الحادث، وحاول إسعافها لكنها فارقت الحياة عقب نقلها إلى المستشفى.
وعاينت النيابة الأربعاء، آثار حريق الشقة السكنية للوقوف على أسباب الحريق، الذي تسبب في مصرع سيدة تدعى نيفين محمد صلاح، 53 عامًا، والمعروفة فنيًا باسم “نيفين مندور”، بعد التهام النيران بعض محتوياتها.
وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث، وتقريري الأدلة الجنائية، والحماية المدنية، وأقوال شهود العيان، حول أسباب وملابسات نشوب الحريق، بعد أن تلقت السلطات بلاغا من الأهالي بنشوب حريق بالطابق الرابع بعقار مكوّن من 13 طابقًا، وأسفر عن مصرع سيدة، نتيجة تأثرها بالحريق.
وبانتقال الشرطة، رفقة سيارات الإطفاء والإسعاف إلى موقع البلاغ، تم السيطرة على النيران بإخمادها وتبريد آثارها، لعدم وصولها إلى الشقق المجاورة.
وتم إخلاء العقار من السكان لحين إخماد النيران، ونقل جثة الضحية إلى المشرحة وتحرر محضر إداري بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة، حيث تباشر التحقيق.
ووُلدت نيفين مندور عام 1972، ونشأت وهي تمتلك شغفًا واضحًا بالفن والتمثيل منذ سنواتها الأولى، بدأت خطواتها الأولى على خشبة المسرح المدرسي، ثم واصلت المشاركة في العروض الجامعية، حيث صقلت موهبتها واكتسبت خبرة مبكرة أهلتها للانتقال إلى عالم التمثيل الاحترافي.
ميدل إيست أون لاين



