«المومياء ذات الوشم» ترسّخ ريادة الفراعنة في عالم «التاتو»

تزيُّن النساء بالوشم طفرة يشهدها عالم الموضة والجمال هذه الأيام، يعززها تطور الأدوات الخاصة بذلك التي تزيد الوشم دقة وحرفية وجمالاً. لكن لا يبدو أن هذه الموضة حصر على الزمن الحاضر، إذ أظهر كشف أثري ريادة الفراعنة في عالم الوشم، بل كانوا أول من رسمه على أجساد النساء.

تلك الحقيقة باتت راسخة بعد إنهاء بعثة أثرية فرنسية دراسات دقيقة جرت على مومياء عُثر عليها العام 2014 أثناء حفائر في قرية العمال في دير في البر الغربي لمدينة الأقصر جنوب مصر.

«المومياء ذات الوشم» حسمت الأمر، ورسّخت حقيقة أن الفراعنة كانوا أول من رسم «التاتو» على أجساد النساء، فالوشم على جسدها حمل رسوماً لكائنات حقيقية بشكل لم يسبق له مثيل. وكانت جرت محاولات قبل سنوات لإثبات فرضية أن الفراعنة كانوا أول من رسم الوشم، لكنها لم ترقَ الى مستوى الحقيقة الراسخة، إذ اقتصرت على نقاط أو خطوط صغيرة فقط.

وأخضع خبراء في المتحف البريطاني قبل أعوام ثماني مومياوات لفحوص استدلوا منها على أن المصريين القدماء كانوا يرسمون الوشم على أجساد النساء، لكن تلك الوشوم لم تكن بدقة وحرفية «تاتو» المومياء ذات الوشم في الأقصر، والتي أعلنت بعثة من «معهد الآثار الفرنسي» في المدينة الأثرية نتائج الفحوص التي أجريت عليها.

المومياء هي الأولى التي تحمل 30 وشماً رُسمت على أجزاء متفرقة من جسدها، في الرقبة والظهر والكتفين والذراعين، لكنها هذه المرة وشوم واضحة ودقيقة بدرجة أكبر من مومياوات المتحف البريطاني.

دلّت الدراسات على أن المومياء تعود إلى امرأة عاشت في الحقبة ما بين 1070 و1300 قبل الميلاد، وكانت عند الوفاة في عقدها الثاني أو الثالث من العمر، ولم يُستدل على اسمها أو وظيفتها، لكن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري مصطفى وزيري رجّح أن تكون ذات شأن بسبب تنوُّع الوشوم التي رُسمت على جسدها ودقتها.

وكُشف في المومياء عن وشوم واضحة لزهرة اللوتس وأبقار وقردة البابون وأشكال أخرى. وعبّر وزيري عن اعتقاده بأن هذا التنوع يدل على المكانة الدينية الرفيعة لـ «مومياء الوشم». وقال مدير البعثة الفرنسية في الأقصر سيدريك جوبيل، إن الخبراء استخدموا أحدث التقنيات للكشف عن تفاصيل هذه الوشوم، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تُكتشف فيها وشوم على أجساد مومياوات فرعونية، لكنها المرة الأولى التي يُعثر على وشوم مرسومة بطريقة منتظمة وموزعة بطريقة متساوية في الجزء العلوي من جسم امرأة، لافتاً إلى أنه عُثر عليها في مقبرة تخص أحد العمال في دير بالمدينة يدعى آري نفر الذي كان عاش في عهد الملك رمسيس الثاني.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى