صحة ورشاقة

النشاط البدني والتغذية الصحيحة من أبرزها.. كيف نرتقي بجودة الحياة؟

يؤثر نمط الحياة الذي نتبعه، بما في ذلك التغذية السليمة والنشاط البدني ومستويات التوتر وعادات النوم، على مدى جودة الحياة التي نعيشها، وبشكل كبير. ولكن، يكفي القيام بتغييرات بسيطة في الروتين اليومي لتحسن حياتنا للأفضل. لمعرفة ما هي هذه التغييرات الواجبة لنمط حياة مثالي، التقت «سيدتي» الدكتورة ربى نعمان، المتخصصة في التغذية الإكلينيكية، أستاذة مساعدة في قسم التغذية الإكلينيكية، كلية العلوم الطبية التطبيقية، جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

ما هي جودة الحياة؟

من أبسط تعاريف جودة الحياة بأنها الدرجة التي يتمتع بها الفرد بصحة جيدة وقدرته على الاستمتاع بحياته. وما نسعى إليه جميعاً، هو أن نعيش حياة سعيدة وصحية مع أحبائنا. لا تقتصر جودة الحياة على الحالة البدنية للفرد فقط، فهي تشمل أيضاً الحالة العقلية والاجتماعية. هناك عدة عوامل لها تأثير كبير على جودة الحياة، والتي يمكن تعديلها للأفضل. ويعتبر اتباع نمط حياة صحي، مع ما يشمله من تغذية صحية، وممارسة النشاط البدني، والنوم، من أهم العوامل المؤثرة على جودة حياتنا.

الصحة والوقاية من الأمراض

ما هو دور التغذية الصحية في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض؟

الطعام هو غذاء الجسم، وهو أحد العوامل الأساسية للحفاظ على الصحة. فإذا كنت تتناولين طعاماً صحياً، سيعمل جسمك بشكل جيد. ولكن إذا كنت تعرّضينه لطعام غير صحي بشكل كبير، كتناول الوجبات السريعة، أو اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الملح أو السكر أو الدهون، فلن يتمكن جسمك من القيام بعمله بالشكل السليم.

ما هو تأثير النظام غير الصحي على الجسم؟

يشير عدد كبير من الأبحاث إلى وجود علاقة بين استهلاك نظام غذائي غير صحّي وزيادة احتمالية الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض. بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكّري. ويرجع هذا إلى افتقار هذا النوع من الأنظمة الغذائية إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يؤدي إلى التأثير سلبياً على وظيفة الجهاز المناعي، وهذا يجعل الجسم أكثر عرضة للإجهاد التأكسدي والالتهابات، وفي النهاية يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض.

تحسين النظام الغذائي
كيف يمكن تحسين النظام الغذائي بشكل سهل؟

إنّ اتباع نظام غذائي صحّي هو أسهل بكثير مما تتوقعين. يحتاج جسمك إلى عدد من العناصر الغذائية اللازمة للدفاع ضد الأمراض. وهذا يمكنك تأمينه من خلال اتباع نظام غذائي متنوّع، كحمية البحر المتوسط، التي تعتمد على إضافة بعض الأطعمة الصحية، بما في ذلك التركيز على تناول الفواكه والخضروات الملوّنة، والحبوب الكاملة والألياف، والمكسرات والبذور، والبقوليات، والأعشاب والبهارات، والدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، والأسماك، وجعلها أساس نظامك الغذائي. أما الكربوهيدرات المكرّرة الموجودة في الخبز، والمشروبات المحلاة بالسكر، والدهون المشبعة، والحلويات، واللحوم الحمراء، والأطعمة المصنّعة، فعليك التقليل من تناولها، وليس حرمان نفسك منها. كما أن المحافظة على الوزن الصحي تقلل الالتهابات وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

النشاط البدني
ما أهمّية النشاط البدني للحفاظ على صحة الجسم؟

ممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة تعدّ من أهم العوامل تأثيراً على صحة الجسم. والابتعاد عن ممارسة هذا النشاط يرتبط بزيادة الوزن والالتهابات. وقد أظهرت الأبحاث إلى أن أولئك الذين يقضون أكثر من 23 ساعة في الأسبوع في حالة جلوس وخمول، مقارنة بأولئك الذين يقضون أقل من 11 ساعة في هذه الحالة، لديهم خطر أكبر بنسبة 64 % للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

ما الأمور التي يمكن اتباعها لتحفزنا على ممارسة النشاط البدني؟

اجعلي هدف ممارستك للتمارين الرياضية هو الشعور بالمتعة والحفاظ على الصحة وليس فقط إنزال الوزن. حاولي أن تتبعي عادات تحفز النشاط والحركة، واجعليها جزءاً مهماً من روتين يومك، كالمشي بانتظام، والجري والسباحة. التنويع في ممارسة التمارين الرياضية مهم أيضاً ويساعد على التقليل من الملل.

كيف يؤثر التوتر والإجهاد المستمرين على الصحة؟

عند التعرّض للتوتر، يبدأ الجسم بإنتاج المزيد من هرمون الأدرينالين، والكورتيزول، مما يسبّب تسارع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، ويزيد الشعور بالقلق. وبالتالي فالتوتر المستمر قد يجعل الجسم غير قادر على التعافي من تأثير هرمونات التوتر عليه، فيزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات المرضية، مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض ألزهايمر والاكتئاب والقلق، ومشاكل الجهاز الهضمي، وأمراض المناعة الذاتية، وزيادة الوزن.

كيف يمكن التقليل من التوتر والإجهاد؟

يجب الحدّ من التوتر في روتينك اليومي. امنحي نفسك الوقت الكافي لاستكشاف طرق أو وسائل تحفز على الاسترخاء، مثل التأمل، أو التنفس العميق، أو الكتابة، أو ممارسة الرياضة. كما أن الحصول على الساعات الكافية من النوم، والابتعاد عن الكافيين ليلاً، يساعد على ذلك. حاولي أيضاً أن تمارسي نشاطاً تستمتعين به، وهذا قد يساعدك على إيجاد التوازن الذي تتطلعين إليه في حياتك.

هل نقص النوم مرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض؟

الحصول على القسط الكافي من النوم مرتبط بشفاء وإصلاح الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، وبدون آلية التنظيف الليلية هذه، يمكن لتوازن الجسم الداخلي أن يتعطل، ما يؤدّي إلى خلل وظيفيّ ومرض في نهاية المطاف. كما أشارت الدراسات العلمية أنّ الأشخاص الذين يعانون من نقص في النوم، معرّضون لزيادة في احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة 83-47 %، وأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، والاكتئاب.

كيف يمكن تحسين جودة النوم؟

حاولي أن تنامي من 7 إلى 8 ساعات على الأقل في الليلة. إذا كنت تواجهين مشكلة، فحاولي تجربة روتين الاسترخاء الليلي، ويشمل تعتيم الأضواء، والاستحمام بالماء الساخن، والاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة، وإطفاء الشاشات والإلكترونيات قبل ساعتين من وقت النوم. كما أن لتناول الأطعمة الدسمة المرتفعة الدهون والسعرات الحرارية قبل وقت النوم مباشرة، دوراً في التقليل من جودة النوم. لذلك ينصح بالتوقف عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل. أما إذا كنت تحصلين على عدد ساعات النوم اللازمة، وما زلت تعانين من الإرهاق باستمرار، فقد يكون هناك احتمال وجود مشكلة أساسية تتطلب منك استشارة طبيب متخصص.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى