نوافذ

النصب والاحتيال

مقبل الميلع

سان فرانسيسكو ــ لا بد أن غالبية الناس قد مروا بتجربة سلبية بممارسة فرد أو جماعة لعملية النصب والاحتيال عليهم، ذلك لأن هذه الآفة متواجدة في كل المجمعات، كونها تدر مالا أو مكاسب أخرى وكي تتم عملية النصب أو الاحتيال تحتاج إلى توافر بعض الشروط من بينها :

ذكاء النصاب أو المحتال وسذاجة الضحية وسيطرة الطمع عليها.

وقد سمعت عن الكثير من الحالات التي تُسلم الضحية نفسها للنصاب وتقع في براثنه، وانتشرت في السنوات الماضية ظاهرة تشغيل مبلغ من المال لدى احدهم بربح يتجاوز العشرين بالمئة، حيث يعطي النصاب هذه الأرباح الوهمية من رأس المال المودع لمدة سنتين أوثلاث وتكون الضحية مطمئنة، بل وتسعى لجلب زبائن للنصاب بإقناعهم أن رجل الأعمال (النصاب) ذكي وشاطر بإدارة الأموال واستثمارها، وهو يدفع في الموعد المحدد سنويا فتنتقل عدوى الطمع الى الأقارب والأصدقاء، فمنهم  من يبيع ذهب زوجته ليقدمه الى المحتال الذي حين يجمع اكبر قدر من المال يفر هاربا خارج البلاد!

أما وسائل الاحتيال فهي متعددة، منها تقديم بيانات غير صحيحة للحصول على قرض مثلا أو الاحتيال عبر الهاتف بتلقي مكالمة هاتفية يدعي المتكلم أنه من جهة رسمية كإدارة الضرائب وأن على العميل مبلغا كبيرا من رسوم الضرائب إن لم يسددها تصادر أملاكه وأنهم يكلمونه من اجل مصلحته وتقديم خدمة له إما بتخفيض المبلغ حال دفعه خلال 24 ساعة أو يسهلون السداد من خلال تقسيط المبلغ على دفعات فيخاف العميل ويباشر بالدفع.

ومن الطرق السهلة والسريعة سرقة بيانات البطاقة الائتمانية واستخدامها أومعرفة بيانات البطاقة الشخصية والتصرف بها وقد سهل الأنترنيت والتكنولوجيا الحديثة الحصول على بيانات الأفراد والاستفادة منها في عمليات الاحتيال عبر الشبكة.

أيضا يلجأ بعض المحتالين الى تزوير وثائق رسمية لتسهيل معاملة هجرة مثلا اونقل ملكية عقار وقد يساعد الفساد والرشاوى بإتمام العملية قبل أن تنكشف .

صحيح أنه يمكن للمتضرر تقديم شكوى إلى الجهات القضائية بدعوى احتيال أو تشغيل أموال خارجة عن القانون،  لكن عملية استرجاع الحقوق ستطول، وربما لن تجدي، لأن حبال المحاكم طويلة وقد تنتهي بعض القضايا بتقادم الزمن.

إن الجدار المتين للحماية من الوقوع في فخاخ النصابين هو بالوعي والابتعاد عن الطمع والحرص على المعلومات الشخصية وعدم الثقة بأي شخص دون المعرفة الأكيدة به، وخاصة ما يتعلق بتداول المعلومات عبر وسائل التواصل التي قد تؤدي إلى كوارث مالية .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى