النفط يتراجع مع نمو الصادرات وقوة الإنتاج الأميركي
انخفضت أسعار النفط أمس، وتتجه لتكبد خسارة أسبوعية متأثرة بارتفاع صادرات «أوبك» وقوة إنتاج الولايات المتحدة. وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» بسعر 51.61 دولار للبرميل بما يقل 40 سنتاً عن الإغلاق السابق. ويتجه الخام صوب الهبوط أكثر من 1.5 في المئة على مدى الأسبوع. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 40 سنتاً إلى 48.63 دولار للبرميل، وتتجه للنزول ما يزيد قليلاً على اثنين في المئة على مدى الأسبوع. ويشير محللون إلى أن الأسعار تعرضت لضغوط جراء ارتفاع الإنتاج وإن كانت قوة الطلب حدت من الخسائر.
وأعلن بنك «باركليز» أمس إن أسعار النفط قد تشهد تصحيحاً نزولياً في الربع الحالي لأن العوامل التي دعمت الأسعار في تموز (يوليو) لن تستمر، ومن بينها ظروف الاقتصاد الكلي المؤاتية والنمو الموسمي للاستهلاك وانخفاض المخزون والاضطرابات الجيوسياسية.
وأفاد بنك الاستثمار في مذكرة، بأن موجة الصعود التي شهدتها الأسعار في الآونة الأخيرة ترجع إلى تقلص مراكز البيع لا إلى دخول مراكز شراء جديدة للسوق. وأضاف «العوامل الأساسية تظل غير مستقرة هذا الربع. لذا نرى أن أي صعود يأتي قبل أن يشهد المخزون مزيداً من الخفوضات الجوهرية لن يدوم طويلاً».
وأبقى البنك على توقعاته لخام «برنت» في الربع الثالث عند 49 دولاراً للبرميل. لكن إذا شهد الربع الأخير عوامل مثل استمرار انخفاض المخزون وانضباط «أوبك» في مستويات الإنتاج وتراجع إنتاج فنزويلا، فإن أسعار «برنت» قد ترتفع إلى 54 دولاراً للبرميل.
ويتوقع البنك أن يبلغ متوسط سعر «برنت» 52 دولاراً للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 49 دولاراً عامي 2017 و2018.
وبينما تقود «أوبك» جهوداً لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً بالتعاون مع بعض المنتجين المستقلين مثل روسيا، زادت صادرات المنظمة في تموز (يوليو) إلى مستوى قياسي وفقاً لتقرير «تومسون رويترز» لبحوث النفط. وبلغت في تموز 26.11 مليون برميل يومياً بزيادة 370 ألف برميل يومياً جاء معظمها من نيجيريا. وفي الولايات المتحدة، بلغ الإنتاج 9.43 مليون برميل يومياً مسجلاً أعلى مستوياته منذ آب (أغسطس) 2015.
وسبق للحكومة النيجيرية أن أعلنت أول من أمس، أنها ستقونن أوضاع مصافي النفط الصغيرة غير القانونية في المركز النفطي للبلاد بدلتا النيجر بحلول نهاية السنة، وستمدها بالخام بأسعار معقولة في استجابة لطلب من زعماء المنطقة.
وأوضح البيان أن كل ولاية من ولايات دلتا النيجر ستتسلم مصفاتين وفقاً للشروط والمعايير، على أن تبدأ العمل في الربع الأخير من السنة.
وتجري الحكومة محادثات مع زعماء دلتا النيجر منذ العام الماضي لإنهاء هجمات المتشددين على المنشآت النفطية التي أدت إلى خفض إنتاج نيجيريا بواقع 70 ألف برميل يومياً لأشهر عدة خلال العام الماضي.
إلى ذلك، أكدت شركة «بتروفاك» لخدمات حقول النفط أن مشروعاً مشتركاً مناصفة مع «سامسونغ» للهندسة فاز بعقد تبلغ قيمته بليونا دولار من مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في سلطنة عُمان. وأشارت الشركة التي تركز على منطقة الشرق الأوسط إلى أن العقد البالغة مدته 47 شهراً يتضمن الأعمال الهندسية والإنشائية والمشتريات وبدء العمليات لكل الوحدات في الدقم. ويتم تشييد المصفاة، وهي جزء من المنطقة الاقتصادية الحرة الخاصة بالدقم، على مساحة تزيد على ألفي فدان ومن المتوقع أن تبلغ طاقتها التكريرية 230 ألف برميل يومياً من النفط عند استكمالها.
في سياق منفصل، لفتت «وكالة الأنباء الإماراتية» (وام) إلى أن «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) تدرس مجموعة من خيارات لشراكات التمويل، بما فيها التمويل بالاقتراض، لدعم جزء من أنشطتها لتعزيز النمو الذكي والتوسع المستدام للأعمال، وأن الشركة تتواصل مع عدد من المصارف لدراسة ترتيب قرض بقيمة تقارب 5 بلايين دولار.
وسبق لـ «أدنوك» أن أعلنت أنها تدرس خيارات تمويل لأصول محددة في مجال الخدمات والبنية التحتية، بما في ذلك احتمال إصدار سندات في أسواق رأس المال، وكذلك إدراج حصص أقلية في بعض الشركات، مؤكدة أن هذه الخطوة ستقتصر على شركات الخدمات ولن تشمل «أدنوك» أو أي من الشركات العاملة الأساسية.
صحيفة الحياة اللندنية