وساطة المصرية لاحتواء التصعيد في غزة تصطدم برفض إسرائيلي
رفضت إسرائيل وساطة مصرية للتهدئة وخفض التصعيد العسكري في غزة، فيما شدد مسؤولون في الدولة العبرية على التمسك بتوجيه ضربة قاضية لحماس قبل التفكير في أي وقف لإطلاق النار في حين حذرت القاهرة من مزيد تدهو الأوضاع في المنطقة، مدفوعة بمخاوف من موجة نزوح جماعي للفلسطينيين من القطاع إلى سيناء.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “بلاده تكثف اتصالاتها لاحتواء الموقف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتجنب مزيد تدهوره”.
بدوره قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الأربعاء إنه طلب من مصر لعب دور نشيط في تأمين تحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة.
وأضاف تاياني للصحفيين خلال زيارة إلى القاهرة أن”مصر دولة يمكن أن يكون لها دور مهم في وقف التصعيد”.
وتابع “وجدت آذانا صاغية لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما طلبت منه بذل قصارى جهده في الحل الصعب جدا لقضية الرهائن وخاصة النساء والأطفال وكبار السن”.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الأربعاء إن بلاده حريصة على استمرار فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لتقديم المساعدات الإغاثية للقطاع.
وأوضح شكري “أشقاؤنا الفلسطينيون في معاناة بسبب نقص الخدمات الأساسية مع قصف إسرائيلي مستمر في القطاع”.
وشدد على “استمرار تواصل مصر مع طرفي الصراع وشركائنا في المجتمع الدولي لتأكيد أهمية احتواء الأزمة ومراعاة الأضرار الإنسانية على المدنيين في القطاع”.
وأضاف “مصر حرصت على استمرار فتح معبر رفح لتوفير المساعدات الإنسانية وسوف تستمر وتقدم كل الدعم الإنساني اللازم لأبناء الشعب الفلسطيني”.
بدوره ذكر متحدث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عدنان أبوحسنة أن “قطاع غزة سيشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم تفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية من مواد طبية وأغذية ومياه”.
وحذرت مصر هذا الأسبوع من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى نزوح سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى الأراضي المصرية.
قال مصدران أمنيان مصريان اليوم الأربعاء إن مصر ناقشت خططا مع الولايات المتحدة ودول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية عبر حدودها مع قطاع غزة، لكنها ترفض أي تحرك لإقامة ممرات آمنة لعبور اللاجئين النازحين من القطاع.
وذكر المصدران، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، أن المساعدات ستمر عبر معبر رفح الحدودي بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، مضيفين أن قطر وتركيا شاركتا أيضا في المناقشات.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد قال في وقت متأخر من الثلاثاء إن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع إسرائيل ومصر حول فكرة الممر الآمن للمدنيين في غزة.
وتفرض مصر منذ فترة طويلة قيودا على تدفق سكان غزة إلى أراضيها حتى خلال أعنف الصراعات.
وقالت أميرة أورون سفيرة إسرائيل لدى مصر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن إسرائيل “ليس لديها أي نوايا فيما يتعلق بسيناء ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك.. سيناء هي أرض مصرية”.
ودائما ما تصر مصر على أن يحل الطرفان الصراعات داخل حدودهما، قائلة إن هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين من خلاله ضمان حقهم في إقامة دولتهم.