اليوم العالمي للقصة : سورية بلا قصص

دمشق ــ خاص :

توقع أحد الكتاب السوريين أن تؤدي الحرب التي يعيشها السوريون إلى إنتاج قصصي جديد ضمن ظهور كتابات جديدة تنتجها الحرب، وقد مر اليوم العالمي للقصة، الذي يصادف الرابع عشر من شباط مرور الكرام في سورية ، فقد انهزمت القصة أمام عيد الحب الذي كان الاهتمام فيه أكثر بكثير من أي نشاط اجتماعي أدبي رغم تراجع المظاهر الاحتفالية العامة بهذا العيد..

فوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب يحثان الخطا على تفعيل الحالة الثقافية في سورية في قلب الحرب المتوحشة على السوريين، ولكن هذه الحرب أقوى من الرغبات على ما يبدو، فكانت تفجيرات الأحد الماضي الدموية على حي الزهراء في حمص وحي السيدة زينب في دمشق، ستار حزن جديد يرخى على كل فن سوري يريد أن يتوالد بشكل طبيعي..

وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت دمشق تظاهرة (( الأدباء الشباب “أدب. وطن. نقد” )) التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق إضافة إلى احتفالية بسيطة في المركز الثقافي في طرطوس عن القصة ..

في تظاهرة الأدباء الشباب نافست القصة الشعر، ومع ذلك لم تنفرد القصة في تألقها رغم وجود مواهب شابة كثيرة طرحت نتاجها على المنبر الذي أقيم لهذه الغاية في المهرجان ، أما في طرطوس فقد حملت الندوة المتواضعة عنوانا يقول : «تطوّر القصة في سورية» شارك فيها الأديبان غسان كامل ونوس ومحمد أبو معتوق، وأدار الندوة الشاعر صالح سلمان، وتركزت محاور الندوة كالعادة على التعريف بفن القصة ورموزه ومراحل تطور السرد القصصي، وكاد يغيب الفن القصصي في تجدده.

والغريب أن الحديث عن القصة لم يركز إلا على المرحلة المعروفة التي أظهرت قامات أدبية سورية راوح عندها الإعلام والنقد ، فقد عاد القاص محمد أبو معتوق إلى مطلع القرن الماضي ليقول إن القصة بدأت باستحياء مترسمة خطا القاصين المصريين الأوائل والترجمات، ثم ما لبثت أن شكلت من خلال أعلام القصة السورية ظاهرة لافتة، وكان من أبرز رموزها وأكثرهم تأثيراً في الساحة السورية والعربية القاصون: «عبد السلام العجيلي، حنا مينا، وليد إخلاصي، وحيدر حيدر ومن ثم حسيب كيالي وسعيد حورانية».

وفي تراجع واضح عن أمام تقديم النص السوري الجديد بأبعاده وآفاقه، ذهب الكاتب غسان كامل ونوس إلى السرد ليؤكد أن الرواية والقصة تنتميان إليه ، فتوقف عند مراحل تطور القصة، في مطلع القرن الماضي، ثم في السبعينيات والثمانينيات ليصل إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث جاء عصر الحاسوب، فتضاعفت الهوامش المتاحة واستسهل الكثيرون النشر بأعداد محدودة من النسخ مع ازدياد تكلفة الطباعة، ولم يعد على الكتابة والنشر رقيب، حتى بتنا نرى الكثير من النصوص بأخطاء نحوية وبنائية، وقد أدى إلى تشوه في الذائقة وأساء إلى الجنس الأدبي والأدب عامة.

أما عن مرحلة الحرب فوصفها بأنها مرحلة مهمة حدثت فيها تغيرات هائلة سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية، وانتكاسات حضارية وخيانات واختلاطات على مختلف الصعد، إضافة إلى انحسارات هائلة نتيجة العدوان في سورية، المتعدد الأشكال والجهات والسلاح والغايات،وتوقع غسان كامل ونوس أن يؤثر ذلك على الكتابة بشكل عام ومن بينها الكتابة القصصية.

وفي تغطية صحفية لندوة طرطوس نقلت الصحفية ثناء عليان في تقريرها المنشور في صحيفة تشرين، وهي الوحيدة التي غطت فعالية طرطوس، نقلت عن الكاتب القصصي غسان ونوس أن القصة القصيرة جدا ظهرت في التسعينيات، حيث ضجت بها الصحافة والمنابر الثقافية، والإعلامية، وأقيمت المهرجانات ابتداءً من عام 2000، لكن بريقها بدأ يخف بعد أن صدرت مجموعات، وقصص متفرقة في مجموعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى