انتبه .. أن تقع !
يتسابق بعض الناس لالتقاط أخطائك وتصيد هفواتك أو حتى تخيلها وابتكارها وتصميمها رغبة منهم باثبات انك لست جيدا كما يقول عنك البعض الأخر، وأنك سيّء بما يكفي ليشعروا ان لا احد جيد وليسوا هم وحدهم السيئون!
نعم يا سادة يا كرام..
فسياسة الانتقاد والتفشيل والتسخيف سياسة موجودة منذ ان خلق الله أدم في جنته الموعودة عندما سقطت ورقة التوت وبدأ آدم وحواء بانتقاد ولوم بعضهما، وبحث كل منهما عن البرهان والدليل القاطع ان اللوم يقع على الآخر في حالة التعري والانزلاق التي وقعا بها … وهو الضحية البريء … السلبيات في شريكه ليبرر لنفسه انه محق وهو البريء والآخر مخطئ ..
تطورت الحالة مع مرور الزمان والانسان لتصبح جينة تتوارثها الأجيال.. !!
جينة الانتقاد والتفشيل والبحث عن السلبيات في اَي شيء وكل شيء .. جينة فاضحة واضحة ..
فمهما كان الانسان ناجحا ومُبدعا وقدم الكثير لمجتمعه ولمن حوله ، تظهر كلمة .. (( بس )) أو (( لكن … )) بالفصحى … نعم هو انسان مميز وجيد ورائع وقدم كذا وفعل هذا .. ولكن ….. !! املأ الفراغ بما تراه مناسبا من كلمات وتعابير تسيء له شخصيا أو لعائلته .. هذه الـ ( لكن ) هي الجينة التي يعمل البعض على التخلص منها وتشذيبها وتهذيبها من منطلق يجب التركيز على الايجابيات والنقاط المضيئة في حياة أي شخص لسببين ..
أولا : لا يوجد إنسان كامل فالكمال لله .. وكل إنسان عنده ايجابيات وسلبيات .. ولكن هناك إنسان يسعى ويحاول أن يصنع الخير ..
والسبب الثاني أن الدعم والتشجيع والتركيز على ايجابيات الشخص تدفعه للتطور والابداع .. والاضاءة على السلبيات بأسلوب راق محترم تجعله يعمل على التخلص منها أو تحسينها .
أما حالة الانتقاد المستمر والتفشيل والتسخيف فتدفع الانسان الى التقوقع واليأس والسلبية ..وتحول المجتمع الى مجتمع خمول متخلف مليء بالأحقاد والحساسيات ، ويتوقف الانسان عن الرغبة في التطور والابداع والابتكار خوفا من النقد والتجريح والإساءات .. وعليه يعيش الجميع ضمن حلقة مغلقة خائفة خانقة ، ويتراجع المجتمع وتضعف الروابط والعلاقات .
لذلك يا صديقي لا تقلق .. فإذا مدحك البعض وذمك آخرون فلا تقلق ولا تتوقف عن ما انت مقتنع أنه جيد ومفيد .. وعبر عن رأيك دون خوف من الانتقاد والثرثرات .. فبهذه الطريقة وحدها يمكننا التخلص من جينة تكبح تطورنا وتعيدنا للوراء.