انفتاح اتحاد الكتاب على الكاتب السوري : الروائي خليل صويلح يكسر عزلته
كسر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في سورية من خلال ندوته الأخيرة عن رواية (عزلة الحلزون) العزلة القائمة بين الكاتب الروائي خليل صويلح، ومنظومة الاتحاد المنتقدة من قبل عدد من الكتاب الذين لا ينضوون في صفوفه.
وقد شكا رئيس الفرع محمد الحوراني خلال إدارته للندوة علانية من آراء استهجنت استضافة الكاتب المذكور!
وفي المداخلات التي قدمت أيّد كثيرون هذا النوع من الانفتاح باعتباره أرضية لعقل جديد في الثقافة السورية تحتاجه البلاد وهي تتجاوز طريق الحرب الصعبة بخطوات واثقة.
وفي النشاط المذكور ، احتشد عدد من النقاد والصحفيين على المنصة لإبداء الرأي في العمل الروائي المميز (عزلة الحلزون) للكاتب صويلح، وكان بين هؤلاء الكتاب:
الناقد نذير جعفر، والناقد سامر محمد اسماعيل ، والكاتب عماد نداف، والكاتبة مروة ملحم ، والشاعرة سمر التغلبي ، إضافة إلى مداخلات من قبل الكتّاب: قحطان بيرقدار، إيمان شرباتي، أيمن الحسن، هيلانة عطا الله، خليفة عموري، أحمد الرفاعي…
وقد امتدت الندوة أكثر من ساعتين، اكتفى فيها خليل صويلح بتعليق مقتضب شكر فيها كل المتحدثين.
وقد غطت وكالة سانا السورية هذه الفعالية، فقالت إن “رواية الحلزون للأديب خليل صويلح وما تثيره من أسئلة إضافة إلى ما فيها من تقنيات كتابية هي أحد أهم الروايات السورية خلال سنوات الحرب”
وفي موقع اتحاد الكتاب العرب نقرأ من مداخلة الناقد نذير جعفر: إن الرواية توغل في العمق متلمسّةً الدوافع الخفية لنزعة القتل والتوحّش والثأر الكامنة في سلالة طويلة من الأسلاف الذين أورثوها لأحفادهم، كاشفةً عن أشكال من تزوير التاريخ وتزييف وقائعه والاعتداء على أمهات الكتب والمخطوطات عبر الحذف والإضافة بما يتناسب مع سياسة المنتصر الأقوى أو مع المزاج العام الذي يسود عصراً دون غيره أو مع متطلبات الناشر ومواقفه ورؤيته الشخصية الضيقة ومصالحه. وفي هذا السياق يطرح الراوي إشكالية اللغة بوصفها تضليلاً وفخّاً لتسويق منظومة (الإطراء والتفخيم والتعظيم) لمن لا يستحقها، وإقصاء من يستحقها سواء أكان من ذوي الشأن في الحكم أو القبيلة أو العشيرة أو الطائفة، أو من المفكرين والفلاسفة والمؤلفين، مما يرسخ الاعتقاد لدى الراوي بأن التاريخ الرسمي ليس سوى حزمة افتراضات إن لم يكن سلسلة أكاذيب أو وقائع حدثت بالفعل.
وقد انتبه الناقد سامر محمد اسماعيل في مداخلته إلى أن خليل صويلح لا يذهب في روايته الجديدة إلى نبش قبور الأسلاف، بالقدر الذي يبحث في هويات مشوّشة تتخلّلها مستويات عدة من السرد. الأول يختص بشخصية ميخائيل جبران- اسم مستعار الذي يعمل مدققاً لغوياً في دار نشر وموقع إلكتروني، فتحيلنا المخطوطات التي يقوم بتنقيحها إلى مستوى آخر يختصّ بمقص الرقابة الذي يطلب من جبران حذف مقاطع منها، أو القيام بإعدادها كما تجري العادة لتتوافق مع ذهنية الرقيب وسياسته. سيرة الأسلاف هنا، تأتي تاريخ رواة لا تاريخ نظر وتدقيق وعلم بالأسباب، لتعمل الحبكة الروائية على إعادة تجميعها والتنقيب في مفارقاتها الصادمة، بعيداً من قيم الاعتزاز والمكابرة، بل في السعي إلى إخضاعها لمونتاجية وثائقية عالية.
وينقل اتحاد الكتاب عن الكاتب عماد نداف قوله: إن بطل رواية عزلة الحلزون هو من الثلث الرابع في المجتمع، نص خليل صويلح الآسر هو نوع من النصوص المجنونة الَّتي تحاكي زمن المرارة الَّذي نعيش فيه، تم طبخه بنوعين من الكتابة الواقعية، واحدة تفكك الخيط من كبكوبة الصوف الَّتي لعبت بها قطةُ الحرب، والثانية واقعية سحرية لابد من الوقوف عندها والاعتراف بخصوصيتها المبهرة”.
وتقول مروة ملحم في مداخلتها: لا أعتقد أن هناك وصفاً يطابق المثقف السوري اليوم أكثر من وصف الحلزون، في الرواية يعيش البطل حياته الحلزونية الدبقة بين الكتب المهترئة محاولاً مصادقة التاريخ لوضعه في وجه الحاضر، فيستطيعان تبيان تضادهما وفكفكة عقد الواحد الآخر، لكن بلاغة الماضي تستمر في إفحام الحاضر الغارق في الركاكة التعبيرية والأكاذيب والشخصيات المزورة.
وتتساءل إيمان موصللي في مداخلتها: وظف الكاتب صويلح في روايته تقنية (الفلاش باك) في معظم فصول روايته، وما تحمله الحكاية في مجتمع متناقض مع نفسه ومتقوقع على نفسه، وذلك من خلال سرد تاريخ أسرة الهلالي وما فيها من حقائق وهمية ومناقب خيالية وأبطال لا وجود لبطولاتهم. وقالت : إنه الماضي والحاضر حين يكتملان في مشهد ويتشابهان في آخر ثم ينفصلان في نقطة الحقيقة الفاضحة والكاشفة لزيف تاريخ كامل ونسف حقائق وأحداث مفصلية في تراثنا وموروثنا ومعايير أخلاقية وتقليدية شكك بها كلها خليل صويلح بكل جرأة وذكاء، رغم كل الألم والعزلة والضياع بين الماضي والحاضر والأحداث الَّتي عشناها مع ميخائيل.
أما سمر تغلبي فهي ترى في مداخلتها أن عزلة الحلزون عنوان مثير لرواية إشكالية أخذ كاتبها على عاتقه المغايرة في الأسلوب والمضمون والغاية وحتى في اللغة…