انقلاب السحر على الساحر

 

خاص باب الشرق

 مع بداية كل عام تبدأ التحضيرات للمسلسلات التي تعرض في شهر رمضان المبارك و الإستعداد لها و بذل كل الجهود فيها للظهور بنتائج رائعة لرفع أسهم الشركة المنتجة وتحقيق أرباح لها ولزيادة شهرة الممثلين العاملين فيها ، وقبل الشهر الفضيل مباشرة تبدأ الإعلانات عن هذه المسلسلات ببروبغاندا كبيرة للفت الأنظار إليها وشد المتابعين لها ليبدأوا بتحديد ما سيتابعونه والتحضر له.

و الآن ومع اقتراب شهر رمضان الكريم من نهايته وبالتالي نهاية المسلسلات المرافقة له  بدأت تتوضح معالم الناجح جماهيريا  وفنيا عن غيره  إلا أن اللافت هذا العام هو إختصار بعض المسلسلات في منتصف الشهر ومن هذه المسلسلات مسلسل الساحر الذي قام ببطولته الممثل السوري عابد فهد  وكان هذا  كفيلاً بأن يكون الإختيار الأول للمشاهدة والسبب يعود إلى أن أدواره في المسلسلات التي قام بالعمل بها في المواسم السابقة كانت دائما من المسلسلات الناجحة والمهمة ، إلا أن المتابعين شعروا بخيبة  أمل كبيرة، فقد كانوا يأملون بأن تكون قصة المسلسل مختلفة عن سواها من القصص خاصة مع البداية المليئة بالتشويق في الحلقة الأولى فشعر المتابع للحظة أن هذا العمل سيكون الأكثر تميزا هذا الموسم لكن مع الأسف عند دخول الحلقات تباعا بدأ المشاهد يشعر ببرودة الاحداث و أن الحبكة دائما ما تكون ناقصة وغير متسلسلة  بطريقة تشد المشاهد، وقد صرحت كاتبة العمل والسيناريست سلام كسيري لإذاعة “شام اف ام” أنها كانت قد كتبت أكثر من نصف عدد الحلقات قبل أن تصادفها ظروف صعبة إضطرتها لترك العمل وعدم قدرتها على إتمامه لنهايته  ليتسلم بعدها كاتب آخر لمنتجة الحلقات وإعادة صياغتها بأسلوبه مع إبقاء فكرة القصة التي قامت بتأليفها.

فكرة المسلسل في جوهرها  كانت ملفتة وجديدة ولم يسبق أن قُدم عمل عن هذا الموضوع في درامانا المحلية والتي تدور حول شاب لاجئ  تقوده الأحداث بالصدفة ليتقمص دور منجم و عراف بعد إلتقائه مع إحدى سيدات المجتمع المخملي التي بدورها فتحت له آفاق التعرف على صديقاتها من ذات الطبقة واللاواتي دفعوه للتعرف على بعض رجالات السياسة ، لكن ما أن وضعت هذه المشاهد أمام الشاشة بتركيبتها وحبكتها الدرامية حتى ظهرت عليها علائم الضعف والبرودة وعدم قدرتها على شد المشاهد لها وإقناعه، وبدت المشاهد التمثيلة باردة و غير منسجمة  واختلط الخاص بالعام فالمراحل المتسلسلة التي مرت بها كانت غير مقنعة للمشاهد وغير  كفيلة بجذب إهتمامه لمتابعة ما تبقى من الحلقات ليفاجئ بعدها بنهاية المسلسل عند الحلقة السابعة عشر و الإعلان أن هناك سيكون موسم آخر.

لكن و للإنصاف نقول أن مقارنة مسلسل الساحر مع أي عمل آخر تقع  في غير مكانها الصحيح لعدة أسباب منها عدم إكتمال المسلسل بالحلقات الكاملة والتي ستحمل التقييم النهائي عنه، ومن ناحية أخرى  بسبب الظروف التي رافقت تصويره، فالعمل كان يصور في لبنان و من المعروف أن دولة لبنان عانت منذ بداية السنة من أحداث ومظاهرات مما سبب في التأخر ببدأ التصوير ومن ثم ظهرت جانحة الكورونا التي تسببت في تعطيل التصوير لهذا لم يكتمل العمل بنصابه الكامل و بالتالي  تم منتجة المشاهد المصورة ليلحق العمل  بالموسم الرمضاني و كان هذا هو السبب في عرض سبعة عشر حلقة فقط منه وبسبب  هذه العجلة كان الشرك الذي وقع فيه المسلسل وهو ضعف الحبكة و إختصار مشاهده.  لنأمل أن يحمل الموسم الثاني بصمة أقوى وأفضل من الموسم الأول وأن يلغي الإنطباع السلبي الذي أخذ عنه.

مسلسل الساحر من بطولة عابد فهد  وفيلدا سمورو محمد حداقي والنجمة اللبنانية ستيفاني صليبا.

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى