بين قوسين

اوقفوا الارض قليلا !!

اوقفوا الارض قليلا !! … كثيرة هي الاحداث ‏التي تدور  في العالم حولنا الى درجة لم أعد قادرة على إنتقاء الموضوع الأهم للكتابة عنه..‏فكل ما يدور حولنا مهم جدا ويغير مجرى الأحداث والمستقبل والعالم ‏بين يوم وآخر  من الحرب الروسية الاوكرانية ، إلى الانتخابات الأمريكية النصفية ، إلى الثورة الإيرانية المهمشة ، إلى تفجير اسطنبول المؤلم الى الانهيارات الاقتصادية.. ازمات الغاز والفيول .. صراع العملات .. وانهيار العملات الرقمية ..

إلى الكثير الكثير من الاحداث التي يتم التعتيم ‏عليها وذكرها كحدث عابر غير مهم احيانا .. إلى التركيز على أحداث تصبح ترندا عالميا وخبر اللحظة والدقيقة والساعة ‏على السوشل ميديا ومواقع التواصل وقنوات الأخبار والإعلام العالمية و لمده قد لا تتجاوز الساعات أحيانا وقد تصل إلى شهر لا أكثر تشغل الرأي العام العالمي لفترة محددة ثم يتم الانتقال إلى أحداث جديدة ومتغيرات خطيرة سريعة لدرجة لا نستطيع أن نفهم ما يجري حولنا بعمق وصدق بسبب لعبة الإعلام وكثافة الاحداث .. وتسارعها ..

‏احداث خطيرة ومهمة جدا تنبىء بحدوث تغيرات في مستقبل العالم ، إضافة إلى إظهار وتوضيح ما يحصل حقيقة في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم ..

‏تغيرات لا يسعنا أن نفهم وندرك أبعادها الحقيقية بسبب كثافتها وتسارعها ..

لاتذكر من قال يوما تحت ضغوطات الحياة اليومية .. (( اوقفوا الارض اريد النزول من هذا الكوكب فقد تعبت …!!! ))

‏أنا لا اكتب لكي أحلل الأحداث وأقرأها من وجهة نظر اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ، ‏فالكثير غيري يقوم بهذا الدور .. وبكثافة وتناقضات متعبة ايضا.

أنا اكتب اليوم ،  لانني اريد حلا .. كيف يمكننا أن نعيش بسلام في ظل كثافة الأحداث و تسارعها وخطورتها؟؟؟

‏‏كيف نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن دوامة الأحداث وأن نركز  على حياتنا وعائلتنا وتطورنا النفسي و الشخصي في هذه الحياة وهذه الأحداث وهذه الأخبار والتي تسحبنا إلى قاعها .. فننسى انفسنا ونلتهي  بمراقبة الأسهم وفرق العملات وسعر الذهب وغلاء المازوت والبنزين وأساسيات و ضرورات الحياة اليومية .

نعم كيف نستطيع أن نعيش بسلام على هذا الكوكب الذي تحول إلى كتلة من الإنفجارات والإنهيارات والحروب اللا منطقية في القرن الواحد والعشرين حيث ما زلنا ندفع ‫ثمن  طمع وجشع الانسان وفجعه للسيطرة والثروة .. ونتحول الى ارقام واشباه انسان .. نبحث ‏عن لقمة العيش وعن حاجاتنا الاساسية .. ؟؟

انهم يلهوننا عن حقنا في الحلم .. في التطور .. في الطموح .. يشغلونا عن انسانيتنا واخلاقنا لنبحث عن اساليب ووسائل للبقاء لا اكثر ..

عالم متحضر .. يحتضر .. بحاجة لبعض الهدوء .. والسلام والراحة .. بحاجة إلى أن اطفئ مصادر الازعاج والضجيج .. وابتعد عن كذب الاعلام وصانعي الحدث .. تأمل في نعم الله عليك .. وعش بهدوء ..

نحن بحاجة الى الهدوء .. الى السلام .. الى العودة الى الانسان ..

اوقفوا هذا الكوكب قليلا .. فأنا وكل من حولي نريد أن نعيش بسلام !!

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى