بابا نويل .. السوري ..!!!
بابا نويل الذي ينتظره السوريون هذه الأيام .. ليس نفسه الذي ينتظره باقي العالم .. فبابا نويل التقليدي بحلته الحمراء وذقنه البيضاء وكيسه الأحمر الكبير المليء بالهدايا والألعاب والمفاجآت السارة ..أصبح اليوم في عيون السوريين هو الخلاص .
الخلاص من كل هذا الدمار والخراب الذي يقض مضجعهم ويعيق أحلامهم عن التحقق ..
الخلاص من الحرب التي تستنزف خيرة شبابهم وتقتل مستقبلهم ..
الخلاص من هاجس الهرب والهجرة واللجوء والتشرد على الحدود وبين السفارات..
الخلاص من التطرف والطائفية والإقصاء التي باتت حالة مجتمع يحاسب ويحاكم الآخر على مذهبه وطائفته وانتمائه الديني..
الخلاص من حالة التخلف والتخوين التي يمارسها الجميع ضد الجميع .. من بالداخل ضد من بالخارج، ومن هم ضد النظام ضد بعضهم البعض وضد النظام ، ومن هم مع النظام ضد من يختلف معهم بالرأي ولا يصفق لتصفيقهم ولا يهتف بحياتهم ..
الخلاص من حالة الشيزوفرينيا التي باتت مرضاً سوريا بامتياز ..
الخلاص من الخوف الذي يرافقهم في كل مكان، الخوف من تفجير أو قذيفة أو صاروخ أو اعتقال ..
الخلاص من كل شيء، والعودة إلى وطنهم وسوريتهم وبيوتهم وحاراتهم وذكرياتهم ..
هذه هي أماني السوريين هذا العام يعلقونها على شجراتهم .. ويرفعون دعواتهم وصلواتهم .. ويضيئون شموعهم ، ويشعلون شجرة الميلاد على أمل السلام وانتهاء الحرب الباردة الحامية التي تستنزف أحلامهم .. يلبسون الخلاص ثوباً أحمر بقبعة حمراء وكيس مليء بالهدايا والأمنيات الطيبة والأحلام الوردية .. .على أمل انتهاء هذا الكابوس .. لتعود البهجة والفرح لبيوتهم وأعيادهم وأحلامهم.