باحث بالحركات الإسلامية يرصد لـ«الشروق».. شرعنة الاغتيالات واستباحة التكفير وفقه الاستضعاف بكتب الإخوان (2-3)- (إعداد – هيثم أبوزيد)

 

إعداد – هيثم أبوزيد

تمر رحلة مناهج الإخوان التربوية، بمحطتين رئيستين، الأولى «التنظيم»، والثانية «السرية» فى الحلقة الأولى من هذا الملف توقفنا أمام هرم التنظيم الإخوانى، ومراتب العضوية فى الجماعة، وما يمثله التنظيم من أهمية قصوى فى فكر أعضائه، وتناولنا قيمة «السرية» باعتبارها ركنا مهما فى عمل حركة الجماعة.
وفى هذه الحلقة نتوقف مع قضية «المرحلية» وهى إحدى أهم ركائز جماعة الإخوان، بل هى الإطار الحاكم لتصرفات وقرارات وخطاب الجماعة عبر عقود، وإدراكها يكشف تماما طبيعة فكر الإخوان ونوايا الجماعة.
فتحت مظلة «المرحلية»، تعطى الجماعة وعودا تنوى إخلافها، وتتعهد بالتزامات تنوى عدم الوفاء بها، ولعل اتفاق «فيرمونت» الشهير من أبرز مظاهر ارتكان الإخوان إلى فكرة المرحلية، حيث ارتأت الجماعة بعد صعود محمد مرسى وأحمد شفيق إلى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية ضرورة ترضية قوى سياسية وثورية، والاستجابة لمطالبهم ما دام أن ذلك يصب فى مصلحة التنظيم، وبمجرد فوز مرسى تنصلت الجماعة من كل وعودها.
كما نتناول موقف الإخوان من مسألة «التكفير»، ومدى تغلغلها بين أبناء الجماعة.
ونتوقف أمام فكرة «القوة»، ومدى رسوخها فى فكر الإخوان، من خلال المناهج المقررة لتربية أفراد التنظيم، ونحاول الإجابة عن سؤال محورى: هل تعتبر الممارسة العنفية وسيلة أصيلة من وسائل النصر والتمكين عند الإخوان، أم أن الجماعة لا تعرف إلا الدعوة السلمية؟
إن إدراك الموقف الحقيقى للإخوان من استخدام القوة والعنف لفرض رأيهم السياسى، أو للتخلص من خصومهم، هو أمر فى غاية الأهمية، ليس فقط للإحاطة بحقائق الماضى، ولكن لإدراك سبل التعامل المناسب مع الجماعة مستقبلا.
مفهموم «المرحلية» عند الإخوان أن يكون للجماعة خطاب ومواقف تخدم تنظيمهم فى مرحلة سياسية وزمنية معينة، حتى لو كانت هذه التصرفات مضرة بالصالح العام للمجتمع، وحتى لو كان هذا الخطاب يكذب على المخاطبين، وكتب الإخوان تعرف ما يسمى بـ«خطاب الاستضعاف» و«خطاب التمكين»، فالأول يتسم بمودة مصطنعة، وقبول للآخر، لا تظهر فيه الجماعة نواياها، والثانى تكشف فيه الجماعة عن أهدافها ووسائلها دون خوف أو تردد.
وقد تحدث سيد قطب فى كتاب «معالم فى الطريق» عن المرحلية معتبرا إياها سمة من سمات الدين، الذى يحدد لكل مرحلة وسائلها من بدء ميلاد طليعة البعث الإسلامى، ووصولا إلى مرحلة التمكين وإزالة الطواغيت، بتحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة أو قهرها حتى تدفع الجزية.
وفى مواضع عدة من «معالم فى الطريق» يرفض قطب أن تهتم الحركة الإسلامية فى مرحلة «التكوين» وبناء التنظيم بالإنتاج الفكرى للفقهاء والمفكرين الإسلاميين، باعتبار أن هذا الإنتاج ليس به أى فائدة أو نفع ما دامت الأمة الإسلامية غائبة، ومادام المجتمع المسلم القابل لحكم الله لا وجود له فى العالم أجمع.

منهج الغضبان الحركى

أما كتاب «المنهج الحركى للسيرة النبوية» للإخوانى السورى محمد منير الغضبان، فتحدث عن المرحلية كما يفهما الإخوان، وببيان واضح لا يحتمل التأويل الذى قد تتسبب فيه لغة سيد قطب الأدبية، فكتاب الغضبان هو أكثر كتب الجماعة اهتماما بفكرة المرحلية، وتأصيلها فى نفوس أفراد التنظيم، واستخلاص شواهدها من العلوم الشرعية، بل إنه يتجاوز هذا التأسيس الفكرى إلى ضرب أمثلة عملية واضحة تحتذيها الجماعة كتطبيق حركى لفكرة المرحلية.
ولعل من أهم الشواهد التى ننقلها من كتاب الغضبان وصيته لشباب الجماعة أن يتعاملوا مع حديث قيادات التنظيم عن «عاطفة الوطن» و«عاطفة الأمة» باعتباره اضطرارا فرضته المرحلة، وليس تبنيا حقيقيا لهذه الأفكار، حيث يقول المؤلف فى صفحة 224: «ونود لشباب الدعوة الإسلامية لأن يدركوا هذا المعنى.. ويفقهوه، حين يرون قيادة الدعوة فى مرحلة من المراحل تبحث عن قاسم مشترك بينها وبين بعض أعدائها لتجعلهم يقفون فى صفها ضد عدو أخطر وأكبر.. وحين يرون قيادتهم تقبل الحديث عن عاطفة الوطن أو عاطفة الأمة، أو يتحدثون عن الضعفاء من الفئات المظلومة، بحيث يمثل القاسم المشترك نقاط لقاء مرحلى مع هذا العدو ضد عدو آخر.
ومما لا شك فيه أن هذا النص من كتاب «المنهج الحركى» يكشف بجلاء ازدواجية خطاب الإخوان، واعتمادهم لكلام ومواقف علنية للاستهلاك المرحلى، فبينما تتحدث بعض القيادات فى وسائل الإعلام عن عاطفة الوطن ومعانى الوطنية، يدرس أعضاء الإخوان فى الأسر أن «الوطنية» فكرة جاهلية، وانتماء أرضى ترفضه أممية الإسلام، كما تطلب المناهج من أعضاء الجماعة أن يتعاملوا مع هذه المواقف العلنية باعتبارها «تمثيلية» تفرضها ظروف المرحلة.
كما يكشف النص أن حديث الإخوان عن «الفئات المظلومة والضعيفة» لا هدف له إلا استقطاب قوى سياسية، وإيجاد قواسم مشتركة معها لمواجهة عدو آخر، فالجماعة تستبيح مثلا أن تتحدث عن حقوق العمال لإيجاد نقاط التقاء مع قوى اليسار، وتوظيف هذه القوى لمواجهة خصم أهم للجماعة.. فإذا تحقق للجماعة مرادها توقف اهتمامها بالقضايا العمالية، وعادت للتعامل مع الحلفاء المؤقتين باعتبارهم أعداء.
وكثيرا ما يؤكد مسئولو الأسر للأفراد أن يثقوا فى قياداتهم، وأن يتعاملوا مع بعض التصريحات المعلنة من القيادة عن القبول بالديمقراطية، أو بوجود الأحزاب فى الدولة الإسلامية، باعتبارها تصريحات للاستهلاك الوقتى، تفرضها «مرحلة» الاستضعاف التى تعيشها الجماعة إلى أن تتمكن بالوصول إلى السلطة والسيطرة على أركان الدولة.
ولأن الإخوان لا يؤمنون بفكرة الوطن، ولا بمبدأ المواطنة، فإن مؤلف «المنهج الحركي» يطلب من أعضاء الجماعة ألا يأخذوا تصريحات القيادات فى هذا الشأن على محمل الجد، لأنها تصريحات تبغى القيادة منها التقارب مع بعض القوى لمواجهة عدو أهم وأخطر.
ولا أنسى حينما عرفت الإخوان عام 1987، بعد الانتخابات البرلمانية التى تحالفت فيها الجماعة مع حزب العمل، وخطر ببالى أن أسأل مسئول الأسرة عن الانتخابات السابقة التى دخلها الإخوان بالتحالف مع حزب الوفد عام 1984، وكيف قبلت الحركة الإسلامية التحالف مع حزب علمانى ليبرالى يقبل بحكم الشعب، فأجابنى المسئول من فوره أن بعض الإخوان وجهوا نفس السؤال للأستاذ عمر التلمسانى، المرشد العام للجماعة وقتها، فأجابهم قائلا: «مطية لم نجد غيرها فامتطيناها».
معالم التكفير
تمتلئ مناهج الإخوان بأفكار التكفير، والنظر إلى المجتمع باعتباره جاهليا يحتاج إلى الجماعة الربانية لترده عن ضلاله، من خلال العمل لإيجاد «الفرد المسلم» و«البيت المسلم» و«المجتمع المسلم» و«الحكومة الإسلامية»، مع الأخذ فى الاعتبار أن الإخوان لا يعتبرون حكومة ما إسلامية إلا إذا كانت مكونة من أعضائهم، أو على الأقل متحالفة معهم، مفسحة المجال لحركتهم.
ورغم القدرة الكبيرة لقيادات الإخوان على إخفاء هذه الحقيقة، فإننا نجد أفكار التكفير فى ثنايا كتابات مرجعيات الجماعة بمن فيهم المرشد الأول حسن البنا، الذى قرر فى رسالة «دعوتنا» أن إيمان المسلم لا يكتمل إلا بالانضمام لجماعته، بل إن الأصل العشرين، من أصول «ركن الفهم» فى رسالة التعاليم، يوظف عمليا داخل الجماعة للتكفير بالرغم من ظاهره الرافض لإطلاق الأحكام على الناس إيمانا وكفرا.
ومن يتأمل هذا الأصل، يجد المرشد الأول يقول: «لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما.. إلخ»، وعند تدريس هذا الأصل داخل التنظيم، يستخدم الإخوان عبارة «وعمل بمقتضاهما» لإخراج من يشاءون من زمرة المسلمين، فالجماعة قد تعتبر من لا يساندها فى الانتخابات أنه لم يعمل بمقتضى الشهادتين، وأنه «مسلم بالطاقة».

قطب يكمل مشوار «تكفير البنا»

أما سيد قطب، فقد أعطى للتكفير دفعة كبيرة داخل الجماعة، بل وخارجها، حتى أصبح كتابه الأشهر «معالم فى الطريق» مرجع الجماعات التكفيرية والعنفية فى أرجاء العالم، فقطب يرى أن الإسلام لم يعد له وجود على الأرض، وأنه من الواجب قيام طليعة بعث، تنتظم فى تجمع حركى لإعادة الإسلام إلى الوجود بإزالة الجاهلية، وإقامة حاكمية الله على الأرض.
وفى مقدمة «المعالم» يقول قطب: «إن العالم كله يعيش اليوم فى جاهلية، تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله فى الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهى الحاكمية». وفى الفصل الأول يقول قطب: «نحن اليوم فى جاهلية، كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية.
ويرى منير الغضبان أن الاحتكام إلى القضاء فى ظل دولة غير إسلامية جائز شرعا، ليس رضا عن النظام القضائى ولكن لأن «الاستفادة من قوانين الجاهلية أمر مشروع».. ويضيف أن على المسلم أن «يفرق بين القناعة بنظام حكم كافر وبين الاستفادة بنظام حكم كافر لحماية الدعوة وشبابها ورجالها»، ويعتبر الغضبان أن الديمقراطية «نظام جاهلى، لكنه أجدى للمسلمين من أى نظام جاهلى آخر».
وعن موقف الإخوان من الفنون والآداب يقول الغضبان فى «المنهج الحركي»: «لقد رأينا الحركة الإسلامية قبيل إعلانها الحرب على الطاغوت الكافر قد انتشر فى صفوفها الأناشيد الإسلامية.. وأصبحت عوضا عن الإذاعة والتلفاز.. وأصبحت تربى هذا الجيل على العمل لدولة الإسلام فى الأرض.. وأصبح الدعاة إلى الله فى تلقفهم لهذا الأدب الإسلامى الجهادى يمثلون التميز والأصالة التى تجعلهم يختلفون عن عامة الناس الذين يعيشون بقيم الجاهلية».
القوة.. واستدعاء «العنف المؤجل»
جاء خطاب قيادات الإخوان على منصة اعتصام رابعة العدوية ليكشف أن مواقف الإخوان خلال الأربعين عاما الماضية بشأن إدانة العنف، والقبول بمدنية الدولة، والاحتكام إلى الإرادة الشعبية، لم يكن إلا خطابا مرحليا، فرضته ظروف إعادة بناء التنظيم، فلما وقع الصدام الحتمى بين الدولة والمجتمع من جهة، وبين تنظيم الإخوان من جهة أخرى، كشفت الجماعة عن وجهها الحقيقى، وظهرت الأفكار التى تربى عليها أفراد الإخوان لسنوات طويلة فى محاضن التنظيم.
وتدبر مناهج الإخوان، يؤكد أن العنف وسيلة معتمدة لدى الجماعة، يتربى أعضاء التنظيم على انتظار لحظة مواتية لاستخدامها، بل إن الخطاب السائد داخل الأسر الإخوانية يرسخ للأفكار العنفية، باعتبار أن دولة الإسلام المنتظرة لن تقوم إلا بعد معركة دامية بين الحق والباطل، وهو ما اشتهر بين دارسى الإخوان بمفهوم «العنف المؤجل»، أى العنف حينما يأتى وقته، وتقدر عليه الجماعة، ولا يكون له تبعات ولا حساب.
وكان المرشد المؤسس حسن البنا أول من أشار إلى اهتمام الإخوان بالقوة، فقال فى رسالة المؤتمر الخامس: «إن أول مراتب القوة هى قوة الإيمان والعقيدة ثم يلى ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصح أن توصف جماعة بالقوة حتى تتوافر لها هذه المعانى جميعا».
ولا يخطر ببال أحد أن البنا يتحدث عن السلاح فى يد الدولة، بل هو يصرح فى جلاء أن جماعته ستستخدم القوة متى استعدت لذلك فيقول: «إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولا، وأما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها، ولا يعتمدون عليها، ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها».
ولم يكتف البنا بالكلام العام عن القوة، بل حدد مفهومه لإعداد الجماعة عسكريا فقال فى نفس الرسالة: «فى الوقت الذى يكون فيه منكم ــ معشر الإخوان المسلمين ــ ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة، وجسميا بالتدريب.. فى هذا التوقيت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله.. ألِّفوا الكتائب، وكوِّنوا الفرق، وأقبلوا على الدروس، وسارعوا إلى التدريب».
وقد اختار البنا رقم 300 كتيبة، لأنه كان ينظم الإخوان فى كتائب عدد كل منها 40 عضوا، فيكون إجمالى الكتائب 12 ألفا، إعمالا للحديث النبوى الذى رواه أبو داود «ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة».. فالبنا، وبنص كلامه، لم يغز العالم، لأن النظام الخاص الذى أنشأه لم يبلغ عدده 12 ألفا من أقوياء الإيمان والتدريب.

الغضبان ينظر للإرهاب

أما منير الغضبان، فتحدث عن استخدام الحركة الإسلامية للقوة بمنتهى الوضوح، ودون مواربة، وفى مواضع عديدة من كتابه «المنهج الحركى للسيرة النبوية»، مؤكدا أن مشاركة الإخوان فى الحياة السياسية يرجع إلى عدم قدرتها على هزيمة الجاهلية بالقوة، فيقول فى صفحة 87: «وقد تكون الحركة الإسلامية غير قادرة على إنهاء الجاهلية من جذورها، بل تقتضى الظروف السياسية والاجتماعية والدولية أن يكون الوصول للحكم من خلال مؤسسات دستورية عن طريق الحرية والانتخابات، ولا تملك القوة العسكرية للمسلمين أكثر من حماية هذه الحرية».
وعن العمليات الإرهابية ضد الأنظمة الكافرة يقول الغضبان: «إن الحركة الإسلامية حين تعلن بعض فصائلها الحرب ضد الطواغيت تغدو مرهوبة الجانب، يخشاها العدو، ويسارع الخصوم إلى التحالف معها.. وهذا خط يحسن أن تتربى عليه الحركة الإسلامية وهى تواجه أعداءها، أن تكون الضربة موجعة، والعملية مزلزلة، حتى يحل الإرهاب فى القلوب، أو يسقط النظام الكافر».
وتحت عنوان «عمليات الاغتيال السياسى وأثرها فى بث الرعب فى صفوق العدو» يقول الغضبان فى صفحة 347، «إن من يستحق القتل فى حربه المسعورة على الإسلام، وليس هو مجال شبهة فى هذا العداء، وأقدم شاب على قتله ــ دون إذن القيادة ــ فهو نصر للإسلام بظهر الغيب، فزعماء الطاغوت اليوم الذين أشعلوا الحرب على المسلمين.. هؤلاء يتقرب إلى الله بدمائهم.
ولعل من لا يعرف طبيعة الإخوان المرحلية، يتعجب حين يجد الغضبان يشيد فى كتابه بقتلة الرئيس الراحل أنور السادات، الذى أخرج الإخوان من السجون، وفتح لهم مجال العمل العام، حيث يقول المؤلف فى نفس الصفحة: «ما فعله شباب الإسلام فى الحاكم الذى تحدى المسلمين فى الأرض فصالح عدوهم (اليهود) فى يوم عيدهم، حين قتلوا هذا الطاغية إنما غسلوا عار المسلمين جميعا فى أرض الكنانة، ونصروا الله تعالى ورسوله بالغيب».
فن الاغتيال
أما عن أنسب وأفضل من ينفذ عملية الاغتيال فيقول الغضبان فى صفحة 350: «إن أقدر الناس على تنفيذ عملية الاغتيال أبعدهم عن الشك فيه، ومن يمت بقرابة أو صلة رحم، أو صداقة من هذا المجرم».
ويبيح الغضبان للحركة الإسلامية كل وسائل الخداع حتى تنجح فى تنفيذ عملية الاغتيال المطلوبة فيقول: «إن اتخاذ مظاهر الكفر، وإعلان الكفر، والنيل من الإسلام والمسلمين لتحقيق مثل هذه المهمة أمر لا حرج فيه».
ويرى الغضبان أن الحركة الإسلامية مطالبة بإتقان عمليات الاغتيال، وباختيار أهدافها بعناية، فيقول فى صفحة 353: «لقد حقق الاغتيال هدفه حين أحكمت خطته، ومهمتنا اليوم أن نتقن هذا الفن، ونحكمه… ولابد أن تكون عمليات الاغتيال هادفة، محققة لعنصر بث الرعب فى صفوف المجرمين».
وفى الجزء الثانى من كتابه يضيف الغضبان: وكل ما من شأنه أن يقصم ظهر العدو ويفل مقاومته هو من حق الثائرين سيان كان أهدافا مدنية أو عسكرية.. ولن يتراجع الطغاة عن طغيانهم ما لم يصابوا بأرواحهم وحياتهم وأموالهم وأمنهم».
وجدير بنا أن نذكر أن كتاب «المنهج الحركى للسيرة النبوية» ظل مقررا على أسر الإخوان فى مستوى المنتظم لأكثر من 20 سنة، وكل القيادات الإخوانية العليا والوسيطة، وجميع الأعضاء العاملين بالجماعة الآن درسوا هذا الكتاب فقرة فقرة، وسطرا سطرا، وتعاملوا معه ليس فقط باعتباره منهجا معتمدا من التنظيم، ولكن باعتبار أن أفكاره ونتائجه كلها مستقاة من السيرة النبوية، كما يجدر بنا أن نذكر أن المؤلف هو أحد أهم قيادات الإخوان المسلمين، بل إنه تولى بالفعل منصب المراقب العام للجماعة فى سوريا لمدة ستة أشهر عام 1985.

صحيفة الشروق المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى