بالانتظار … !!

كان الموقف أصعب من أن تختصره بضع كلمات .. ولكنني سأحاول !!!

(( كانت تجلس على عتبة الباب تنتظره .. عيناها ساهمتان في البعيد. تحاول أن تلتقط أي أثر منه … ولو نسمة عابرة تحمل رائحة تدل عليه ..

عندما قرر الرحيل ..شجعته .. ودعمته .. لم تكن تعرف أنها متعلقة به الى هذه الدرجة ..!! لم تكن تعي أنها متيمة ، هائمة وأن غيابه سيسحقها .كانت تعد الساعات .. وتعصر الوقت .. تعانق الشمس من شروقها حتى المغيب .. بانتظاره، وعندما تيأس .. تغادرها معانقة قمر الليل .. عله يهتدي به اليها.

تسهر متأملة أن يطرق بابها في أي لحظة .. ليخبرها أنه عاد لأجلها !! لم تكن أنانية … كانت تعتقد أن البعد ضروري له .. وعليه الرحيل بحثاً عن مستقبل .. وأمل .. ولكن هي ؟؟؟

هي لم تفكر بنفسها … لم تفكر ماذا سيجري لها في غيابه … ولم تفكر أن بعده عنها سيدمرها. اعتبرت أنها تسمو بنفسها عندما تضحي بأحلامها معه .. وتقاوم مشاعرها تجاهه .. وتتغلب على أنانيتها عندما تفكر بمصلحته .. ولو على حسابها … !!

لم تكن تريده أن يترك مستقبله وأحلامه ويعود لأجلها، ولكنها تائهة دونه ..!!

حاولت كثيرا أن تتغلب على شوقها .. حاولت أن تتأقلم .. حاولت أن تنطلق من جديد، ولكن شوقها كان يكبلها .. ويمنعها من التحليق ..!!

هل تلحق به … !! أم تبقى بانتظاره .. أو تبحث عن حب جديد … ؟؟!! )).

لوحة صامتة باتت متحركة في بيوتنا، نتعايش معها كل يوم . . متل انها مخلفات الحرب القذرة .. !!

شباب يغادرون الى الموت .. أو من الموت .. وفتيات بعمر الورد بانتظار عودتهم … !!

مشهد يتكرر ويتكرر .. وحب بلا أمل .. وقدر أحمق، وأحلام تتكسر .. ومجتمع يتفتت تحت وطأة التهجير، وموت الشباب وارتفاع نسبة العنوسة، و استغلال المرأة واضطرارها الى العمل بالوضاعة والدعارة .. !!

مخلفات باتت تتراكم بقذارتها في كل حارة وقرية ومدينة مرت بها الحرب الهمجية لتخطف شبابها وتسحق أنوثتها . واقع يجب مواجهته ومعالجته. واقع بانتظار أن تتوقف هذه الحرب المجنونة … ليعود شبابنا … وتزهر فتياتنا .. من جديد ..!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى