بالتزامن مع أجواء التوتر في المنطقة.. خبراء يستبعدون انباء نجاح طائرتين إسرائيليتين في التحليق في الأجواء الإيرانية

كشفت يومية “الجريدة” الكويتية عن نجاح طائرتين إسرائيليتين من نوع “اف 35” في التحليق في الأجواء الإيرانية ومنها منشآت نووية، والخبر الذي تناقلته الصحافة الدولية يثير الكثير من التساؤلات لتوقيته وعلى قدرة هذه الطائرات التحليق كل هذه المسافة في ظل توجيه روسيا تحذيرا قويا للقوى الاقليمية.

وتقول “الجريدة” بنجاح الطيران الإسرائيلي، وتناقلت جريدة “تايمز” البريطانية الخبر بدورها واعتبرته رسالة من إسرائيل الى العالم العربي لأن الطائرتين حلقتا فوق سوريا والعراق ووصولا الى إيران.

لكن الخبر الذي جرى تسريبه يحمل تساؤلات من الناحية العسكرية وتزامنه مع أجواء التوتر في المنطقة، فقد أحجم الطيران الإسرائيلي عن التحليق في الأجواء السورية منذ نجاح مضادات طيران السوري في إسقاط طائرة “اف 16” الإسرائيلية خلال شهر شباط (فبراير) الماضي.

ويعتبر تحليق الطائرتين في المجال السوري مغامرة حقيقية بسبب الوجود المكثف للروس وتشكيكهم في أي طائرة قد تأتي من الأجواء الإسرائيلية، كما أن المضادات الإيرانية سوف لن تبق مكتوفة الأيدي خاصة بعدما زودتها روسيا بردارات قوية تحسبا لهجوم أمريكي عليها.

كما أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم استخدام طائرات “اف 35” في التحليق في الأجواء السورية خوفا من استعمال روسيا مضادات لإسقاط هذه الطائرة، والنتيجة فقدانها للهيبة التي تلفها كأحسن مقاتلة في العالم، علما أن خبراء عسكريين يشككون في هذا التوصيف، وتمتلك إسرائيل 33 طائرة من “اف 35” وليس سبعة كما ذهبت المقالات التحليلية.

وترغب إسرائيل في التهدئة بعد سقوط طائرة “اف 16” وليس التصعيد وبالخصوص إدراكها صعوبة، بل واستحالة، ضرب المنشآت النووية الإيرانية التي تقع في أعماق الأرض، وتحتاج للتحليق من إسرائيل الى إيران التزود بالوقود في الجو، وهو ما سيعرض الطائرات المزودة لخطر الاستهداف، كما تدرك أن استفزاز إيران قد يؤدي الى هجمات إيرانية من سوريا ضد إسرائيل بسبب وجود إيران العسكري رفقة حزب الله على حدود إسرائيل.

وتعمل إسرائيل على تصوير الأهداف التي تضربها والأهداف التي تستطلعها، لكن هذه المرة لم تقدم أي صور تؤكد حقيقة تحليق “اف 35” في الأجواء الإيرانية. وكل هذا يجعل خبر تحليق طائرتي “اف 35” فوق إيران خبر عارٍ من الصحة مثل خبر قيام إسرائيل بالرد العسكري مباشرة بعد سقوط طائرة “اف 16″، ولو كانت إسرائيل قد نفذت عملية التحليق فوق إيران لنشرت الصور لتعيد الثقة إلى نفسها وهيبتها أمام باقي الدول بعض سقوط طائرة “اف 16”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية