تحليلات سياسيةسلايد

بايدن لا يستبعد زيارة السعودية في جولة خارجية تشمل إسرائيل

لم يستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة زيارة السعودية في نقطة تحول مهمة في سياسة إدارته تأتي بعد فتور في العلاقات منذ وصوله لرئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2020 وبعد قطيعة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقصر التواصل فقط مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وكان بايدن قد أدار ظهره منذ بداية ولايته الرئاسية إلى تاريخ إعلان إمكانية زيارته للمملكة، كل التحذيرات حتى من كبار المسؤولين والشخصيات السياسية الأميركية الوازنة، من الإضرار بالعلاقات مع حليف استراتيجي مثل السعودية.

وكانت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية قد نقلت عن مصادر لم تكشفها أن بايدن سيمضي قدما في زيارة السعودية بعد أنباء حول اعتزامه القيام بذلك.

وفي الأسابيع الماضية تحدثت مصادر أميركية عن قيام مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بإجراء مباحثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض لترتيب لقاء بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي في مكان ما في الخارج.

ويبدو أن بايدن أعاد حساباته بناء على نصائح من كبار مستشاريه السياسيين والأمنيين والاقتصاديين وأيضا بدفع من الحاجة لسد فجوة في إمدادات الطاقة من روسيا بعد قرار أميركي وآخر أوروبي بحظر النفط الروسي.

وتجاهلت منظمة الدول المصدرة للنفط ‘أوبك’ في الأشهر القليلة الماضية دعوات أميركية وأوروبية لزيادة إنتاج النفط على خلفية العقوبات الغربية التي ستحد بشكل كبير من تدفق النفط الروسي في الأسواق. وقالت إنها لن تخوض حربا ليست حربها، موضحة أن الارتفاع القياسي لأسعار النفط مرده الاضطرابات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا وليس اضطرابا في العرض والطلب.

لكن تحالف أوبك+ الذي يضم 13 عضوا في أوبك بقيادة السعودية، و10 منتجين كبارا من خارجها بقيادة روسيا وافق أمس الخميس على تسريع وتيرة إنتاج النفط  بواقع 684 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز بدلا من الاستمرار في سياسة الزيادة التدريجية المتفق عليها والتي بدأت بـ400 ألف برميل يوميا.

وجاء إعلان بايدن اليوم الجمعة بعيد معالجة السعودية اثنتين من أولوياته من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط والمساعدة في تمديد الهدنة في اليمن الذي مزقته الحرب.

وقال بايدن للصحافيين عند سؤاله عن التقارير الإعلامية “لست أعلم بدقة موعد زيارتي. هناك إمكانية أن التقي الإسرائيليين و(مسؤولين) في بعض الدول العربية. السعودية ستكون ضمن الجولة إذا قمت بها، ولكن ليس لدي خطط مباشرة حتى الآن”.

وأوردت شبكة ‘سي إن إن’ أن الرئيس الأميركي سيلتقي ولي العهد السعودي الذي اتهمته المخابرات الأميركية بإصدار أمر بقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي عام 2018 وهو التقرير الذي شكك فيه مسؤولون غربيون واعتبروا أنه يفتقد للمصداقية كونه اعتمد على استنتاجات وتقارير إعلامية وليس على أدلة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى جانب سياسي يحرك تلك الادعاءات بما في ذلك موقف بادن ذاته من المملكة وهو موقف معلوم منذ كان هو ذاته نائبا للرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما والذي أبدت إدارته حينها ليونة كبيرة إزاء أنشطة وممارسات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتجاهلت وقتها المطالب الخليجية المشروعة حيال الممارسات الإيرانية.

وكانت إدارة أوباما-بايدن حينها قد انخرطت في جهود التوصل لاتفاق نووي بين إيران والدول الست الكبرى وهو الاتفاق الذي يسعى الرئيس الأميركي الحالي (بايدن) لإعادة إحيائه بعد أن انسحب منه سلفه دونالد ترامب في 2018.

وبحسب ما ورد ستتم الرحلة اثر سفر بايدن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في إسبانيا وقمة مجموعة السبع في ألمانيا في وقت لاحق من هذا الشهر.

كما تحدثت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن الزيارة نقلا عن مسؤولين لم تسمّهم. وقالت إنّ اللقاء “وجها لوجه” مع ولي العهد السعودي سيأتي بعد مهمات عدة “غير معلنة” في الدولة الخليجية الغنية أجراها مستشار بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوثه لشؤون الطاقة أموس هوكستين اللذان يكرران دعواتهما إلى زيادة إنتاج النفط الخام من أجل خفض التضخم.

وكان بايدن قد تعهد أثناء حملته الرئاسية بمعاملة القادة السعوديين على أنهم “منبوذون” بعد العلاقة الوثيقة للمملكة مع سلفه إدارة دونالد ترامب الذي عزز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين في مواجهة التهديدات التي تشكلها أنشطة إيران النووية والصاروخية وأنشطة وكلائها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.

وإلى جانب الاستثمار السياسي في قضية مقتل خاشقجي، اتسمت سياسة إدارة بايدن إزاء الحرب في اليمن بالارتباك مع شطبه الحوثيين من القائمة  الأميركية للتنظيمات الإرهابية ملغيا بذلك قرارا اتخذه سلفه ترامب.

وراهن الرئيس الديمقراطي على إطلاق عملية سلام شامل تنهي الحرب في اليمن من خلال مبادرة أميركية تجاهلها الحوثيون. ولم تنجح إستراتيجية بايدن في تحريك ملف السلام اليمني.

وفي أبريل/نسان الماضي أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والبيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور إسرائيل خلال الأشهر المقبلة بعد قبوله دعوة من بينيت.

وستكون الزيارة إذا تمت الأولى لبايدن لإسرائيل منذ توليه الرئاسة خلفا للجمهوري دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني 2020 وأول تواصل مباشر من نوعه للرئيس الأميركي مع القادة الإسرائيليين بينما لم ينقطع التواصل بين الجانبين على مستوى الحكومتين.

 

ميدل إيست أون لاين 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى