تحليلات سياسيةسلايد

بايدن يتراجع عن تصريحه بشأن “تحرير إيران” ويوضح.. الرئيس الإيراني يرد بقوّةٍ

قال متحدث باسم البيت الأبيض اليوم الجمعة إن الرئيس جو بايدن كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره “سنحرر إيران”.

وجاءت تصريحات جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين بعد يوم من إدلاء بايدن بتعليقه أمام تجمع حاشد في ولاية كاليفورنيا.

وتعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس “بتحرير” إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريبا في تحرير أنفسهم.

وقال بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين “لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا”.

ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييجو.

ولم يرد مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.

واندلعت احتجاجات على مدى سبعة أسابيع في إيران في أعقاب وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، أثناء احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها.

وأظهرت الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني في 16 سبتمبر أيلول تحدي العديد من الشباب الإيراني القيادة الدينية للبلاد، والتغلب على الخوف الذي خنق المعارضة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.

وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها ستحاول إخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والمكونة 45 عضوا بسبب إنكار الحكومة لحقوق المرأة والقمع الوحشي للاحتجاجات.

وبدأت إيران للتو فترة مدتها أربع سنوات في اللجنة التي تجتمع سنويا في شهر مارس آذار من كل عام وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

بدوره قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الجمعة إن الثورة الإسلامية عام 1979 حررت إيران، وذلك ردا على تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن “بتحرير إيران”.

وقال رئيسي في خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة “أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاما”.

وتوجّه رئيسي في خطابه الى الآلاف الذين تجمعوا أمام المقر السابق للسفارة الأميركية وسط طهران لإحياء “يوم مقارعة الاستكبار العالمي”، أي ذكرى اقتحام السفارة عام 1979 من قبل طلاب مؤيدين للإمام روح الله الخميني، واحتجاز 52 رهينة أفرج عنهم بعد 444 يوما.

وأتى اقتحام السفارة بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني واسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفا لواشنطن. واعتبارا من مطلع 1980، قطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.

ورفع المشاركون في التحرك العلم الإيراني وهتفوا “الموت لأميركا” و”الموت لاسرائيل”. كما حملوا لافتات كتب فيها “إيران قوية” و”أنا مطيع لأمر القائد” وصور الخميني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

ورأى رئيسي أن إيران “قوية بفضل دماء الشهداء الطاهرة، والتوجيهات الحكيمة للإمام الخميني الراحل وقائد الثورة الاسلامية، وشعبنا الواعي بحضوره في مختلف ساحات الثورة”، منوّها بإحياء الذكرى في مناطق مختلفة.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من مدن عدة بينها مشهد (شمال شرق) وإصفهان (وسط) وشيراز (جنوب)، تظهر مشاركة حشود في إحياء “يوم مقارعة الاستكبار العالمي” الجمعة.

وسبق لمسؤولين إيرانيين يتقدمهم خامنئي ورئيسي أن اتهموا “أعداء” إيران، خصوصا الولايات المتحدة، بالوقوف خلف “أعمال الشغب” الراهنة.

وحذّر رئيسي الجمعة من أن العدو “يريد زعزعة الأمن والاستقرار في إيران ويريد استهداف ثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا”، وخصّ بالذكر مختلف المكونات القومية التي تحفظ “وحدة” الجمهورية الإسلامية، مثل الأكراد والبلوش والتركمان والعرب وغيرهم.

ومن جهته كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الجمعة على تويتر “يا سيد بايدن، توقف عن تصرّفاتك المُنافقة” ردا على تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن “بتحرير إيران”.

وقال أمير عبد اللهيان في تغريدة على تويتر “البيت الأبيض شجع بشكل متزايد العنف والإرهاب في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، بينما يحاول في الوقت نفسه التوصل إلى اتفاق نووي”.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى