“بتوقيت الشام”،محا ولة جادة لمنافسة السينما العالمية ؟!
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة :
متى يكون العرض السينمائي آسرا؟! وهل يمكن توقع ظهور إنتاج سينمائي يحقق جدلية العرض الآسر التي نسعى إليها؟! وماذا عن الفيلم الإيراني (بتوقيت الشام ) للمخرج إبراهيم حاتمي كيا الذي عرض في دمشق مساء الخميس الماضي؟!
إن هذه الأسئلة الثلاثة كفيلة بأن تُكوّن بحثاً جميلاً عن السينما العالمية والجديد فيها، إلا أن جوهر الجديد هنا هو صورة الحدث السوري في العرض السينمائي الذي نتحدث عنه، فقد جاء الفيلم الإيراني (بتوقيت الشام) في سياق عرض خاص شهدته دار الأوبرا السورية بدمشق، في حضور لافت، ليس من حيث الكم، وإنما من حيث النوعية، فهو في جوهره جمهور شعبي لانعرفه، نتعرف عليه وسط أضواء الأوبرا ورُقيّها، وهو يتجمع حول مجموعة من النجوم الذين ساهموا في صناعة الفيلم في قلب دار الأوبرا.
وقبل أن نتعرف على الفيلم ، لابد من الحديث عن أفلام الأكشن الأمريكية التي جعلتنا نلتصق بمقاعدنا في دور العرض أو في بيوتنا في مواجهة شاشة التلفزيون لنصل إلى نهايات اللحظات الصعبة التي تجري على متن طائرات سيطر عليها الإرهابيون، وهي تيمة أمريكية تظهر دائما في أفلامها النوعية بدءا من اختطاف الطائرات ونجاح الاستخبارات في استعادتها ووصولا إلى سرقة قنابل نووية صغيرة وتمكن الإف بي آي من استردادها ، ودائما تظهر صورة العربي والمسلم في دائرة الاتهام . ومن تلك الأفلام :
- United 93، والفيلم مبنى على أحداث واقعية عن إحدى الطائرات المخطوفة من قبل الإرهابيين يوم 11 أيلول/ سبتمبر .
- Cast Away ، وتدور أحداثه حول تعرض طائرة شحن للاصطدام بجزيرة مجهولة بسبب سوء الأحوال الجوية، مما يجبره على ضرورة التكيف مع الأوضاع الجديدة والظروف الصعبة التى سيمر بها..
- Flight ، وتدور أحداثه حول طيار متمرس مدمن للخمر والمخدرات يستطيع أن ينقذ أكبر عدد من ركاب طائرته بعد تعطل إحدى محركاتها بفضل قيادته البارعة.
- Con Air ، وهو من أنجح أفلام التسعينات ويعتبر من العلامات المميزة فى تاريخ أفلام الأكشن والحركة..
والأفلام من هذا النوع كثيرة ، ومعروفة، وتفرض نفسها سريعا في ذاكرة المشاهد وهو يتابع وقائع الفيلم الايراني (بتوقيت الشام) ، فهو من هذا النوع في لغته السينمائية وتدور قصته حول طائرة مساعدات إنسانية إيرانية تتجه إلى سورية ، وتحتجز في مطار تدمر الذي تطوقه حركة داعش ، ثم يتطوع طياران هما ابن وأبيه لانقاذ الطائرة والاقلاع بها رغم محاولة داعش تفجيرها على مدرج المطار بسيارة مفخخة، تنجح المحاولة ، إلا أن المفاجأة تظهر في السماء بعد اكتشاف وجود إرهابيين من داعش بين المدنيين الذين صعدوا إليها هربا من داعش في تدمر ؟
تلك هي النقطة الجوهرية التي تجعل الذاكرة البصرية تأخذنا إلى تلك الأفلام الضخمة، فقد قدم فيلم (بتوقيت الشام) منافسة ناجحة في لغة التصوير والاخراج ناهيك عن الرسائل التي توخى الفيلم إيصالها في المحصلة النهائية .
شارك في تمثيل وقائع الفيلم: بابك حميديان وهادي حجازي فر وبيير داغر وخالد السيد وليث المفتي وجوزف سلامة..
وكانت المؤسسة العامة للسينما قد أقامت مؤتمراً صحفياً بمناسبة عرض الفيلم في دمشق، بحضور مخرج الفيلم إبراهيم حاتمي كيا، وحبيب والي نجاة المسؤول بقسم إنتاج الأفلام في مؤسسة أوج الإيرانية للإعلام والفنون.