وردتني قصة عن عالم اللاجئين العرب في ألمانيا لست متأكدا من صحتة حدوثها إلا أن معناها يشكل سندا قويا لتبنيها كما يقول علماء الحديث. تروي القصة أن اثنان من اللاجئين العرب السوريين، او سوري وعراقي، ليس مهماً، المهم انهما يقيمان كلاجئين في المانيا. و بسبب تقاتلهما العنيف ساقتهم الشرطة الألمانية إلى المركز. وعندما سأل الضابط المسؤول المترجم عن سبب شجارهما. أجابه انهما مختلفان حول( عمر وعلي) فأعطى الضابط المسؤول أوامره مباشرة بضرورة إحضار (عمر و علي) إلى المركز للتحقيق معهم ومعرفة ما تسبب بشجار هذين اللاجئين. لكن المترجم سارع ليشرح للضابط أن ( علي وعمر توفيا منذ أكثر من 1400 سنة و انهما خليفتي المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم) صعق الضابط و أعاد السؤال ( هذين اللاجئين يقتتلان حول امر مضى عليه اكثر من 1400 سنة؟؟) وعندما تأكد من الأمر أمر فوراً بإيداع اللاجئين المتقاتلين بمستشفى الامراض العقلية.
ترى هل يصح تصرف ضابط الشرطة الألمانية مع هذين اللاجئين لمعالجة التقاتل أو الصراع الذي يحصل في منطقتنا العربية حول نفس الأسباب التي تقاتل حولها اللاجئين في المانيا، الخلاف السني الشيعي ، وإذا كان لا يمكن تحويل جماعات كبيرة أو شعوباً إلى مشافي الأمراض العقلية، فإن الأمر الأكيد أنه لابد من معالجة عقل هذه الجماعات التي وعوضا عن التفكير في حل مشكلات الحياة الحاضرة تذهب إلى ما قبل 1400 سنة لتتقاتل هناك وهي تعيش في الحاضر هنا. والخلل العقلي اكبر عندما تقوم بعض الجماعات باستحضار مشكلة من ما قبل 1400 سنة لإشعال القتال حولها في الحاضر.
ترى هل يمكن لأحد أن يوصل إلي ضابط الشرطة الألمانية أن فكرة ( إيقاظ صراع عمر وعلي) واستحضارها من الماضي إلى الحاضر كان وراءها الشيطان الغربي المتصهين برنارد لويس عندما قدم لمستشار الأمن القومي الأميركي في ثمانينيات القرن العشرين ( بريجنسكي ) استراتيجية لتفتيت المنطقة العربية تقوم على (إيقاظ فتنة ) حدثت قبل 1400 سنة. وهي الفتنة التي يمكنها إشعال الحرب بين السنة والشيعة أي بين اتباع كل من ( عمر وعلي ) عليهما السلام واعتمدت هذه الاستراتيجية رسميا من قبل الادارة الأمريكية في ثمانينيات القرن العشرين. ومع ذلك ما زال العمل جاريا بها حتى الآن. وكلما نامت الفتنة جاء احفاد برنارد لويس لإيقاظها .
وربما لو عرفت ضابط الشرطة الألمانية أن المحرض الأساسي على إقتتال اللاجئين في المانيا هو الماني الأصل ربما كان استدعاه وربما أخضعه للمحاكمة… هذا إن كان القانون الألماني والغربي يشمل في بنوده الجرائم العظمى المرتكبة بحق الشعوب لإخضاعها..
هل يجوز لشعوب المنطقة بعد ما عرفت ما فعله برنارد لويس وما اعتمده بريجنسكي من أيقاظ للفتنة وما تستمر به الدوائر الغربية من إشعال الحروب الطائفية في المنطقة، هل يجوز لهذه الشعوب أن تستمر بأكل هذه الفاكهة بعدما عرفوا أنها سامة و مسمومة و مقدمة لهم لتسمم حياتهم ومستقبلهم؟؟؟
لا يستطيع الهارب من الحرب واللاجئ إلى البلاد الأخرى أن يحمل أمتعته و أوراقه أثناء محاولته النجاة باللجوء إلى بلاد غريبة. ولكن اتضح ان مصائبنا المقيمة في عصبياتنا هي ما يأخذها اللاجئ معه ويظل يتقاتل مع الغير بسببها رغم انه يعيش لاجئا في بلاد الآخرين. والسؤال لماذا لا نتعلم من مصائبنا ؟؟ ولماذا نستمر متمسكين بنار عصبياتنا التي اكتوينا بنارها مرارا ؟؟؟ ثم لماذا لم ينتبه الشرطي الألماني ان برنارد لويس هو الغرب الذي أيقظ الفتنة النائمة وحولها إلى سلاح يدمر هذه الأمه ويسكن أفرادها حتى لو كانوا في بلاد اللجوء..؟؟؟ و إلى متى سيظل برنارد لويس بما يمثل من شيطانية و ما يتفرع عنه من حكام متعصبين متطرفين مدمرين ؟؟؟؟؟