بظلّ الخشية من “حلف الأشرار” الروسيّ – الإيرانيّ.. ازدياد الدعوات الإسرائيليّة لضرب طهران..
قال قائد القوات البحرية الإسرائيليّة السابِق، الجنرال في الاحتياط، المتقاعد إليعيزر ماروم، قال إنّ “إيران على عتبة الحصول على سلاحٍ نوويٍّ وسيتعيّن على إسرائيل مهاجمة منشآتها النوويّة في العام المقبل لإحباط ذلك”.
وفي تصريح لتلفزيون i24NEWS الإسرائيليّ، أضاف ماروم “أعتقد أنّ على إسرائيل أنْ تهاجم، لأنّ الوضع الآن هو أنّ إيران بلد عتبة 100 في المائة”، وتابع قائلاً: “ليس لدينا فهم واضح لما يجري مع مجموعة أسلحتهم. عندما يقترب هذان الأمران من بعضهما البعض، ستكون لحظة القفز من العتبة إلى امتلاك الأسلحة النووية قصيرة جدًا جدًا، وبالتالي أعتقد أنّ وقت الهجوم يمرّ وعلينا القيام بذلك عاجلًا وليس آجلًا، علينا إيقاف هذا البرنامج عاجلًا لأنّ عاجلًا أفضل من آجلًا”، على حدّ قوله.
بدوره، حثّ رئيس الدولة العبريّة إسحاق هرتسوغ حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) العسكريّ على تشديد مراقبته لإيران، حيث تزود طهران موسكو بطائرات مسيرة في حربها ضد أوكرانيا.
وخلال زيارة لمقر “الناتو” في بروكسل أوّل من امس الخميس، قال هرتسوغ: “الأزمة هناك تتجاوز حدود أوكرانيا، مع التهديد الإيرانيّ الآن على أعتاب أوروبا. وهمّ المسافة لم يعد قائمًا. على (الناتو) اتخاذ أقوى موقف ممكن ضد النظام الإيراني، بما في ذلك من خلال العقوبات الاقتصادية والقانونية والسياسية والردع العسكري الموثوق به”، وفق أقوال هرتسوغ.
يُشار إلى أنّ باراك رابيد، المحلّل السياسي لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ قد ذكر أمس الجمعة أنّ رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة ((CIA وليام بيرنز وصل أوّل من أمس الخميس في زيارة إلى الدولة العبريّة، ومن المتوقع أنْ يجتمع مع رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، دافيد بارنيع، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحسب مصدرين أمريكيين مطلعين على الموضوع.
وأشار الموقع الى أنّ هذه الزيارة كانت من المفترض أنْ تركّز على الملف النوويّ الإيرانيّ، والتعاون العسكري بين إيران وروسيا، والأنشطة “التآمرية” في المنطقة.
وأضاف الموقع، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ زيارة برنس إلى دولة الاحتلال الإسرائيليّ كانت جزءًا من جولةٍ واسعةٍ جدًا في الشرق الأوسط، إذ زار يوم الإثنين الماضي القاهرة واجتمع بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث ناقش معه الوضع في المنطقة والتعاون الاستخباري بين الجانبين، بحسب بيان مكتب الرئيس المصري.
وكان قائد شعبة التخطيط في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال يعقوف بنجو، أقّر بأنّ العصر الذهبيّ الأمنيّ الإسرائيليّ، الذي استمرّ عدة عقودٍ انتهى، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ أحد الأسباب لذلك تكمن أيضًا في تفسّخ وشرذمة المجتمع الصهيونيّ في الكيان، بحسب ما أكّده في مقالٍ نشره بالمجلة العسكريّة (معراخوت).
الجنرال الإسرائيليّ أكّد في مقاله أنّه في العقود الأربعة الماضية كانت الدولة العبرية تعيش في العصر الذهبيّ الأمنيّ، ولكن هذا العصر انتهى، بحسب أقواله، فيما رأى مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أنّ أقوال الجنرال بنجو تحمل في طيّاتها أبعادًا وتداعيات وإسقاطات خطيرة، إذا تمّ الأخذ بعين الاعتبار أنّه في الأربعين عامًا الماضية خاضت إسرائيل حرب لبنان الأولى 1982 والثانية، عام 2006، وواجهت الانتفاضة الأولى، عام 1987، والثانية عام 2000، ولكنّ هارئيل أضاف إنّ الحديث يجري عن قضية الاعتبارات والنسب المتفاوتة بين قادة الجيش.
وطبقًا للجنرال بنجو، كما نشر بالمجلّة العسكريّة، فإنّ كيان الاحتلال تمتّع في العقود الأربعة الماضية من ثلاث امتيازات وهي: الأوّل، أنّ دولة الاحتلال واجهت على مرّ السنين تهديدًا أمنيًا محدودًا، والثاني، اعتمادها على التفوّق العسكريّ الأمريكيّ في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة لتقديم المعونات والمساعدات لإسرائيل، أمّا الامتياز الثالث، بحسب الجنرال بنجو، فكان يتمثّل بالتعاضد والتماسك اللذيْن ميّزا المجتمع الصهيونيّ في الكيان، على حدّ تعبيره.
ووفقًا للجنرال بنجو فإنّه في الفترة الأخيرة سُجّل تراجعٌ في الامتيازات الثلاثة المذكورة، ذلك أنّ إيران باتت تُشكِّل تحدّيًا خارجيًا خطيرًا للغاية، والذي يجمع بين القوّة الإقليميّة العسكريّة بدعمٍ واضحٍ من روسيا، وفي الوقت عينه، أضاف الجنرال، نُلاحِظ أنّ القوّة والدعم من الولايات المُتحدّة لإسرائيل باتا في حالة تراجعٍ، فيما يظهر واضحًا وجليًّا أنّ الترابط داخل المجتمع الصهيونيّ في إسرائيل قد ضعُفَ إلى حدٍّ كبيرٍ، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية