تحليلات سياسيةسلايد

بعد أيّامٍ من استقالة قائد الاستخبارات العسكريّة.. قائد سلاح البريّة يستقيل “لأسبابٍ شخصيّةٍ” (!)…

زهير أندراوس

كشف النقاب اليوم الثلاثاء عن أنّ قائد سلاح البريّة بجيش الاحتلال، الجنرال تامير يدعي، (55 عامًا) استقال من منصبه، “لأسبابٍ شخصيّةٍ”، على ما نقله موقع (WALL) الإخباري، معتبرًا أنّ الاستقالة هي بمثابة هزّةٍ أرضيةٍ في هيئة قيادة الأركان في الجيش الإسرائيليّ.

 

وتأتي الاستقالة بعد مرور عدّة أيّامٍ على استقالة قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة، أهارون حاليفا، على خلفية إخفاق المجلجل في استشراف نيّة حركة (حماس) بالهجوم المُباغت في أكتوبر المنصرم.

ووفقًا للمراسل العسكريّ في الموقع فإنّ الجنرال المستقيل كان قد أبلغ قائد جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، بأنّه سيُنهي خدمته العسكريّة في الأسابيع القليلة القادمة، وأنّ وزي الأمن، يوآف غالانط، صادق عل الطلب، لافتًا إلى أنّه بحسب تقديرات عددٍ من قادة جيش الاحتلال فإنّ السبب الرئيسيّ الذي دفع الجنرال يدعي للاستقالة يكمن في أنّه لن يحصل على مبتغاه وهو تعيينه في منصب نائب القائد العام للجيش، وأنّ الجنرال هليفي، لن يوصي بتعينه.

وكان الجنرال يدعي، قائد الجبهة الداخليّة السابق في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، قد ألقى سابقًا خطابًا عن ترسانة حزب الله ودقّة إصابتها وتغطية صواريخ الحزب لكلّ بُقعةٍ في كيان الاحتلال، الأمر الذي أثار عاصفةً سياسيّةً وأمنيّةً في إسرائيل على حدٍّ سواء، الأمر الذي دفع الناطِق بلسان جيش  الاحتلال إلى إصدار بيانٍ رسميٍّ يزعم فيه أنّ الجنرال يدعي لم يقصد ما قاله في المؤتمر أمام الكاميرات والإعلاميين، الذين تواجدوا في القاعة خلال الإدلاء بأقواله. ومن الجدير بالذكر أنّ الجنرال يدعي شارك في مؤتمرٍ لرؤساء السلطات المحليّة في الدولة العبريّة، والذي كان تحت عنوان كيفية التصرّف والتحضير لحالات الطوارئ.

وبحسب وسائل الإعلام العبريّة فإنّ الجنرال يدعي قال في المؤتمر المذكور إنّه لا يوجد عاقِلان على اختلافٍ بأنّ التهديد على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة في الحرب القادِمة سيكون قاسيًا جدًا ويحمل في طيّاته تحدياتٍ جسامٍ، قال الجنرال يدعي في المؤتمر الذي عُقِد في مدينة عسقلان (أشكلون) جنوب الدولة العبريّة، مُضيفًا، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه إلى جانب القدرات التي تعرفها إسرائيل عن العدوّ من الماضي، يوجد اليوم واقعًا جيوـ إستراتيجيًا جديدًا، والذي يضع أمام كيان الاحتلال تحدّياتٍ وتهديداتٍ جديدةٍ، مُشيرًا أيضًا إلى أنّه لا يقصد الأسلحة المعروفة، إنّما القدرة لدى حزب الله على إطلاقها باتجاه العمق الإسرائيليّ بشكلٍ مُكثّفٍ، مُشدّدًا على أنّ منطقة الشرق الأوسط تغيّرت بشكلٍ كبيرٍ وما كان لم يعُد موجودًا، على حدّ تعبيره.

وحذّر قائد الجبهة الداخليّة في جيش الاحتلال أيضًا من أنّ هناك إمكانيّةً أنْ تضطّر إسرائيل إلى خوض حربٍ في الشمال ضدّ حزب الله، وفي الجنوب ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في آنٍ واحدٍ، كاشفًا النقاب عن أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تملك معلوماتٍ عن تنسيقٍ بين حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في غزّة، طبقًا لأقواله.

وللتدليل على عُمق المأزق الإسرائيليّ كانت الجملة التي أطلقها وأثارت العاصفة في إسرائيل: “في الحرب القادِمة”، قال الجنرال يدعي، “لن يكون وضعًا كما كان في السابِق، في الشمال وفي الجنوب يُحارِبون، وفي منطقة تل أبيب يحتسون القهوة”، على حدّ وصفه.

إلى ذلك، أعادت تغريدة الصحافيّ البريطانيّ تيم أندرسون بشأن احتمال مقتل قائد الوحدة 8200 يوسي سارئيل في هجوم حزب الله على (غليلوت)، في مركز الدولة العبريّة، ردًا على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القياديّ في الحزب فؤاد شكر، أعادت تسليط الضوء على سارئيل الذي انكشفت هويته عن طريق الخطأ في حين يجدر أنْ تبقى هوية شاغل هذا المنصب غير معلنة.

وألمح الصحافي أندرسون الى اختفاء أثر سارئيل منذ الهجوم، ولاسيما أنّ الجيش الإسرائيليّ فرض طوقًا على الثكنة التي يشغلها (الموساد) لمدة أربع ساعات بعد الهجوم.

وكانت صحيفة الغارديان  نشرت قبل نحو أربعة أشهر معلومات عن سارئيل إذ ذكرت: “تُعَد هوية قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية سرًا محفوظًا بعناية. فهو يشغل أحد أكثر الأدوار حساسية في الجيش، حيث يقود واحدة من أقوى وكالات المراقبة في العالم، والتي يمكن مقارنتها بوكالة الأمن القومي الأمريكية. ومع ذلك، بعد أنْ أمضى أكثر من عقديْن من الزمان في العمل في الظل، تستطيع الصحيفة أنْ تكشف كيف ترك رئيس التجسس المثير للجدل، واسمه يوسي سارئيل، هويته مكشوفة على الإنترنت”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى