بعد التسوية المشتهاة : ( ناتو شرق اوسطي) أم (هيكل النقب الأمني)؟؟
بعد اكثر من سنتين ساد فيهما حديث ( تسوية إقليمية) قادمة تنهي الصراعات وتقييم الاستقرار و التعاون بين دول المنطقة بشكل يضمن الحقوق و سيادة الدول ووحدتها وسلامتها الإقليمية. وبعد حديث التسوية وبعد طول أشتهاء لها نجد أنفسنا أمام مشاريع مغايرة من (ناتو شرق اوسطي) إلى (هيكل النقب الأمني الاستراتيجي) إلى (تعاون جوي إقليمي) مع تجدد لـ ( حلف المقاومة ). ورغم أن كلاً من هذه المشاريع يعلن أن هدف وجوده دفاعي بحت، إلا أن الحالة الصراعية في المنطقة بعد بروز هذه التكتلات تشي بحالة حرب سواء أكانت مشتعلة أم كانت كامنة تحت الرماد.
الواضح في المنطقة أن حديث التسوية المشتهاة انطفأ والواضح أكثر أن التوجه إلى أشكال من التحالفات أو تكتلات كلها تتجه أو تحضر لمواجهة ما، وبعد التصعيد الأردني تجاه (الوجود الإيراني) على حدوده مع سوريا، وبعد حديث تهريب السلاح والمخدرات إلى الأردن بواسطة فصائل هذا الوجود، يقترح الملك الأردني إنشاء ( ناتو شرق اوسطي) محدد المهام والأهداف ومنسق الآليات. وطبعاً لا يخفى أن صفة “شرق أوسطية” تتضمن إسرائيل، ومن واضحات المنطقة أيضاً الاجتماع الثاني لـ (منتدى النقب) والذي عقد في مسقط وأضاف المغرب إلى دوله الستة الأساسية: (البحرين –الإمارات- الأردن- مصر- إسرائيل- أمريكا) وهو الاجتماع الذي طور بلورة ما سمي بـ (هيكل النقب الأمني الاستراتيجي) و هو نظام تحالف أمني عسكري اقتصادي وطاقوي تكنولوجي… دون أن ننسى وضوح ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس عن إقامة ( تحالف جوي) خليجي أمريكي إسرائيلي. قال انه بات قائماً ويعمل منذ فترة، وحقق نتائج في حماية إسرائيل وبلاد أخرى في المنطقة. كل هذه الأمور من اقتراح ( ناتو شرق اوسطي) إلى ( هيكل النقب) إلى (التحالف الجوي) جرى تظهيرها وتوضيحها و إنضاجها تمهيداً لاتخاذ قرارات حولها في الاجتماع الخليجي العربي الأمريكي و(الإسرائيلي ضمناً) في منتصف الشهر القادم بحضور بايدن. وكل التلميح والتصريح والتوضيح يشير إلى أن الهدف هو مواجهة النفوذ الإيراني وهو الهدف الذي تصيغه واشنطن بعبارة(احتواءالنفوذالإيراني)..
مع حاجة الغرب للنفط الإيراني بعد الحرب الاوكرانية، هل نرى إنجازاً للاتفاق النووي بعد أن انتقلت المفاوضات إلى الدوحة ؟؟ وهل من مرونة إيرانية تجاه دول الخليج لتسهيل حصولها على عائدات نفطها ؟؟ وكيف سينعكس كل ذلك على سوريا؟؟ وهل يعود العرب للتعاون مع الحكومة السورية من بوابة الاتفاق مع طهران سواءً بالإتفاق النووي أو نتيجة المفاوضات مع السعودية، والتي تجددت في بغداد بعد زيارة الكاظمي للسعودية وإيران؟؟ والسؤال المركزي الآن: لماذا لا يبدأ العرب في مواجهة المخاطر المحدقة بهم عبر التوافق فيما بينهم أولاً، وعبر الوصول إلى محور عربي مهمته الدفاع عن الأمن القومي العربي مع تناسي الخلافات والنزاعات؟؟؟